توفيت مساء الثلاثاء 13 ديسمبر الممثلة المصرية زبيدة ثروت بعد صراع مع المرض، وستقام غداً صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر بمسجد السيدة نفيسة.
وكانت زبيدة، البالغة من العمر 76 عاما، تتلقى العلاج في مستشفى الصفا بالمهندسين حتى وافتها المنية.
موقع FilFan.com يكشف بداية مشوار زبيدة ثروت الفني ورد فعل جدها وتهديده لها بسبب الفن وذلك من خلال حوار قديم نشر بمجلة الجزيرة.
روت الراحلة زبيدة ثروت في حوارها قصة اختيارها أجمل مراهقة التي كانت سبب في بدايتها الفنية وقالت: "لقد أنعم الله عليّ منذ طفولتي أنا وشقيقتي بنعمة الجمال، وكان جمالنا محط أنظار الجميع في الحي الذي نشأنا فيه، وأثناء دراستنا بالمرحلة الإعدادية قامت إحدى المدرسات بإرسال صورتي وكذلك صورة شقيقتي إلى مسابقة نظمتها مجلة (الجيل) التي كانت تصدر حينئذ لاختيار أجمل مراهقة وكانت المفاجأة الجميلة إنني فزت بالمركز الأول بفارق خمسة آلاف صوت عن الفتاة التي حصلت على المركز الثاني، أما أختي فقد حصلت على المركز التاسع.
وأضافت: وامت المجلة بنشر صورتي على مساحة كبيرة فلفتت أنظار المخرجين والمنتجين نحوي، فبدأت اتصالاتهم بالمجلة للتعرف على عنوان الأسرة، ففوجئ أبي باتصالات وزيارات لا حصر لها من قبل عدد كبير منهم جميعهم يريدونني للعمل في أفلامهم الجديدة، وكانت المفاجأة التي لم أكن أنا نفسي أتوقعها أنه أبدى ترحيباً شديداً بل كان يُشجعني فكنت قلقه لأن شخصيته قوية بحكم وظيفته العسكرية، ولكنه شجعني لأنه كان عاشقاً للفن ويرى على عكس الكثيرين في هذا الوقت أن الفن رسالة سامية ولا يخجل من عمل ابنته به، فأذكر في سنوات عملي الأولى أنه كان يحضر التصوير معي ويشاهدني ويشجعني، وكان كل سيناريو يأتيني يقرؤه هو أولاً ثم يوافق أو يعترض عليه" .
وتابعت ثروت وقالت: " كان أول فيلم سينمائي لي هو (ثلاث نساء) أمام يحيى شاهين وهند رستم، وتم ترشيحي للعمل فيه عقب نشر صورتي بمجلة (الجيل) وحصولي على المركز الأول، لا أنسى أبداً ما حدث أثناء التصوير من مواقف طريفة، وكان أولها أن حجمي كان صغيراً جداً بالنسبة لحجم جسم الفنان يحيى شاهين والمفروض أنه يحبني، فكان هناك تناقض مضحك بيننا بالطبع وكان هناك مشهد أمام الفنانة سناء جميل تصفعني فيه على وجهي وكانت تؤدي دور رئيسة الممرضات وأنا أؤدي دور ممرضة وكلما جاء وقت تنفيذ المشهد تتوقف يدها في الهواء لأن براءة وجهي كانت تمنعها من إتمام صفعي، وهكذا تعطل التصوير وقتاً طويلاً حتى تقرر تعديل المشهد من صفعة إلى (شخطة) ولا أنسى أبداً أن سناء جميل ضمتني بعد انتهاء المشهد لصدرها وراحت تعتذر لي بشدة".
وعن جدها الذي كان له منصب كبير في المحاماة ومن عائلات الإسكندرية الكبيرة فأكدت إنه كان رافض دخولها التمثيل بشدة بل وهددها، وقالت زبيدة: "جدي هو الوحيد الذي اعترض ووصل الأمر به لتهديدي أنا وأبي وأمي بالحرمان من الميراث إذا استمر عملي في التمثيل، ولكن بعد سنوات على عملي بمجال الفن التحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ولا أخفي عليكم أنني التحقت بهذه الكلية تحديداً لكي أسترضي جدي لأنني منذ طفولتي كان يصطحبني معه للمكتب وكانت رغبته هي حصولي على ليسانس الحقوق لكي أعمل بمكتبه بل وأتولى شؤونه، واكتشفت أنني كنت ذكية جداً عند اختياري لهذه الكلية حيث إنه قام بإعادة العلاقة معنا بعد أن أكدت له أنني أسعى لتحقيق حلمه هو، وأن الدراسة عندي أهم من التمثيل فأطمأن هو كثيراً وأعتقد أنني بعد انتهاء الدراسة سأنشغل بالمحاماة وأنسى تماماً موضوع التمثيل.
وأضافت زبيدة ثروت: بعد أن تخرجت عملت بالفعل محامية تحت التمرين بمكتب الأستاذ لبيب معوض المحامي الشهير، وكان وجودي في هذا المكتب بمثابة تحويل المكتب إلى ملتقى للمعجبين فقد كنت أثبت وجودي سينمائياً والكثيرون من أصحاب القضايا كانوا يأتون لرؤيتي والنظر لي فكانوا ينسون القضايا ويتحدثون معي عن الفن والسينما وغالباً ما كنت استرسل معهم في الحديث الذي كان يستمر بالساعات، بالطبع لم يعجب الأستاذ لبيب هذا الحال ونبه عليّ أكثر من مرة بأن هذا المكان للعمل وليس (للدلع) واتصل بجدي وطلب إنقاذه مني وما أفعله بالمكتب، ورغم محاولات جدي المتكررة معه بأن يصبر عليّ إلا أن الأمر لم يستمر كثيراً حيث تركت المكتب في النهاية وانتهت صلتي بالمحاماة إلى الأبد".
اقرأ أيضا
لهذا السبب اعتزلت زبيدة ثروت الفن
مشاهير الوطن العربي ينعون زبيدة ثروتتشييع جثمان زبيدة ثروت من السيدة نفيسة غداً