"السينما والتليفزيون هما مرآة لنقل الواقع" جملة نسمعها دائما يقولها صناع الأعمال السينمائية والتليفزيونية ، أغلب الوقت نسمعها في لحظات دفاعية عن أنفسهم بسبب ما نشاهده من أفلام تنقل واقعا مريرا.
في الفترة الأخيرة كانت أغلب الأعمال تنقل واقعا موجودا ولكننا نكرهه، فنرى البلطجة هي السمة الأساسية في بعض الأفلام، وفي التليفزيون نجد مسلسلات تنقل حياة الأغنياء، الفيلات والسيارات الفارهة.
الطقة الوسطى التي تندثر وتختفي من الواقع، تختفي أيضا في الأعمال التليفزيونية، فلا نجد كثيرا ما يعبر عنها، إلى أن جاء مسلسل "سابع جار".
المسلسل بدأ عرضه عبر شاشة cbc في موسم درامي بعيدا عن موسم رمضان المزدحم بالمسلسلات، وهي الخطوة الهامة التي تتيح أن يكون هناك موسما دراميا آخر لكي تعرض فيه مسلسلات وتأخذ حقها في المشاهدة.
أهم ما يميز "سابع جار" هو واقعيته، وهي التي تجعله يكسب كثيرا، فهو ينقل صورة للحياة اليومية في كل منزل مصري، وينقل صورة للطبقة المتوسطة ببساطتها، فلا نجد المنازل الفخمة التي لا تشبه منازلنا، ولا البلطجة والأماكن الغريبة.
ليس هذا فحسب، بل أيضا الأبطال، فالمسلسل لا يعتمد على البطل الأوحد، هناك أكثر من بطل كل واحدا منهم لديه مساحة الدور الخاصة به.
دلال عبد العزيز وشيرين هما بطلتا المسلسل، في الفترة الأخيرة كنا نراهم في أدوار مساعدة، لكن هذه المرة دورهم أكبر، أسامة عباس وعودة له مرة أخرى والاستعانة به في دور يناسبه كثيرا، بالإضافة إلى وجود عددا من الوجوه الشابة التي نراها لأول مرة، وكلهم لديهم أداء جيد أحبه الجمهور لبساطتهم وظهورهم بشكل طبيعي.
من الممكن أن نقول أن هناك مسلسلات عديدة كانت تنقل واقع الأسرة والحياة اليومية، ولكن كنا نجد مواقف دخيله لإضحاك الجمهور، أما مع "سابع جار" فالأمر مختلف، فأنت تشعر في كل حلقة بأنك تشاهد يوما طبيعيا من حياتك اليومية وحياتك مع أقاربك دون تكليف أو مواقف دخيلة.
الواقعية والبساطة تكسب كثيرا، فكلما ابتعدنا عن التكلفة في الأشياء والمظاهر كلما حققنا نجاحا أكبر وأحب الجمهور العمل أكثر.
اقرأ أيضا
مسلسل "سابع جار" أعز جار للبيت المصري.. 5 ايجابيات تجعلك تشاهده