ما يميز بعض الإعلانات دون غيرها أن تكون بسيطة وهادفة وأن تقدم المنتج الخاص بك أو الخدمة التي ترغب في تقديمها إلى المشاهد أو المستهلك بالطريقة المناسبة للحصول على النتيجة المطلوبة.
الإعلان نفسه تعريفه أنه نشاط لا غنى عنه، إنه فن تقدمه للمشاهد يتطور كلما حدث تطورا تقنيا، وبالتالي فالأمر منوط بحسك الإبداعي لتقديم الأفضل.
لكن ما الذي حدث خلال شهر رمضان الجاري؟
هل شاهدت العديد من الإعلانات التي ظهرت أثناء عرض المسلسلات والبرامج؟ بالطبع فعلت لكن ما وجه استفادتك؟
لا شك أن أننا وبنجاح بعد ما يقرب من 3 أعوام من تقديم نفس المادة، وهي الحنين إلى الماضي، أصبحنا بصدد تجربة جديدة للغاية، الجميع بين جميع فئات المجتمع في أغنية واحدة لا تعبر أبدا عن منتجك وتجعل المشاهد يردد الأغنية لكنك لن تستفد لحظة من إعلانك، نعم الكل يتغنى به لكن أين عرضك وغرضك؟
الحملات شبه متكررة، بل إن بعضها لم يكلف نفسه وقتا ليفكر، بعض الإعلانات فضلت أن تقتبس فكرة إعلان Shell بنفس الديكور، بل إن الأغنية تم تعريبها حتى، دون التأكد من أن أغنية best day of my life هي أحد أشهر وأفضل الأغنيات منذ أعوام.
شاهد الإعلان الأجنبي الأصلي
الإعلان كان في سبتمبر 2016 وحقق نجاحا كبيرا على موقع "يوتيوب"، بما يزيد عن 48 مليون مشاهدة.
أما الإعلان المصري في رمضان 2017
تحول الإعلان من فن إغراء الأفراد أو المستهلكين بطريقة معينة للمنتج أو للخدمة، إلى منافسة بكل الطرق من أجل أن يتحدث الناس عن الإعلان لا عن المنتج وبالتالي افتقر الإعلان لأهم ما يميزه الهدف، ثم هناك نقطة أخرى أن تلك المنافسة قادتنا إلى دائرة صعبة للغاية وهي قلة الإبداع.
للإعلان 4 أو 5 أغراض، لكن البعض يستسهل من أجل تحقيق هدف واحد فقط هو تعزيز مكانة العلامة التجارية لدى الجمهور، والبعض أصبح فعليا ينافس فقط لكي يكون إعلانه الأفضل لا لشيء أخر، متجاهلا تحقيق الطلب على المنتج، وزيادة حجم المبيعات، وخلق الطلب في ذهنية المستهلك، وتحديد المكان الذي يمكن شراء المنتج وتوقيت ذلك، يتم هذا في أخر صورة بعد انتهاء الأغنية الطويلة التي تكون قد نجحت في تشتيت المشاهد.
الأفكار الإعلانية ليست سهلة على الإطلاق، وتحتاج لعمليات كثيرة جدا لكي تخرج بهذا الشكل، لكن لا يمكن أبدا أن يكون هناك إعلانين هدفهما الغناء وليس تقديم المنتج، إحدى الإعلانات التي قدمت وكانت أغنية جيدة علقت أيضا مع الناس، اعتقد المشاهدون أنها إعلان لشركة حلويات أو لمنتج "بسبوسة" وليس لشركة اتصالات.
شركة "أورانج" قررت الاستعانة بمحمد هنيدي وكانت فكرة لا بأس بها، لكن لم نعرف أبدا أين الهدف من الإعلان ولم نعي مطلقا أنه إعلان لشركة اتصالات.
في كل مرة لن نمل أبدا من الاستعانة بإعلانات مثل شركة "نايكي" أو "أبل" أو غيرها، جميعهم يتعاملون مع الإعلان على أنه مادة فنية يجب تقديمها ليجعلك تقع في حب المنتج، بإمكانك مشاهدة هذا الإعلان كل يوم ولن تمل لحظة.
لا ضير من الاستعانة بإعلانات أجنبية وصنع نسخة منها، لكن الإبداع والاعتماد على أن يكون إعلانك قطعة فنية يقدم هدفه الحقيقي ذلك فعليا ما أصبحنا نفتقر إليه منذ سنين عدة.