ربما لا تشغل مسلسلات الرعب حيزا كبيرا في المشهد التليفزيوني المزدحم في الآونة الأخيرة، رغم ما تتمتع به من شعبية وقاعدة جماهيرية واسعة.
ولعل أبرز تلك الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا وأصبح عشاقها ينتظرون عرض أجزاء جديدة هي The Walking Dead وStranger Things وThe Vampire Diaries وغيرها.
لكن هل ستحقق الأعمال الجديدة نفس هذا القدر من النجاح؟
عرضت شبكة Netflix الموسم الأول من دراما Requiem مؤخرا، وهو من المسلسلات التي تندرج تحت فئة الرعب فهل سيحقق النجاح المرجو له وينافس أشهر مسلسلات الرعب؟
في السطور التالية يرصد لكم FilFan.com أبرز المعلومات وردود أفعال النقاد حول Requiem، وهل يعتبرونه أكثر المسلسلات رعبا في الفترة الأخيرة؟
هل القصة مخيفة حقا؟
شهد عام 1994، حادث اختفاء طفلة صغيرة تدعى "كاريس هاول" في إحدى قرى ويلز البريطانية ولم يعثر لها على أثر، وبعد مرور 23 عاما وتحديدا في لندن تنتحر والدة "أماندا" عازفة تشيلو أمام عينها دون سبب واضح، بالتزامن مع انتحار شخص آخر يدعى "إيوان دين"، وتكتشف "ماتيدا" أدلة محيرة بين ممتلكات والدتها، وتربط هذه الأدلة بين انتحار والدتها واختفاء فتاة ويلز طوال هذه السنوات الماضية.
و هكذا تنتقل حياة "ماتيلدا" الحزينة إلى ويلز برفقة صديقها "هال" ويصلان في توقيت جنازة "إيوان". ترغب "ماتيلدا" في معرفة الحقيقة والتعرف على هويتها من والدة "كاريس" ولكن دون جدوى. وهنا يقابل الثنائي ابن شقيق "إيوان" الذي يدعوهما إلى البقاء في المنزل، ثم تبدأ الأمور الغريبة في الحدوث بهذا المنزل. وتكتشف "ماتيلدا" أسرار دفينة عن طفولتها في هذا المجتمع النائي بما في ذلك سر واحد أكثر غرابة وخطورة، وفقا لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية.
هل شاهدنا أبطال المسلسل من قبل؟
ظهرت بطلة العمل ليديا ويلسون التي تلعب دور "ماتيلدا" في عام 2006 من خلال شخصية "كالارا" في فيلم Star Trek: Beyond، كما لعبت أيضا دور البطولة في Ripper Street كما ظهرت أيضا في أعمال اخرى مثل Never Let Me Go و Misfits.
في حين تشتهر جوانا سكانلان التي لعبت دور "جانيس" والدة "ماتيلدا" بأدوارها في أعمال مثل The Thick Of It و Getting On.
بينما يبدو جويل فراي من جسد دور "هال" مألوفا بالنسبة للكثيرين نظرا لظهوره في الموسم الرابع والخامس من مسلسل Game Of Thrones.
وشوهدت كلير روشبروك التي تلعب دور "روز مورجان" والدة الطفلة "كاريس" مؤخرا في دراما Kiri.
وقد تتعرف على بريندان كويل الذي يجسد دور الشرطي المتقاعد "ستيفن كندريك" من ظهوره في أعمال مثل Downton Abbey و Game of Thrones.
آراء النقاد
IndieWire
يرى الناقد ستيف جرين أنه بالنسبة للمسلسلات التي تبدأ برجل يقفز من سطح المنزل أو تحرك الكاميرا ببطء نحو شخصية غامضة أو غرفة في نهاية ردهة فإن Requiem يرتكز على قاعدة ثابثة بشكل مدهش، وربما تعد أحد العناصر الأكثر اشباعا في Requiem أنه قصة بوليسية يقودها هواة، إذ يقرر الثنائي "ماتيلدا" و "هال" تولي حل لغز مقتل والدة "ماتيلدا" و محاولة ربطه مع قصة اختفاء طفلة ويلز وكموسيقيين يستخدمون الحدس وليس الوسائل المهنية للقفز من فكرة لأخرى.
