كتابة : ياسمين السماحي
"أبلة فضيلة" .. صوت غالي على أذنك ، وعزيز على قلبك ، وعامل أساسي في ذكرياتك ، جاءت الفرصة لنا جميعاً لكي نعرفها عن قرب ونسمع تفاصيل عن حياتها الآن وزمان من خلال حلقة صباح يوم الإثنين الماضي من برنامج "عيش صباحك" ، وقررنا في موقع "في الفن" أن نوثـّق هذه الفرصة وكتابة تفاصيل الحلقة لتكون معنا ومعكم إلى الأبد.
من أهم النصائح التي قدمتها خلال الحلقة " تحب شغلك .. هتعمله صح .. وتتقنه .. وتنجح فيه".
عن حياتها الشخصية ، أبلة فضيلة لديها إبنة متزوجة وحفيدة إسمها "ليلى" لديها سنة ونصف ، وتعيش إبنتها في كندا مع زوجها ، وستسافر إلى هناك شهر سبتمبر المقبل لكي تقضي رمضان معهم بإذن الله.
عن هجرتها إلى كندا قالت : "أبداً هذا لن يحدث ، أنا ماقدرش أهاجر ، أنا مصرية حتى النخاع ، لكن ما حدث أنه منذ فترة طويلة سافرت عند أختي لزيارتها في إيطاليا التي كانت تعمل في إذاعة الطفل في روما ، وقمت بأداء إختبار لصوتي في إذاعتهم وأعجبهم أدائي جداً ، فعرضوا عليّ مبلغ خرافي لكي أعمل لديهم ، وفي الحقيقة أنا وقتها لم أكن سعيدة في مصر بسبب بعض المشاكل المادية ، فقررت أن أوافق على العمل في إيطاليا".
وتابعت ضاحكة : "ثم سألت أختي إذا متّ هل ستقومين بدفني في مصر؟ قالت لي لأ طبعاً سأدفنك في روما لأن تكاليف نقل جثمانك بالطائرة إلى مصر ستكون مكلفة ، فوجدت نفسي أرجع إلى مصر على أول طائرة فوراً".
كما تذكرت كيف تمكنت من الحصول على ملكية الـ"شاليه" الذي كان من حقها بسبب برنامجها الشهير "غنوة وحدوتة" ، حيث روت ضاحكة : "زمان كان دوري في الحصول على الشاليه لكني وجدتهم سيدخلوني في قُرعة مع آخرين ، وشغلي مع الأطفال جعل فيا كثير من صفاتهم ، فوجدت نفسي أسأل من حولي "طب يا جماعة مين ممكن يحللي المشكلة دي قالولي الوزير ، طب فين الوزير قالولي في الحتة الفلانية ، فأخذت عربيتي وطلعت على مكتب الوزير الذي لن أذكر إسمه بالطبع ، وبكل بساطة دخلت على السكرتارية وقلت لهم أنني أطلب مقابلة الوزير ، وعندما سمعوني أتكلم تعرفوا عليّ فوراً لكنهم قالوا لي أنه لابد من حجز ميعاد مع الوزير لرؤيته فقلت أنا عندي شكوى ولازم أشوف الوزير".
تابعت : "دخلت وشرحت له الموقف ، وعندما إستمع لي قليلاً سكت ثم قال لي "أنا عارف صوتك ، تكونيش إنتي اللي بتقولي الحدوتة الصبح؟" ، فقلت له "أيوة يا فندم" ، فخفض صوته قليلاً لأن مكتبه كان به أشخاص آخرين وقال لي "حدوتة النهاردة الصبح انتهت على إيه؟ أصلي مالحقتش أكملها" فرديت عليه وسألته "طب سيادتك تتخيل ممكن نهايتها تكون إيه؟" فقال لي نهايتها من وجهة نظره ، لكني قلت له "لأ إحنا نهايتنا بأه أحلى ، وحكيت له باقي الحدوتة" ، فسألني بعدها عما أريده والحمد لله حصلت على الشاليه ، وهو كان حقي ، لكني حصلت عليه بطريقة أبلة فضيلة".
