من بين أكثر المسلسلات المسببة لحيرة المشاهدين طوال شهر رمضان 2017 هو الدراما النفسية المشوقة "30 يوم"، والتي اصطحبتنا منذ بداية الشهر الكريم في لعبة غامضة للغاية، بدأها الممثل باسل خياط مع الممثل آسر ياسين للانتقام منه، ولسبب مجهول لم يُفصح عنه حتى الحلقة الـ 19، والتي عُرضت أمس الأربعاء 14 يونيو الجاري.
وتظل علامة الاستفهام الكبيرة في المسلسل هو الشخصية التي يلعبها باسل خياط في أحداثه؛ فهو يظهر باسمين مختلفين في مكانين مختلفين، وهما "سامح" أثناء تواجده في النادي الليلي الذي يلعب موسيقى الجاز فيه، و"توفيق" مع خصمه الأول الطبيب النفسي "طارق" ويجسّد دوره آسر ياسين.
كما أن ما يثير الحيرة حول "سامح/ توفيق" هو ارتدائه لنفس الملابس الداكنة والسوداء طوال أحداث المسلسل، دون استبدالها قط، ما عدا الجوارب! ما يذكرنا بأننا أمام "ونوس" جديد، أو الشيطان الذي جسّده الفنان يحيى الفخراني في رمضان 2016، والذي كان لا يستبدل ملابسه أبدا هو الآخر.
ولكن هل من الممكن أن يحمل مسلسل "30 يوم" مفاجأة مدوّية في نهاية أحداثه مع 30 رمضان، وهي أنه لا وجود لشخصية "سامح/ توفيق" من الأساس، وأن من يقوم بكل تلك الألاعيب الشيطانية بصورة يومية هو نفسه الضحية "الدكتور طارق"، بعد انتشار هذه الصورة له، وهو مرتدي نفس نظارة الشمس التي يرتديها "سامح/ توفيق"، ويجلس بنفس طريقته.
* ملحوظة هامة:
صورة آسر ياسين بنظارة الشمس كانت منشورة على الصفحة الرسمية للمسلسل على Facebook، ولكن تم حذفها فيما بعد، كما أنها لم تظهر في أي من مشاهد العمل حتى الآن.
وفي حال وأن تبيّن من أن "طارق" هو "سامح/ توفيق"، فإننا أمام حالة أشبه بالحبكة الرئيسية للرواية الأدبية "دكتور جيكل ومستر هايد"، التي تعتبر من أكثر الأعمال الفنية التي تناولت مرض انفصام الشخصية، وتتناول الطبيب "هنري جيكل"، المهذب والوقور، الذي يبتكر عقارا، يتحول إثر شربه له لشخص دميم يرتكب الجرائم في المساء هو "مستر هايد".
وتطرقت العديد من الأعمال على شاشة السينما والتلفزيون لمرض انفصام الشخصية، ومنها الفيلم الأمريكي Fight Club، من إنتاج 1999، من بطولة إدوارد نورتون وبراد بيت، والتي تنتهي أحداثه بأن نورتون المتّسم بالانضباط، خرجت منه شخصية بيت الفوضوية والعابثة والإرهابية، دون إدراك منه.
أيضا في السينما المصرية، هناك فيلم "احنا اللي سرقنا الحرامية" (1989)، من بطولة محمد صبحي، ويجسد فيه "كمال" المسالم، والموهوم بمطاردة أشخاص له، حتى يتحول إلى شخص آخر يتسم بالجرأة والشجاعة، ويظل المشاهدين يرونه على أنه شبيه له، ويتحدث معه طوال الوقت، حتى نكتشف في نهاية الفيلم بأنه نفس الشخص.
طالع أيضا
لماذا قارن مستخدمو Twitter بين باسل خياط في "30 يوم" و"الجوكر"؟
٦ أسباب تدفعك لتحويل بوصلتك إلى "30 يوم"
آسر ياسين يحكي عن صعوبة شخصية "طارق" في مسلسل "30 يوم"