وأشار الناقد إلى أن إحاطة هذه القصة بأجواء الريف الانجليزي ساعد على توفير خلفية رائعة للغز الذي يأتي معها، إذ أن بشاعة ما حدث لـ "كاريس" على أرض ويليزية خضراء هو تناقض مألوف يخدم الحبكة الدرامية.
وفي رأي الناقد فإن Requiem يكشف بعناية التفاصيل المختلفة التي تربط "ماتيلدا" بقصة اختفاء الطفلة بطريقة لا تجعل الغموض يبتعد عن مشهد تلو الآخر، تلك المشاهد التي تضع الشخصيات في أماكنها ويتيح العرض للجمهور فرصة معرفة من هؤلاء الأشخاص؟ وما علاقتهم بالأدلة التي تتوصل لها "ماتيلدا؟، المسلسل يعتمد أيضا على المزج بين الواقع و الهلوسة بطريقة تناسب نفسية الشخصيات مركز الأحداث، حيث تم تقديم كل شيء بطريقة تجعل الجمهور يتسائل مع "ماتيلدا" ما هو المقصود مما يحدث حولها ولكن ليس بطريقة تفسد المفاجآت التي تحدث بين الحين والآخر فهو يترك لك مساحة من الخيال لتلقي نظرة عن قرب للطبيعة البشرية.
أما فيما يتعلق بالشخصيات فإن الثنائي "ماتيلدا" و "هال" يبرزان مشاعر الصداقة العظيمة التي يتم اختبارها عن طريق الصدمات الخارجية، ولكن يأتي ظهور بريندان كويل كواحدا من أروع الشخصيات التي ظهرت في المسلسل فهو يلعب دور الشرطي المتقاعد "ستيفن كندريك" مع جاذبية بارزة وسلوك بارد يمزجهما معا في كل مشهد يظهر فيه.
The Guardian
في رأي الناقد سام ولاستون أن Requiem أعتمد على كليشيهات الرعب المتعارف عليها مثل القبو المظلم والمرايا المحطمة وأشياء تتصادم في الليل، غرف مقفلة وضجيج أبواب وحلم متكرر أضف إلى ذلك المجتمع الريفي المعزول والغابات الغريبة وفي بعض الأحيان تقديم الرعب الكلاسيكي في الأعمال الجديدة يجعل الخط الدرامي غير واضح.
وأشار الناقد إلى أن المسلسل مخيف، لكثرة مشاهد الأصوات المجهولة المصدر التي تصيب الجسم بالقشعريرة، أما عن تلك المشاهد الغامضة التي تمزج بين الواقع والخيال والعودة بالذاكرة إلى الوراء والأحلام التي تنتاب "ماتيلدا" فهي تعد أكثر إثارة للقلق وأكثر قوة من مشاهد الرعب الكلاسيكية في العمل.
The Telegraph
تقول الناقدة سارة هيوز أن المسلسل يحمل في طياته الكثير من لحظات الرعب بداية من مصير والدة "ماتيلدا" التي لم نكن نعرفه ولم يتوقعه أحد وهذا بالطبع ما يجعل مشاهدته صعبة للغاية. كما تظل اللحظات المخيفة قادمة إلى الحد الذي يجعلنا نشعر بالرعب من مجرد باب غير مفتوح في نهاية ممر بفضل الاحساس بالخوف والغموض الذي ينتابنا منذ بداية الحلقة الأولى. وبالطبع فإن التقلبات التي تحدث في نهاية الحلقة الأولى تجعلك ترغب في معرفة المزيد عما يحدث.
كما أن جزء من الحبكة الدرامية لـ Requiem هو إعادة صياغة بعض قوى الرعب الكلاسيكية من حكايات الرعب المتعارف عليها مثل ظهور الغابات الغريبة والمرايا الغامضة والردهات المظلمة ولكن هناك طريقة مميزة تجعل ظهور تلك الأشياء مختلفا عما هو معتاد بفضل المخرج كريس مركسكا.
اقرأ أيضاً
مسلسلات جديدة و عودة مواسم منتظرة لأشهر المسلسلات الأجنبية في أبريل .. The Handmaid's Tale و Westworld في المقدمة
4 معلومات يجب أن تعرفها عن مسلسل Krypton.. هدية لعشاق القصص المصورة