خلال الشهور العشرة الأخيرة، شهدت صناعة السينما في هوليوود الكثير من التغيرات وذلك منذ الكشف عن الاعتداءات الجنسية المتهم بها المنتج هارفي وينستين. تحول الأمر مع الوقت إلى انتفاضة ضد الانتهاكات الجنسية، وحرصت العديد من الممثلات على ذكر تفاصيل وقائع التحرش والاغتصاب اللاتي تعرضن لها، بهدف فضح المتورطين وتغيير الأوضاع القائمة أيضًا.
وقد انبثق عن هذا الحراك النسائي مبادرة Time's Up وحركة MeToo# للدفاع عن حقوق الممثلات والمطالبة بالمساواة في بيئة العمل.
واحدة من الأمور الشائكة التي أثارت الأقاويل في الفترة الماضية، كيفية التعامل مع المشاهد الحميمية وطريقة تصويرها بشكل يضمن مراعاة الحالة النفسية والجسدية للممثلات.
"من المؤكد أن الجميع أصبحوا أكثر حساسية تجاه هذه المشاهد، وطريقة تنفيذها، ومنشغلين باحتمالية الاتهام بأنها غير مبررة"، هكذا يجيب المحامي جيمي فيلدمان، الذي يتولى إدارة الشؤون القانونية لعدد من الفنانات منهن جونو تيمبل، وجيليان جاكوبس، في تصريحات خاصة لمجلة The Hollywood Reporter.
شروط تصوير المشاهد الجنسية
من المعروف أن الكثير من الممثلات يواجهن ضغوطات أثناء تصوير هذه المشاهد. وبما أننا الآن في عصر #MeToo، فإنهن يرغبن في المزيد من الضمانات لحماية أنفسهن من أي ضرر.
لذا، تم إعداد ما يسمى بـ"وثيقة التعري" لتوضيح القواعد التي يجب الالتزام بها عند تصوير المشاهد الجنسية. وقد تضمنت عددا من الشروط منها أن يكون المشهد مكتوبا في السيناريو الذي وافق عليه الممثل/الممثلة، ولا يمكن إجراء أي تعديلات دون موافقة خطية مسبقة من المشاركين في المشهد. كما يجب أن يوافق الممثل على الطريقة التي يتم تصوير المشهد بها، وفي كل الأحوال لا تتضمن عري.
إلى جانب أن الممثل/الممثلة من حقه طلب حذف المشهد أو تعديله بعد التصوير، وعلى المنتج أن يبذل أقصى جهده لتنفيذ ذلك مع الآخذ في الاعتبار المتطلبات الإبداعية لإنجاز العمل الفني.
وفيما يخص عدد الحاضرين خلال تنفيذ المشهد، فيجب منع أي شخص لا عمل له من التواجد في موقع التصوير. ومن حق الممثل/الممثلة رفض استكمال المشهد إذا تواجد أشخاص ليسوا مهمين داخل المكان.
ومن بين الشروط أيضًا، منع التقاط أي صور فوتوغرافية أثناء تصوير المشهد، وبالتالي لا يجب أن تتواجد كاميرات سوى المستخدمة في العمل.
كما لا يمكن استخدام أي مقاطع فيديو أو صور تخص المشهد في أي سياق خارج الفيلم؛ أي لا يمكن استعمال هذه الصور والفيديوهات في المواد الترويجية أو الدعائية.
بالإضافة إلى ضرورة موافقة الممثل/الممثلة على استخدام جسد آخر ليحل محله في التصوير "دوبلير" أو اللجوء إلى التكنولوجيا الرقمية كوسيلة لتنفيذ هذه المشاهد.
أزمة أكبر في التليفزيون
مع ذلك، يبدو أن المشكلة في التليفزيون أكبر من السينما كثيرا، هكذا يؤكد جون روبينستين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Authentic Talent & Literary Management، التي تتولى إدارة أعمال ممثلات مثل بري لارسون و فيرا فارميجا.
إذ يقترب فجأة المنتج أو المخرج من الممثلة ويطلب منها شيئا لم يتم الاتفاق عليه مسبقا؛ مثل أن تخلع المنشفة التي تحيط بجسدها أو أن تنزع القميص الذي ترتديه لأنه لا يبدو جيدا على الشاشة. كل هذه الأشياء تحدث في آخر لحظة، وتضطر الممثلة لتنفيذها حتى ينتهي اليوم ويذهب الجميع إلى المنزل.
وقد صرحت نجمة مسلسل Lost، إيفانجلين ليلي، مؤخرا بأنها أجبرت على تنفيذ مشهد نصف عارية، موضحة " كنت مرغمة على التصوير، لم يكن لي خيار، شعرت بالهلع وبكيت لفترة طويلة بعد ذلك".
ممثلات صاحبات إرادة
لكن بالتأكيد هناك ممثلات لديهن القدرة على الموافقة أو الرفض دون الحاجة إلى وثيقة تحميهن. مثل الممثلة سارة جيسيكا باركر التي تشترط على بند عدم التعري في عقدها، وقد فعلت ذلك عند تصوير Sex and the City، وكررت الأمر مع مسلسلها الجديد Divorce المنتج من قبل شبكة HBO.
إليزابيث موس، بطلة مسلسل Handmaid’s Tale، واحدة أيضًا من هؤلاء الممثلات. فقد أكدت أنها تمتلك حق الموافقة أو رفض أي مشهد حميمي. مضيفة: "يمكنني أن أقول لا يمكنك استخدام هذا المشهد، وأستطيع أن أعبر عما أشعر به تجاه أي شيء، لا يمكنهم استعمال أي لقطة دون موافقتي".
كما ذكرت إميليا كلارك، بطلة مسلسل Game Of Thrones، إنها أصبحت تتمتع بحق التفاوض على أي مشهد جنسي مؤخرا.
اقرأ أيضًا:
اعترافات نجمات هوليوود حول تحرش هارفي وينستين بهن.. براد بيت تدخل من أجل هذه الممثلة