وعن دراستها في كلية الحقوق قالت أبلة فضيلة : "أنا ميولي كانت أدبية وأحب الشعر منذ الصغر ، وكان نفسي أدخل كلية الآداب ، لكن والدي رحمه الله أدخلني كلية الحقوق التي إلتحق بها أخي عشان نروح سوا ونرجع سوا ، يعني أجبرني بمعنى أصح على إني أدخل حقوق ، لكن بعد مرور سنة واتنين وجدت نفسي أحب الدراسة جداً ، أعجبتني معرفة القانون ودراسته ومعرفة حقوقك وكيف تدافع عنها وتساعد الناس ، لدرجة أني عندما كنت اتدرب في مكتب المحامي الكبير الذي كان وزير أيضاً ، ناقشته مرة وقلت له "حضرتك لو جالك متهم ومذنب ، إزاي ممكن تدافع عنه وتطلعه براءة رغم أنه ممكن يستاهل العقاب؟" ، فقال لي "ديه شغلتنا إننا نبرأ المتهم" ، لكن أنا كإنسانة عادية لدى مبادئ ثابتة وهى أن الشخص عندما يغلط لابد من أن يأخذ جزاءه ، وهذا ما كنت أعلمه للأطفال ، وأؤكد للأمهات أن الطفل لابد من أن يأخذ جزاءه إذا أخطأ ولكن ليس بالضرب أو بالعنف".
وتابعت : "المهم عندما كنت أتدرب كمحامية ، لقيت إني بعمل حاجة مش صح ، وأنا اعتذر لقولي ذلك ، لكني لم أقتنع بأن يكون عملي تبرئة شخص يستحق العقاب ، فوجدت أن الوزير المحامي يقول لي "من الواضح إن المحاماة مهنة مش ماشية على هواكي" ، قلت له "لأ" ، فسألني "تروحي الإذاعة؟" فوافقت".
وأردفت : "عندما سألوني أي من الإذاعات التي أريد الإنضمام إليها قلت لهم أنني أريد إذاعة الأطفال ، وعندما سألني أحدهم عن السبب قلت "لأنني أحب الأطفال" ، وأنا الآن أُدّرس في معهد الإذاعة ، وأول شرط لبرامج الأطفال أن تكون المذيعة تحب الأطفال فعلاً ، الجميع يحبهم ، ولكني أقصد الحب الذي يجعلك تحتمل شقاوتهم ويُمكنك التعامل مع براءتهم ، وشعرت أني عليّ رسالة بأن أقدم لتلك الفئة اللطيفة رسالة في حدوتة بسيطة لطيفة وأعلمهم وأعطيهم قيم منغير ما يحسوا ، وهذه تأثيرها أكبر من أن يتم ضربهم لتعليمهم الأمور".
وعن المفارقات المضحكة التي تقابل أبلة فضيلة بسبب شهرة صوتها ، قالت : "بسبب صوتي بركب التاكسيات ببلاش ، أول ما أركب التاكسي وأقول للسواق وصلني الحتة الفلانية يبصلي بسرعة ويقولي إنتي أبلة فضيلة ، وبعدها مايرضاش ياخد مني الأجرة ، بس باقوله في الآخر إنت عندك ولاد ، يبقى هاتلهم شوكلاتة وباديله الفلوس بتاعة العداد".
من الضيوف الأطفال الذين حضروا البرنامج مع أبلة فضيلة الفنانة ليلى علوي والمطرب مدحت صالح ، وقالت عنهم : "ليلى كانت عندي ، ومدحت كان إسمه الأصلي محمد صالح ، وقد سمعه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وهو من طلب مني أن يقوم صالح بتسجيل أغنيتين لي في البرنامج وبعدها يتوقف عن الغناء لفترة من الوقت ، لأنه وقتها كان عنده 18 أو 19 سنة ، وهو سن النضوج والصوت ملامحه تتغير مع تقدم العمر ، ونصحه عبد الوهاب نفسه بذلك ، بعدها عندما رأيته مرة أخرى عرفني بنفسه قائلاً أنا بقيت مدحت صالح يا أبلة فضيلة".
