Les Petits Chats أو "القطط الصغيرة" هي واحدة من أهم الفرق الموسيقية المصرية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت تعكس ثقافة ووعي الشعب المطلع وقتها، فالبرغم من موسيقاهم الغربية إلا أنهم كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة من جميع فئات الشعب المختلفة.
ضمت Les Petits Chats أبرز من صنعوا طفرة في عالم الموسيقى المصرية والمتأثرين بهم حتى الآن وعلى رأسهم عمر خيرت، عزت أبو عوف، وجدي فرانسيس، عمر خورشيد، طلعت زين، هاني شنودة وغيرهم.
ظلت Les Petits Chats تقدم موسيقاها لمدة تزيد عن الـ28 عاماً حتى فرقتهم الحياة وأخذ الموت أفراد منهم، وفي خطوة جريئة قرر المخرج شريف نخلة أن يبرز قيمة هذا الفريق وقتها بصنع فيلم وثائقي يحمل اسمهم.
وكان لموقع FilFan.com هذا الحوار مع مخرج فيلم Les Petits Chats والمعروض حالياً في السينما المصرية:
- ما الذي دفعك لعمل فيلم خاص بفريق Les Petits Chats أو "القطط الصغيرة" ؟
الفكرة جاءت بالصدفة، فالبداية قررت أن أسجل وأصور الحفل الأول لعودتهم من جديد 2009 عام بعد أن تفرقوا في بداية التسعينيات، وكان الحفل يضم الأعضاء الأساسيون وهم المؤسس وجدي فرانسيس وعزت أبو عوف وعمر خيرت وصبحي بدير ولوكس جورج وقليني فارس، وكنت أضع بعض الحوارات القديمة ضمن الحفل.
لكنني اكتشفت أن الفريق يمتلك سحر خاص أكبر من الموسيقى التي يعزفها، ورأيت أن الجمهور عاشق لهذه الفرقة رغم غنائهم بالغة الإنجليزية وعدم عزفهم لمؤلفاتهم وكل الجيل الماضي والحالي يعرف Les Petits chats الذي يذكرهم بفترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والتى كان يحضر لها أسبوعياً اكثر من 3000 شخص، ومنها بدأ البحث عن هذه الأيام وتحولت الفكرة من مجرد تصوير حفل لفيلم يؤرخ فترة عن طريق الفرقة.
- كيف بدأت البحث لتصوير مشاهد االفيلم؟
في البداية حضرت معهم تسجيلات الاستديو والبروفات وصورتهم وراء الكواليس، دون إضاءة محترفة وجودة عالية فكانت هذه هي النقطة الأهم لدي أن أبرز الوجه الحقيقي لاعضاء هذه الفرقة وروحهم وهم يتحدثون ويتسلون سوياً بعيداً عن الشكل الرسمي الذي يظهرون به، وأجسد انهم في خلال 3 شهور عادوا شباب من جديد مثل 25 عام.
- كيف استغرق تصوير الفيلم تقريباً؟
مدة تصوير الفيلم كانت بالنسبة لي شئ خيالي فقبلت تصويره كنت في بدايات تصوير فيلمي الروائي الطويل الأول، وعندما جاءت لي فكرة Les Petits Chats اعتقدت انني سأنهيه في شهرين أو ثلاثة أشهر لكنه استغرق عام ونصف ثم قامت ثورة يناير ووقفت كل اعمالي ثم عدت اعمل عليه مجدداً لكنة لم ينل رضائي وإعجابي، ففتحت شركة خدمات لاستطيع تمويل نفسي ولم يستمر معي في مشوار الفيلم غير شركة "ماد سلوشينز"
- تتضمن الفيلم مشاهد من أفلام أخرى قديمة، هل استعنت بها لقلة المادة الأرشيفية في مصر وصعوبة الحصول عليها؟
في الواقع أنا متأثر بأفلام مايكل مور للغاية وقبل البدء في تصوير فيلمي "القطط الصغيرة" شاهدت فيلم وثائقي لمارتن سكورسيزي باسم No Direction Home كان أخرجه للنجم الأمريكي بوب ديلن والذي أثر فيا بشكل كبير لانه نقل لي الزمن وأمريكا في وقت الفيلم وهذا ما حاولت ان استعين به بشكل مختلف في فيلم "القطط الصغيرة" فمثلاً وضع مشاهد لعمر خورشيد ليس فقط وهو مع الفرقة لكن من بعض اعماله مع أم كلثوم وعبد الحليم ليصبح فعلاً فيلم وثائقي يقدم شكل الفن فى هذه الحقبة التاريخية.
