ربما باتت كلمة "القاعدة" تؤذي السمع وتفزع القلوب لما ترتبط به عادة من تفجيرات ودمار إلا أن "قاعدة" روبي أمر مختلف تماما.
وقبل أن تذهب بخيالك بعيدا في فهم قاعدة روبي – وأنت حتما ستفعل خاصة إذا كنت واحدا من المهللين المنسجمين المتفاعلين الذين حضروا حفلها الأخير في الساحل الشمالي – فأنا أقصد قاعدتها الخاصة في الغناء.
وروبي منتج مصري خالص اكتسب ما يميز هذا البلد من حسن الضيافة والكرم اللا محدود لذا فالهدف الأساسي من "قاعدتها" هو "فرفشة" كل من يحل ضيفا على أحد حفلاتها.
وفيما تتسم القواعد غالبا بالثبات والاستقرار وهو ما يجعلها ثقيلة على قلوب الناس ، فإن "قاعدة" روبي تتمتع بمرونة وليونة كافية لتفجير صيحات التأييد وصفارات الإعجاب من الشباب والفتيات على السواء.
ولا تحاول روبي أبدا الاستحواذ على كل الاهتمام بل تحرص على إرضاء جمهورها من الجنسين ، وهو ما دفعها لمطالبة "الشباب الصايعين بتشجيع البنات الجامدين" (بحسب عباراتها هي على المسرح) حتى تشتركن بفاعلية أكثر في الحفل .. وهي دعوة صريحة لأن يكون لكل شخص "قاعدة" مميزة تتفق مع مقدار "الصياعة" التي يتمتع بها.
وأكدت السمراء الفرعونية التي تحرص على التصوير في النيل وبجوار الأهرامات أن كلماتها تستطيع أن تكون أكثر فتكا من تنظيم القاعدة الأفغاني نفسه وأن حركتها أكثر حرارة من الألعاب النارية التي كانت تنطلق خلفها على المسرح.
فلا أحد يستطيع إحصاء كم قلبا أذابت عند إطلاقها عدة "آهات" ساخنة في مطلع إحدى أغنياتها ولا كم روحا أشعلت حينما كشفت عن نيتها "للقفز فوق الحاضرين" زيادة في التفاعل بين الجميع.
إلا أن أكثر ما يعيب روبي هو عدم تمتعها بقدر كاف من سعة الصدر ... وهنا بالطبع أقصد "سعة الصدر" في تقبل النقد.
فأنا أتوقع أن تصب روبي جام غضبها على أي شخص ينتقد طريقتها في الغناء ، أو أسلوبها الجرئ في الرقص ، أو خلع الجزء الأكبر من ملابسها على المسرح وإكمال الحفل ببقايا ملابس ، أو انتقاء عباراتها التي تخاطب بها الحضور.
ولكن من يهتم؟ ، فطالما تشعر روبي بالانسجام ، وطالما يشعر رواد "لا بلاج" بالفرفشة ، فأي شئ آخر يصبح بلا قيمة ، أما عن سعة الصدر، فحتما ستأتي بالخبرة والممارسة.