تشعر وكأن كل جزء من الأجزاء السابقة لـX-Men أو حتى Wolverine كانت خفيفة وعادية مقارنة بالنسخة التي ستشاهدها في فيلم Logan، أكثر نضجا وقسوة وغضبا، لا يوجد أي مط في الأحداث بإمكانك مشاهدته منفردا وبدون السلسلة، لن تلاحظ بعض النقاط الصغيرة، لكنها في النهاية أخرجت فيلما قويا بغلطات قليلة.
من دون شك فيلم "لوجان" شكل كل أحلام عشاق القصص المصورة، تلك النسخة من الغضب والحديث الممتلئ بالشتائم، والدماء إنه "ولفرين" الذي انتظرته الجماهير على الشاشة لأعوام كثيرة، من قرأ قصصه، من يعرف جيدا "لوجان" سيعرف أن سفك الدماء أسهل ما بإمكانه فعله، لكن هذا الفيلم كان مختلفا بشكل أو بأخر.
البداية كانت طبيعية، ولا يعني أبدا أن الفيلم طالما مقتبس عن القصص المصورة بعنوان Old Man Logan أنه يجب أن يقتبس الحبكة أو جزء منها، لكنه وبكل اقتدار نجح في أن يكون بصبغته الخاصة، بعيدا ومنفردا عن أي شيء وفتح حتى بابا للمستقبل.
هذه المرة لا يوجد X-Men ولا "ولفرين" لفترة طويلة بل "لوجان" وبروفسيور "إكس"، ومن العرض التشويقي كنت تعرف أن هناك طفلة ستتسبب في المشاكل فور ظهورها، وقد كان.
الفيلم لم يأخذ وقتا طويلا ليصطحب المشاهد في رحلته، فور بدايته عرف "لوجان" على عدوه، وكذلك عرفنا –كمشاهدين-على ما يعاني منه بروفيسور "إكس" إضافة إلى "كاليبان"، بغض النظر عن الشخصيات التي تتطاير في الهواء كجثث، كانت "لورا" هي أهم ما في الفيلم بجانب "لوجان".
الإطار الزمني يأخذنا لعام 2029، حيث "لوجان" المريض الكبير في السن يعتني بذو الـ90 عام بروفيسور "إكس"، كنا نعلم أن هذا هو أخر فيلم منفرد لـ"ولفرين"، وفضل جيمس مانجولد مخرج الفيلم أن يربطه ولو من بعيد بمشهد واحد من الجزء السابق ولن أحرق الأحداث لكن كما قلت، مجرد لقطة صغيرة لن تؤثر لو لم تعرف المعلومة.
النسخة التي قدمها لنا هيو جاكمان في فيلمنا مجرد ظل، لما كنا نشاهد مسبقا، ربما يحاول أن يعيد تكرار ما كان يقدمه، لكنه ممتلئ بالأمراض والألم، وكل جرح يترك له ندبة، وليس كما كان في الماضي.
ميزة الفيلم أنه لم يعتمد على المؤثرات بشكل كبير، كان طبيعيا أكثر من اللازم مقارنة بما رأيناه على مدار عام أو أكثر من أفلام الأبطال الخارقين مؤخرا، مانجولد فضل الإبقاء على الأمور طبيعية، أن نعتمد على مشاهد القتال والعاطفة أكثر من أن يسحر عين المشاهد دون أن يخاطب قلبه وعقله.
بالطبع ظل "ديدبول" كان موجودا في هذا الفيلم، الجنون المطلق في مشاهد العنف والقتل، الشتائم المتكررة، الغضب الدائم، كل ذلك ستشاهده في الفيلم، وبذلك أصبح أفضل فيلم منفرد صنع لشخصية "ولفرين" على الإطلاق.
للأسف فقط بعض الأحداث كانت متوقعة، وربما يرجع ذلك بقوة إلى ضعف الجزأين الماضيين من السلسلة، ما جعل هذا الجزء قد يبدو وحده جيدا، لكن أسهمه مهما ارتفعت فسيضعفها ما سبقها.
ففي الجزء الثاني على سبيل المثال لا الحصر، في الجزء الثاني كان عليه مواجهة روبوت ساموراي من دون أي عقلانية في تلك المواجهة أو ما آلت إليه الأحداث، لكن لا بأس مطلقا بأن يكون هذا أخر أفلام هيو جاكمان كـ"لوجان".
الفيلم أيضا بدا كما لو كان يقدم خليطا ممتازا من أفلام الشخص الذي يرفض دور البطولة، مع سينما السبعينات، التي كانت تعتمد على الحركة والعاطفة أكثر من أي مؤثر أخر، مع عمق وسوداوية في الطرح أيحانا.
ولا يجب أن ننتقص أبدا مما قدمته دافني كين في دور "لورا"، بكل بساطة وفي ظهورها الأول، رأيناها تطير وتقدم تحركات تثبت أنها قد تكون الوريث الشرعي لـ"ولفرين".
ما منح الفيلم روحا وعمقا أكثر وجعله بذلك النجاح، هو تألق هيو جاكمان، إنه يلعب هذا الدور منذ ما يقرب من 18 عاما، وبدا الأمر كما لو أنه لا يمل أبدا، وفي "لوجان" قدم لنا الدور كما رسم في قصصه المصورة.
مشكلة الفيلم الوحيدة أنه وضع المشاهد في وسط الأحداث البعض قد يجدها مشكلة وأخر قد لا يفعل، لكنه سمح بذلك للمشاهد للابتعاد خارج الإطار الخاص بالفيلم للسؤال حول بعض الأشياء.
فيلم "لوجان" مثله مثل "ديدبول" في العنف وما إلى ذلك من أشياء، لكن تلك النسخة كانت ناضجة للغاية، ونجح في إيصال الفكرة كان الخروج الأمثل لهيو جاكمان من شخصية "ولفرين"، وكذلك اختلاف تقديم الأفلام المقتبسة عن القصص المصورة، ذلك النوع لم يكن موجودا وها قد رأيناه، فإن لم تكن قد شاهدته عليك أن تستعد لمتابعة درامية وحركية قوية للغاية، وخليط ممتاز لن تمل من التفكير في جودته وتميزه.