لا شك في أن الفنان تامر حسني هو واحد من أهم الأصوات المصرية على الساحة الغنائية، فهو يمتلك العديد من المقومات الفنية التي تجعله قادرًا على أن يحقق أكثر مما وصله إليه، والوصول إلى جمهور مختلف أيضا.
ولكن لماذا لم ينجح تامر حسني في هذا الأمر حتى الان؟
صحيح أنه يمتلك شعبية جارفة في البلاد العربية وتحقق أغنياته نسب مشاهدات مرتفعة وكذلك حفلاته الغنائية تسجل حضور جماهيري ضخم، إلا أنه لم يستغل كل هذه المقومات ولم يصل إلى تركيبة النجاح التي تمكنه من اعتلاء عرش الغناء العربي، فهو قد يشبه نجم كرة القدم في نادي الزمالك "محمد إبراهيم" فبرغم كل المقومات الفنية التي يتملكها هذا اللاعب من مهارات، ورغم أنه قائد نادي الزمالك، إلا أنه لا يزال يمارس كرة القدم بفهم اللاعب الناشئ الذي لم يحقق انجازا كبيرا في مشواره الرياضي حتى الان.
هناك محاولات من تامر حسني مستمرة في تقديم أعمال غنائية مع مغنيين آخرين "ديو"، فتاريخه الفني مليء بكم من الأغنيات المشتركة منذ أول ألبوماته "فري مكس" مع الفنانة شيرين في عام 2002 حتى أغنية "من ورا الشبابيك" الصادرة هذا العام مع الفنانة إليسا، ويبدو أنه لن يتوقف عند هذا الحد، فقد علمنا بأنه يجهز لعمل غنائي جديد مع الأيقونة الجزائرية شاب خالد.
"لو كنت نسيت" مع الفنانة شيرين هو أنجح الأعمال الغنائية المشتركة لتامر حسني، وهو سبب رئيسي في نجاح هذا الثنائي، ومن وقتها لم يستطع تامر حتى الان تقديم أعمال غنائية مشتركة تحقق نفس نجاح "لو كنت نسيت"، عكس الفنانة شيرين التي قدمت أعمال غنائية مشتركة أقل عددًا من التي قدمها تامر حسني ولكنها نجحت نجاحًا مبهرًا مثل "كل ما أغني" مع حسام حبيب، و"العام الجديد" مع الفنان فضل شاكر، و"بحبك" مع الفنان محمد محي.
في الغالب يلجأ المغنيين لـ"الديو" لسببين، الأول يخص الجانب الجماهيري لتحقيق انتشار أوسع خاصة وإذا كان الطرف الآخر في العمل يغني بلغة مختلفة عن لغة الطرف الأول، والسبب الثاني يخص الجانب الفني بتقديم أشكال موسيقية جديدة عن التي يقدمها الطرفين عن طريق مزج الثقافات الغنائية المختلفة بشكل جيد لإنتاج محتوى غنائي غني ودسم.
بمراجعة كل الأعمال الغنائية المشتركة التي قدمها الفنان تامر حسني باستثناء "لو كنت نسيت" سنجد أن السببين المذكورين في الفقرة السابقة لم يتوافرا في أي عمل غنائي مشترك قدمه تامر حسني.
فعلى سبيل المثال في أغنية "Smile" التي قدمها مع "شاجي" سنجدها أغنية ليس لها هوية موسيقية واضحة، فتامر حسني يغني بكلمات عربية وكأنها دخيلة على الأغنية أو كأنها مترجمة على ايقاع موسيقى "غربي"، حتى التوزيع صنع بواسطة dj frizzo وهو في الأساس ليس موزعًا موسيقيًا، ولذلك نجد الاغنية خالية من روح الموسيقى الحية، ولا يوجد بها أي صولوهات أو أي الآت موسيقية سوى "رتم جيتار" وحيد عزف بواسطة هيثم شراقي.
وفي أغنية "سي السيد" مع مغني الراب العالمي "Snoop Dogg" سنجد أن الأمور لم تتغير ولكن هذه المرة سنجد أن "سنوب" ليس عنصرًا رئيسيًا في الأغنية ووجوده لم يمثل أي اضافة، واذا قمنا بحذف الجزء الذي يقدمه لن تتأثر الأغنية بأي شئ، بل على العكس تمامًا ربما تكون الأغنية أفضل حالًا.
