"السينما" لدى المواطن العربي هي الأفلام الروائية الطويلة بأبطالها النجوم سواء كانت كوميدية أو أكشن أو دراما، الاهتمام الأكبر بها دور العرض السينمائية مفتوحه لها.
أما الأفلام القصيرة فلا تجد متابعا لها إلا المهتم بهذه النوعية، ولا يشاهدها إلى من يبحث عنها ويذهب بنفسه لحضور مهرجان يعرضها أو مكان ثقافي يهتم بهذه الإنتاجات.
في مصر هناك مهرجانات للأفلام القصيرة منها "مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير" الذي قدم خلاله أعمالا عربية من الأفلام القصيرة.
في الدورة الرابعة للمهرجان كان هناك 3 مسابقات هي الروائية والوثائقية ولأول عام كانت مسابقة أفلام الطلبة.
37 فيلم عرضوا على مدار 7 أيام في فعاليات المهرجان، أغلب الأفلام لاقت استحسان الجمهور، مما يجعل سؤالا واحدة مطروحا هو لماذا لا نهتم بهذه الأفلام؟
تقصير كبير من صناع السينما فهذه النوعية من الأفلام لا تصل لكل الجمهور، وهي تستحق أن يراها الجميع لتتكون ثقافة الاهتمام بكل الأعمال وليس فقط التجارية الربحية، وهو ما سيساعد في تحسين ما يقدم في الأفلام الطويلة أيضا ويخدم في النهاية صناعة السينما.
بعد مشاهدة أفلام المهرجان نخرج ببعض الأفلام التي تستحق المشاهدة ويمكن البحث عنها سواء في الإنترنت أو في أماكن ومهرجانات أخرى ستعرض بها لمشاهدتها.
الأفلام الروائية
ونس
فاز الفيلم في المهرجان بجائزة "المتلقي الصغير" التي تم تشكيلها لأول مرة هذا العام، وهو من بطولة عبد الرحمن أبو زهرة ورجاء حسين، سيناريو وإخراج أحمد نادر، مدة عرضه 22 دقيقة.
تدور أحداثه حول زوجان في الثمانين من عمرهما يعيشان في منزلهما بمفردهما، لم يعد الزوج قادرا على مشاركة زوجته في تفاصيل حياتهما، لتبحث عن ونس لها في وحدتها.
اختيار الممثلين كان متميزا فـ عبد الرحمن أبو زهرة ورجاء حسين ممثلان قديران أوصلا كل المشاعر بسهولة، ديكور المنزل والتفاصيل الصغيرة مثل الإضاءة ملابس الشخصيات، التنقل من مشهد لآخر بسهولة، عوامل تجذب الجمهور فلا يشعر بالملل ويعيش مع الشخصيات التي يرى فيها معارف وأقارب مروا بنفس الأمر.
Submarine
فيلم لبناني من إخراج مونيا عقل، هو مثال لتجسيد أزمة مرت بها بلدك دون خوف من أن تظهر السلبيات.
أزمة القمامة التي مرت بها لبنان قبل سنوات مع انتشار القمامة بشكل كبير في أحد الأماكن مما أدى إلى ترك سكان منطقة لمنازلهم هربا من محاصرة القمامة والأمراض، إلا فتاة متمسكة بمكانها وماضيها لا تريد ترك المكان والذهاب حتى مع حبيبها.
مدة عرض الفيلم 21 دقيقة، عرضت خلالها تفاصيل القصة وما يشعر به المواطن عندما يجبر على ترك مكانه، لقطات للقمامة المتكتلة والفتاة بطلة الفيلم تسير لا يهمها الرائحة أو الحشرات المنتشرة فهذه أرضها ومكانها الذي تربت فيه.
سبية
فيلم من إنتاج عراقي بلجيكي للمخرج ضياء جودة، فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من المهرجان، مدة عرضه 17 دقيقة.
يحكي الفيلم قصة امرأة يزيدية وابنتها بعدما فقدت زوجها بسبب تنظيم داعش، لن ترى في الفيلم مشاهد قتل ودمار يقوم بها عناصر داعش، لن تسمع حوارا طويلا بين الأم وابنتها، لكن ستصل لك كل المشاعر والأحاسيس من خلال تعبيرات وجهيهما ونظراتهما، ستشعر بالخوف من المجهول وما تعانيه هذه المرأة من خوفها على ابنتها ومحاولتها مقاوم أي هجوم تتعرض له.
