أحمد داود في رأيي أنه اسم سنسمعه كثيرا في الفترة المقبلة، حيث يوما بعد أخر يثبت لنا أنه يسير في الطريق الصحيح للنجومية غير متسرع أو متخبطـ فهو يسير في خطوات يبدو أنه يدرسها جيدا وفي كل عمل يقدمه يثبت لنا أنه يمتلك من الموهبة الكثير.
استطاع داود أن يثبت هذا بقوة بعد شخصية "صابر" التي قدمها في "سجن النسا" وهو الزوج الخائن والغادر والذي أوصل لزوجته إلى حبل المشنقة، وأكدها في مسلسل "جراند أوتيل" عندما قدم شخصية "مراد" الشخص الشرير الانتهازي الذي قتل عمه من أجل المال والسلطة وقتل بعده الكثير ليظل محافظا عليهما.
ولكن من الواضح أن داود من الفنانين الذين يتطور أدائهم بسرعة رهيبة، وخير دليل على ذلك هو دوره الذي يقدمه في مسلسل "هذا المساء" الذي يعرض حاليا على مجموعة قنوات cbc ويجسد من خلاله شخصية "سمير" الشاب البسيط المليء بالتناقضات والتي لا تستطيع أن تعلم هل هو خير للنهاية أم معقد؟ يحب أم يكره؟
داود جعلنا لا نستطيع معرفة ما تخفيه مشاعره، استطاع تجسيد شخصية المهزوز نفسيا والذي ترك الأشياء الخاطئة التي كان يفعلها وأصبح إنسانا جديدا يساعد غيره، لكن في الوقت نفسه لا نعلم هل قيمه وأخلاقه التي تحركه أم هناك شيئا أخر لا نعلمه؟ وهل يحب تقي؟ أم يحب نائلة زوجة أكرم الذي يعمل عنده سائقا؟ ولكن كل ما نعلمه هو أن داود استطاع تجسيد دوره بحرفية عالية دون افتعال أو فذلكة بل كان يوصل لنا ما يريد من المشهد حتى من خلال عينيه أو حركة جسده دون نطق حرفا واحدا، ولا نغفل هنا بالطبع دور المخرج تامر محسن.
داود في تصريح له مع قناة سكاي نيوز عربية قبل رمضان الحالي قال إنه لا يريد تقديم شخصية الشرير في رمضان 2017 بعد أن قدمها من قبل في "جراند أوتيل" و"سجن النسا"، ويبدو أنه وجد ضالته في "هذا المساء" ليقدم شخصية مليئة بالتناقضات، فهو ما زال يتجسس على "نائلة" ولكنه أيضا ينصح صديقه "سوني" أو محمد فراج بأن يكف عن التجسس على الناس.
داود كان محظوظا بالمخرجين الذي عمل معهم، وأضافوا له كثيرا مثل كاملة أبو ذكري ومحمد خان وأخيرا تامر محسن الذي يحول كل الممثلين معه إلى لوحة متكاملة وشخصيات حقيقية من لحم ودم، داود استطاع الاستفادة منهم وتقديم أفضل ما لديه، والعمل على نفسه وأدائه بشكل مبهر، مما يؤهله لأن يكون من أهم نجوم الصف الأول.
اقرأ أيضا للكاتب
حنان مطاوع في كل رمضان.. أكثر من مجرد مفاجأة
أكرم حسني الذي ظلمته نظارة أبو حفيظة