وعن تعاملها مع الملحنين وفريق عمل البرنامج ، قالت : "أنا مكارة أوي ، لأن الملحنين كبروا وأصبحت أسعار ألحانهم غالية في السوق ، لكني كنت أعرفهم معرفة شخصية وأصادق زوجاتهم ، فمثلاً الراحل الجميل سيد مكاوي زوجته كانت ست جميلة وطلبت أنا منه لحن لتتر برنامج أطفال إسمه "عالم أطفال" وكان رائع وقد أعطاه لي ببلاش رغم أن ثمنه وقتها خمسة آلاف جنيه ، لأن ميزانية برامج الأطفال كانت قليلة وكنت أخبرهم بذلك ، وكنت أنا مسئولة عن قسم الموسيقى والأغاني في الإذاعة ، لذلك كنت أتفق مع المحنين على أن يقدموا ألحاناً لمطربين كبار بالنقود التي يطلبونها ويعطوني لحن للأطفال فوق البيعة ببلاش ، لأنهم فضّلوا أن يقدموه كهدية لي على أن يأخذوا الأجر القليل المقدم من ميزانية برامج الأطفال".
وبالنسبة لطريقة تعاملها مع الأطفال روت أبلة فضيلة موقف أثـّر في طريقتها ، وقالت : "مرة كنت شاركت في لجنة وكان مشارك معي فيها طبيب نفسي ، سألته ما إذا كان يسمعني فرد عليّ بالإيجاب ، ثم طلبت منه أن يسمعني مرة أخرى بتركيز لكي أسئله أكثر عن أدائي ، وهذا ما حدث عندما رأيته بعدها ، سألته "سمعتني؟" فأجابني "أيوة .. كنتِ جميلة" ، فسألته "وعندما رديت على رسالة الطفل ، هل أنا رديت صح؟" فقال لي "لأ" ، أنا ساعتها زعلت وجالي ذُعر لأنني إكتشفت أنني قد أضر الطفل بدون أن أشعر برد تلقائي مني كإنسانة ، فقررت أن أتعلم يعني إيه أطفال".
وتابعت : "وجريت على وزارة الثقافة وقابلت فيها الدكتورة العظيمة سَهير القلماوي وقلت لها "أنا بكلم الأطفال وأنا بحبهم ، بس إكتشف إني ممكن أضرهم من غير ما أحس ومن غير ما أقصد" ، فقالت لي "أنا أحييكي ، وأنا هاعمل دورة تدريبية مقدمة من وزراة الثقافة يحضرها كل من يحب أن يتعامل مع الأطفال من المجال الإعلامي" ، وحضر فيها كل من يقدم برامج في التليفزيون والإذاعة للأطفال تلك الدورة ، وقدمها لنا أكبر أساتذة علم نفس ، قد يكون الأمر مقبولاً وله عُذر عندما يقول الأب لإبنه معلومة ولا يتقبلها الإبن بشكل صحيح ، لكن عندما أكون مذيعة في الراديو وكلمتي مسموعة فلابد من أن تكون صحيحة".
وعن إختيار موعد إذاعة برنامج "غنوة في حدوتة" بعد برنامج "إلى ربات البيوت" مباشرة كل صباح ، قالت أبلة فضيلة : "لأن المقصود به هو الطفل الذي سيسمع مع ماما ، وكان فيه مثل بالإنجليزية يقول Listen with your Mother أي إسمع مع أمك ، فعندما تسمع الأم برنامج "إلى ربات البيوت" ويكون الطفل جالس بجانب أمه ، قبل أن يناديها يجدني فوراً أقول "حبايبي الحلوين" ، فيسمعني ، ولو فيه كلمة مثلاً لم يفهمها الطفل مني يجد أمه بجانبه لتبسطها له ، لذلك كنا ومازلنا نحاول تعليم الطفل الاستماع إلى الراديو".
وسبب عدم عملها كمذيعة في التليفزيون ، قالت : "أنا كان متوصي عليا لكي أعمل في التليفزيون ويراني الناس ، لكن المشكلة هى عندما كان يراني الطفل "يتخض" لأنه يجدني كبيرة أوي ولست في سنه كما تخيلني من صوتي ، لذلك رفضت لأن الأطفال لا يصدقون أنني أبلة فضيلة ، وميزة الراديو هو القدرة الكبيرة على التخيل ، لذلك يصدقوني الأطفال عندما أحكي أننا طلعنا القمر ومينفعش نتكلم عشان مفيش غلاف جوي ولازم نجيب أجهزة عشان صوتنا يطلع ، ونعمل مؤثرات صوتية إننا طلعنا القمر ولبسنا الأجهزة ، تجدني أعطيت للطفل معلومة علمية وجعلته يتخيل أنني أجلس معه فوق عند القمر ونشاهد النجوم ، فيصدقني وهو مبسوط".