فراشة
فيلم تونسي للمخرج عصام بوقرة مدة عرضه 15 دقيقة، كوميدي خفيف يجبرك على الضحك، مع قصة عمر الشاب الذي وجد نفسه يحب السينما وعليه أن يشترك في مسابقة للتصوير الفوتوغرافي لكي يلتحق بمعهد السينما، اختار أن يصور جنازة حقيقية، فتعرض لمواقف عديدة معه.
الأفلام الوثائقية
رحلة البحث عن أبو العربي
فيلم مصري للمخرج أكرم البزاوي حصد الفيلم جائزة هيباتيا الذهبية من المهرجان، مدة عرضه 12 دقيقة.
يرصد الفيلم رحلة المخرج في مدينة بورسعيد ليعرف حقيقة شخصية "أبو العربي" أشهر الشخصيات في المدينة، فيلتقي بالمارة ويسألهم عنه، ويبرز خفة دم الشعب المصري وتمسكه الكبير بأسطورته وحديثهم عن تلك الشخصية بكل فخر وحب واعتزاز.
أرمنلي
من مصر للمخرجة نورهان جمال، مدة عرضه 16 دقيقة، يستعرض قصة المذبحة الأرمنية ومجيء الأرمن إلى مصر وإندماجهم مع المجتمع، وتفصايل عن حياتهم وعاداتهم من خلال لقاءات مع بعض الأرمن المصريين.
المنفى
من مصر للمخرج مدحت ماجد مفيد حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
يرصد الفيلم معاناة نزلاء مستشفى العباسية للصحة النفسية، من خلال لقاءات معهم يتحدث بعضهم عن أمنيته في الخروج ونظرته للعالم الخارجي، آمال يخفوها بداخلهم ومواهب مدفونه وماضي أليم ومعاناة وسط أسوار المستشفى المحبوسين بها منذ سنوات طويلة.
المنسيون
فيلم مصري للمخرج نادر سعد الله، يرصد من خلالها واحدة من الحرف الموجودة في مصر منذ مئات السنين ولا أحد يعرف الآن عنها أي شيء أو يهتم بما يعانيه عامليها، تصوير متميز يبرز تفاصيل هذه الحرفة وصعوباتها.
أفلام الطلبة
أجراس
للمخرجة مي مصطفى، مدة عرضه 5 دقائق، خلال هذه المدة القصيرة يرصد الفيلم ما يعيشه إرهابي شاب قبل لحظات من ارتكاب جريمته بتفجير كنيسة، ما يسمعه من شرائط تثير حماسه وتجعله يقدم على فعلته، تداخل أصوات أجراس الجنائس مع صرخات بعض المتطرفين في تلك الشرائط التسجيلية اليت يستمع لها، تعابير وجهه استعداداه قبل هذه الخطوة.
لا أسمع لا أرى لا أتكلم
للمخرج مصطفى جاد، هو فيلم رسوم متحركة وهو الوحيد في المهرجان من هذه النوعية، يرصد حياة شاب يعيش في فانتازيا العالم الافتراضي.
مدة عرض الفيلم 16 دقيقة، استطاع المخرج خلالها توصيل الرسالة، رسم وتحريك الشخصية كان جيدا للغاية فلا تشعر أنه مشروع تخرج طالب بإمكانيات قليلة، في ظل أن هذه النوعية من الأفلام تحتاج لتكاليف عالية.
رحال
للمخرجة زهرة أشرف، مدة عرض الفيلم 7 دقائق، هل فكرت في رحلة الكتاب الذي يتنقل من يد ليد؟ من سيهتم به أين سيستقر في النهاية؟
بطريقة ساخرة وبتعليق صوتي من أحمد أمين الإعلامي الساخر، يستعرض الفيلم قصة كتاب ومعاناته في الحياة، يلقي الفيلم الضوء على قضية فقدان الاهتمام بالقراءة في مصر والتقليل من قيمة الكتاب.
اقرأ أيضا:
"البحث عن أبو العربي" و"عاهدتك" و"اسمه أيه" الأفضل في مهرجان الأسكندرية للفيلم القصير
4 لقطات من اليوم الأول لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير