خصصت إدارة مهرجان الجونة السينمائي محاضرة للمخرج أوليفر ستون تحت عنوان "فن صناعة الأفلام"، للحديث عن مسيرته الفنية، والتحديات التي واجهته على مدار السنوات.
وأدارت الندوة رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المنتجة الأمريكية سارة جونسون، التي وجهت إلى المخرج والكاتب الحائز على ثلاث جوائز أوسكار عدد من الأسئلة.
وبدأ ستون المحاضرة بالحديث عن نشأته في بيئة محافظة، ثم قرار ترك الدراسة والتطوع في الحرب من أجل التعرف على الظروف المعيشية، والأوضاع الحقيقية التي يعيشها الجنود. مشيرًا إلى أن هذه التجربة أفادته في أفلامه وساعدته على إنتاج قصص تجاري الواقع.
وذكر أنه تتلمذ على يد المخرج مارتن سكورسيزي، موضحًا أن المحاضرات كانت أشبه بجلسات مفتوحة للنقاش، يشارك خلالها الجميع برأيه، مما ساعده على التعلم كثيرًا.
وأوضح أنه تأثر بالسينما الأوروبية أكثر من الأمريكية، نظرًا لأنها كانت رائدة في الصناعة، قائلًا: "صنعت في البداية أفلاما قصيرة متأثرا بمخرجين أوروبيين مثل جودار، أما السينما الأمريكية لم تكن بمستوى أفلام مخرجين مثل بونويل أو فيلليني".
وتطرق إلى الصعوبات التي واجهته في بداية عمله كمخرج، مؤكدًا أنه كان يخشى ألا يتمكن من إثبات ذاته قبل عمر الثلاثين عامًا، لذلك حاول بكل الطرق، وجرب نوعيات مختلفة من الأفلام ذات الميزانيات المتباينة. وأكد المخرج البالغ من العمر 71 عامًا أن مسيرته الفنية لا تسير على نمط واحد، فأحيانا يصل إلى القمة، وأحيان أخرى ينخفض المنحنى.
واعتبر أن صناعة الأفلام الوثائقية سلاح ذو حدين، فهي أسهل لأن المخرج لا يضطر لاختيار الممثلين، أو بناء الديكورات، ولكن صعوبتها تكمن في اختيار الموضوع نفسه، والتعامل بدقة من متغيرات الأمور، مؤكدًا أنه يفضل إخراج الأفلام التي تعد مادة مثيرة للجدل، تمس عدد كبير من الأشخاص.
ولفت إلى أنه عمل بشكل متواصل لسنوات عديدة، ولم يتمكن من التوقف، فكل فيلم بالنسبة له كان بمثابة زوجته التي قضى معها عام ونصف أو عامين، مشيرًا إلى أن ذلك أثر على حياته الشخصية بشكل أو آخر.
ومازح الحضور قائلًا: "إذا كان على الاختيار بين أبنائي والأفلام، فسوف أختار الأفلام".
وتحدث ستون عن فيلمه الأخير Snowden الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، قائلًا: "لقد كان فيلمًا صعبًا، خاصة أنني كنت عرض الحقائق بدقة، لذلك زرت إدوارد سنودن أكثر من مرة، وحاولت استيعاب عالم التكنولوجيا وترجمته إلى نص سينمائي جيد". وأشار إلى أنه واجه عدد من المشاكل في إنتاج وتوزيع الفيلم، خاصة لأن سنودن يتمتع بشعبية متباينة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وشدد على وجود العديد من المشاكل في توزيع الأفلام مؤخرًا، ولكن الفيلم الجيد سيجذب الجمهور إلى دور العرض السينمائية.
وفيما يخص سلسلة الأفلام الوثائقية التي أخرجها تحت عنوان The Putin Interviews، قال إنها تتناول العلاقات الأمريكية والروسية على مجار عدد من السنوات، وتتعرض إلى المشاكل التي نشبت بين البلدين. وأشار إلى أنه يحترم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتفهم الانتقادات التي توجه إليه أيضًا.
وبالطبع لم يفوت ستون الفرصة، ووجه عدد من الانتقادات إلى النظام الأمريكي، مؤكدًا أن المشكلة ليست في الرئيس الحالي دونالد ترامب، ولكنها تعود إلى فترة حكم جورج بوش، والحروب التي خاضها النظام في أفغانستان والعراق. وقال إن السؤال الذي يجب أن يُطرح للنقاش هو ماذا تفعل أمريكا في بلدان العالم، أو ماذا تفعل في الفضاء؟