وفي أغنية "Welcome To The Lif" سنجد أن تامر حسني حاول يقدم نفسه كمغني أجنبي فغنى باللغة الإنجليزية، حتى الكلمات التي غناها باللغة العربية كانت جملتها اللحنة عابرة وقصيرة وضعيفة، حتى Akon غنى باللغة العربية بطريقة غير مفهومة، والتوزيع الموسيقي كان غير موفقا، ويرجع ذللك لرؤية تامر حسني في محاولته بأن يقدم أغنية تقوم على المزج بين الايقاعات الغربية والشرقية، ولذلك أستعان بـ brain haze كمنفذًا للايقاع الغربي، واستعان بجلال فهمي ليصنع شكل الموسيقى الأورينتال العربي، ولذلك كان من الطبيعي أن نشعر بأن الجزء التي عزفت فيه "الطبلة" على الطريقة المصرية كأنه دخيل على الأغنية وليس جزءًا أساسيًا من التوزيع، وايضًا إذا تم حذفه سيكون حال الأغنية أفضل بكثير، وكان من الأفضل أن يستعين تامر بموزع واحد لديه ثقافة موسيقية واسعة تجعله قادرًا على صناعة توزيع موسيقي تتمزج فيه الايقعات العربية مع الغربية.
ثم أن هذه المجموعة من الأغاني المشتركة من فنانين أجانب لم تساهم بأي شكل في زيادة شعبيته في البلاد التي ينتمي إليها الفنانين المشاركين لتامر حسني في هذه الأعمال، فلا يزال جمهوره في البلاد التي لا تتحدث اللغة العربية مقتصرًا على الجاليات العربية، وهذا واضح من خلال الحضور الجماهيري الأجنبي لحفلاته في هذه البلاد، ولم تحقق أي من هذه الأغاني أو غيرها أي انتشار عالمي في بلاد هؤلاء المطربين، حتى تعليقات المشاهدين على "يوتيوب" لهذه الأغنيات جاءت من المستمعين والمشاهدين العرب، حتى الحاضرين في حفلاته في مصر والبلاد العربية لا يطلبوا منه غناء هذه الأغنيات!
فماذا قدمت هذه الأعمال لتامر حسني على المستوى الفني والمستوى الجماهيري لكي يستمر في تقديمها بهذا المنهج وبهذا الشكل؟
وعلى المستوى العربي فسنجد مثلا في أغنية "من ورا الشبابيك" بين تامر حسني وإليسا أن الوضع لم يتغير كثيرًا، فهذه الأغنية تستطيع غنائها اليسا بمفردها دون أن تتأثر جودتها الفنية بغياب تامر حسني، ونفس الأمر لتامر حسني يستطيع غنائها بمفرده دون أن تتأثر جودة الأغنية بغياب إليسا، فهما يغنيان نفس الجمل اللحنية ونفس الكلمات دون أي اختلافات حقيقية، فما هي الاضافة العائدة علينا كمستمعين من تواجدهما معًا في عمل واحد؟
هناك أيضا مجموعة من الأغاني التي قدمها تامر حسني مع وجوه غنائية شابة، وهو أمر يحسب لتامر حسني كفنان داعم للأسماء الجديدة، مثل "أطمن" مع الفنانة علياء، و"مليش بعدك" مع الفنان كريم محسن، أو حتى محاولة اعادة الفنان علاء عبد الخالق لسوق الأغنية من جديد في اغنية "رسمي نظمي فهمي"، سنجد أن كل هذه الأهداف لم تتحقق، فلم يعود علاء عبد الخالق لسوق الأغنية ولم يقدم أعمال فنية جديدة، ولم يستطيع كريم محسن اثبات نفسه كفنان قادر على تقديم أعمال غنائية ناجحة ومؤثرة، ونفس الأمر ينطبق على الفنانة علياء.
والان يحضر تامر حسني لـ"ديو" جديد مع أيقونة الراي الجزائرية وأحد أشهر المغنين العرب في تاريخ الأغنية "شاب خالد"، فهل سيلقى هذا العمل الغنائي المشترك نفس مصير الأعمال الغنائية المشتركة السابقة التي قدمها تامر حسني في مشواره الغنائي؟ أم أن خبرة شاب خالد كنجم أسطوري ستغير من هذا المصير مع رغبة تامر حسني في تقديم الجديد؟
اقرأ أيضا
بالفيديو- انهيار معجبة تامر حسني بعد سلامه عليها في كواليس The Voice Kids
بالفيديو- تفاصيل دويتو تامر حسني والشاب خالد..هكذا كتب تامر الجزء الجزائري