وتابعت ضاحكة : "وبعدين لو كنت شغالة في التليفزيون كان زمانهم قالوا لي روّحي بقى ، لأن فيه شرط إن مذيعة التليفزيون ماتكبرش عن سن الـ25 سنة ، ولما تكبر يقولوا لها روحي أو يدّوها عمل إداري ، وبسني ده كنت روحت من زمان".
وقالت أن فيها صفات كثيرة من الأطفال ، "يعني أنا أفرح عندما تقول لي شئ يفرحني ، وأزعل وأعيط لو قلت لي حاجة تزعلني بعدها على طول ، ديه صفة فيا زي الأطفال ، وشايفاها ميزة جميلة ، لأن الدنيا فيها حاجات كتيرة أوي تنكد على الواحد لكن الطفل مع كل ده هيبقى مبسوط من أقل حاجة ، يعني أنا سعيدة دلوقتي لما عرفت إن فيه مستمعين سامعني دلوقتي وبيقولوا إنهم مبسوطين إني معاكم على الهوا ، أنا مبسوطة أوي زي العيال ، إني يكون ليا هذا التأثير على المستمعين ، فديه معيّلة مني".
وعن ضرورة تعاقب الأجيال في الإذاعة قالت : "أنا مش هفضل على طول كابسة على نفس الناس ، فيه أجيال تانية لازم هتطلع وهتنجح وتظهر ، يعني مثلاً أنا لما جيت أول مرة خالص في الإذاعة كنت مكان بابا شارو اللي راح منصب إداري في مكان آخر ، وعندما بدأت حلقاتي كنت سعيدة أوي برسائل الأطفال اللي بيبعتوا ويقولوا فين بابا شارو ، وقلت له يا بابا الأطفال بيسألوا عليك لو سمحت تعالى وقدمني إنت ليهم ، وديه كانت حركة ذكية مني ، وكان طلب مني إني أكون ماما فضيلة لكن أنا رفضت لأن كل طفل له ماما واحدة ، وأنا ماما لإبنتي فقط ، وكلمة "أبلة" تعني الأخت الكبيرة باللغة التركية ، وقدمني للأطفال وقال لهم أنه إنتقل إلى عمل آخر وأن هناك أبلة ظريفة ولطيفة أوي هتكون معاكم بعد كده".
وبالنسبة لأغاني الأطفال زمان ودلوقتي : "الأغاني التي كنت أقدمها كانت بسيطة ، ولأن ميزانية برامج الأطفال لم تكن كبيرة كما قلت من قبل فكان المتاح أمامي هو تلحين الكلام البسيط المقدم من خلال الحدوتة نفسها ، ولكن هذه الأيام ، إيه اللي يخلي نانسي عجرم تعمل شريط للأطفال ، ما تخليها في الكبار أحسن؟ يعني زمان لما كنت بقول لعبد الوهاب ما تعمل أغاني أطفال رفض بكل بساطة وقالي إنه ما ينفعش ، شفت الجمال اللي كان فيه ، معترف بقدراته وعارف هو هينجح فيه وإيه اللي مينفعش يقدموا ، أما محمد فوزي فكان لايق عليه إنه يغني للأطفال".
وبسؤالها عن الأغنية التي "زعلتها" عندما سمعتها قالت : "لن أقول إسمها ، لكن فيه أغنية قيلت فيها كلمة "يعّ" ، وهى لفنان ظريف الأطفال يحبونه وممكن يلقطوا الكلمة دي منه ، والكلمة ديه نفسها مش حلوة خالص ، وإحنا المفروض ننقي الكلام اللي بيكون في الأغاني اللي بنقدمها للأطفال ، وأنا زعلت من كده ، ولو كنت عارفاه كنت كلمته عاتبته".
عن عملها فترة كمذيعة في نشرة الأخبار ، قالت : "عندما كنا نتدرب في البداية وفي اختبار الإذاعة اللي كان سببه إنهم يصنفونا في البرامج المناسبة لكل صوت منا ، فطلبت أنا منهم أن أنضم إلى برامج الأطفال ، ولكن بابا شارو موافقش على أن يكون فيه برنامج غيره ، وهو كان عنده حق بصراحة لأن العيال كانت هتتلخبط لما يلاقوا كذا برنامج ليهم ، وخصوصاً إن البرنامج بتاعه كان على إذاعة "البرنامج العام" اللي كانت مسموعة بطريقة رهيبة ، عشان ماكنش فيه غيرها ، وبعد الامتحان لقيت بابا شارو نفسه كان موجود ضمن اللجنة اللي كانت في الاختبار وقال لي "إنتِ عايزة تشتغلي مع الأطفال ليه؟" ، قلت له "عشان بحبهم" ، فقا لي "بس ماحدش هيقدم برنامج أطفال غيري" ، فقلت له "طيب خلاص أشتغل مذيعة عادي بقى" ، ودخلت إمتحان المذيعين مع صديقة عمري التي توفيت منذ عدة أشهر فقط المذيعة الرائعة أميمة عبد العزيز".