وهذا لا يمنع أن المادة الأرشيفية كانت شبه مستحيلة وصعب الحصول عليها.
- كيف جمعت المادة الأرشيفية المتواجدة في الفيلم رغم هذه الصعوبة؟
بدأت باعضاء فرقة Les Petits Chats وجمعت الصور والحوارات المحتفظين بها، ثم استعنت باعضاء بعض الفرق الأخرى وشراء بعض المجلات القديمة، وساعدني ايضاً المؤرخ ماجد فرج وعند تجميعي لهذا الأرشيف وسمير صبري الذي تحمس بشدة بعد معرفته لفكرة الفيلم ورؤيتي للشعب المصري وقتها وللإعلانات كل هذا شجعني أكثر على صنع الفيلم.
وكان للفيلم نسخة أخرى لكن كانت تطغى عليها السياسة، فقمت بتغيرها لأن السياسية كانت تبعدني عن الروح الأساسية للفيلم.
- عند مشاهدة الفيلم يلاحظ أن هناك تشابه بين فكرة فيلمك Les Petits Chats والفيلم الوثائقي الإنجليزي searching for sugar man فلماذا هذا التشابه؟
صحيح، انا بالفعل تأثرت بشدة بفيلم searching for sugar man فأنا رأيته بعد 4 سنوات من شغلى على الفيلم، لكن عند مشاهدتي له جعلني غير راضياً عن مستوى Les Petits Chats" وراجعت حساباتي من جديد هل فيلمي سيوصل معناه مثل ما فعل فيلم searching for sugar man باختلاف القصة طبعاً.
وبعد ما رأيت searching for sugar man شعرت بتشابه بين مخرج الفيلم وبيني، فمخرج الفيلم عمل على فيلمه لمدة 6 سنوات مثلي ونجاح الفيلم الإنجليزي عاد على جميع ابطاله سوا المخرج فشعر بالأحباط وأنتحر، وهذا جعلني اتوقف لحظة ففكرة خطف الفليم من المخرج كانت تقلقني جداً.
-كيف كانت ردود أفعال أعضاء Les Petits Chats على الفيلم؟
أعضاء الفريق شاهدوا الفيلم في نسخته الأولى عام 2015 رغم أن النسخة لم تكن بجودة نسخة السينما إلا انهم شعروا بقيمتهم الحقيقة وتبادلوا الأحضان وقرروا العودة من جديد.
- أعضاء الفريق قدموا حفلات أخرى بعد انتهاءك من تصوير الفيلم لماذا لم تفكر في أن تضيف هذه الحفلات؟
لأن فكرة الرئيسية لدي هي إبراز روح Les Petits Chats وقيمتهم الحقيقة وليس أنهم قرروا العودة بعد مشاهدتهم للفيلم.
- فريق Les Petits Chats كان يقدم موسيقى غربية وكانت في وقتها لفئة معينة من الشعب تسمى الفئة "العليا" لماذا لم تختر أن يكون فيلمك لفرقة كانت أعمالها لجميع فئات الشعب مثل "المصريين" أو "4 أم"؟
حفلات Les Petits Chats كانت مرتين في اليوم حفلات نهارية وكان يحضرها جميع فئات المجتمع ليس الأغنياء فقط، لكن وقتها كان المجتمع مختلف الفرق بين الفقير والغني في الشكل ليس كبير، أما حفلاتهم المسائية كانت تقدم فعلا للطبقة العليا وأماكن تواجدهم.
اقرأ أيضاً
11 صور نادرة عمرها 40 عاماً لفريق Les Petits Chats.. عزت أبو عوف وعمر خيرت على الدرامز
16 صورة- عزت أبو عوف وشقيقتيه وأصدقاء الستينيات يحتفلون بعرض Les Petits Chats .. حضور مشاهير الفن
بالفيديو- عرض فيلم يحكي عن فرقة Les Petits Chats لـ عزت أبو عوف وعمر خيرت