وتابعت : "الإختبار كان عبارة عن قراءة كل منا لمجموعة من الأخبار ، كأننا في نشرة أخبار ، فخليتها تبدأ هي الأول ، ولقيت طريقتها جبارة ، فكانت تقرأ خبر عن الحرب العالمية الثالثة والقنابل والدبابات والطيارات بطريقة كأن الحرب قامت في المكان اللي إحنا فيه ، وبعدها صوتها إتغير خالص لما قرأت خبر عن وفاة شخص ، وكنت مذهولة من طريقتها وقلت لها "إنتِ هتبقي الأولى عليا" ، بعدها بدأت أنا في قراءة الأخبار نفسها ، وكانت طريقتي غلبانة جنبها ، فوجدت رئيس اللجنة يطمئنني قائلاً "كل مذيعة ليها لون وطريقة مختلفة ، هى – أميمة – طريقتها تتناسب مع الأخبار السياسية والجادة وإنتِ طريقتك بسيطة تتناسب مع الأخبار الخفيفة أو الأطفال".
وأضافت : "بعدها تعلمنا أن نكون حياديين في قراءتنا للخبر ، ولا ننفعل معاه ، لكن عندما يكون الخبر وطني تجد أن الأمر يختلف تماماً غصب عنك ، وأتذكر عندما قدم جلال معوض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما كان يريد إلقاء خطاب التنحي عن الحكم ، عندما وجدنا عبد الناصر عندنا في الإذاعة ولم نكن نعلم سبب وجوده المفاجئ ، وبكى معوض والرئيس على الهواء وصوت بكاءه طلع ، فنظر له الرئيس نظرة إيه اللي إنت بتعمله ده ، فعلاً لقد عشنا أياماَ مجيدة ، ومذيعين زمان كانوا واخدين روحهم منك ، مجاش حد لـ"هنا القاهرة" زي جلال معوض ، ومجتش أخت المستمعة زي صفية المهندس ، مش هيتكرروا ، وكنا نقتضي بيهم ونتعلم منهم ، وكان نفسنا نوصل لما وصلوا إليه".
ثم قالت : "إحنا بتوع الإذاعة بنسمع بقلبنا وبعقلنا ، والناس مش بتكون شايفانا ولا إحنا شايفنهم ، صدى إنفعال الناس معانا بيأثر فيا أنا شخصياً أوي أوي ، والواحد مش عايز حاجة غير حب الناس ، وديه الثروة اللي بتدوم بجد ، أكتر من أي حاجة تانية ، وهو اللي بيخلينا نعيش ونتقدم ، وده السبب اللي مخليني لحد النهاردة بقول حدوته لمدة أربعين سنة".
وشكرت أبلة فضيلة في أحمد يونس وأشادت به "وهو فعلاً مذيع شاطر ، كفاية إنه قدر يقنعني إني آجي النهاردة ، فأنا سعيدة بالمذيع الصغير اللي قدامي ده لأنه من ولادي ، وهو منضبط وجميل ، ومش بيخلي اللي معاه يشعر بقلق".
وطلب منها يونس أن تختم هى الحلقة ، وقالت "حبايبي الحلوين وولادي الصغيرين ، لأن المستمعين دول كلهم حبايبي الحلوين ، هما اللي عملوني وكبروني وخلوني أبلة فضيلة اللي خلت المحطة الجميلة اللي بتكلم منها تستضيفني ، وبقول لكل اللي سمعونا النهاردة يا رب منكنش ضيوف ثقلاء عليكم ، وإلى اللقاء".
*هذه تفاصيل حوار أبلة فضيلة مع المذيع الشاب أحمد يونس في حلقة يوم الإثنين الماضي الموافق 20 أغسطس 2007 من برنامج "عيش صباحك" على المحطة الإذاعية نجوم FM من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشر صباحاً.