في عام 2005 قدم الثنائي براد بيت وأنجلينا جولي فيلمهما Mr. & Mrs. Smith ، وتصدر اسمهما معا مقدمات الجرائد العالمية في عصر ما قبل مواقع التواصل الاجتماعي، عن انفصال بيت عن زوجته وقتها "جينفير آنستون" من أجل حبه الجديد للنجمة التي تشاركه بطولة الفيلم.
وفي عام 2016 يتكرر حدوث المشهد بكل تفاصيله ثانية، النجم الذي تجاوز الآن عمر الثالثة والخمسون تنتشر شائعات عن وقوعه في حب الممثلة التي تشاركه بطولة فيلمه، الأمر الذي دعى زوجته الحالية لطلب الطلاق، وبغض النظر عن أن هذه هي الأسباب الحقيقية لوقوع الطلاق أم لا فأننا أمام فيلمين متشابهين، فـ Allied الذي تم عرضه عام 2016، لا يختلف كثيرا عن Mr. & Mrs. Smith الذي تم عرضه عام 2005.
نحن هنا في المغرب إبان الحرب العالمية الثانية حيث يتحتم على الضابط البريطاني "ماكس فاتان" أن يتعاون مع الفرنسية "ماريان بوسيجور" المناهضة لحكومة فيشي من أجل تنفيذ عملية اغتيال السفير الألماني في المغرب، لينجحا في ذلك، ويتزوجان ويُرزقا بطفلة جميلة، ويعيشا حياة عادية، تنهار فجأة حينما يبدأ رؤساء ماكس في زرع الشك بداخله ومعه المشاهد حول ماهية ماريان، وأنها ما هي إلا عميلة للألمان، وما تزوجته إلا لتنقل أخبار الحلفاء لأعدائهم.
يخوض ماكس صراعا نفسيا عنيفا إذ لا يتصور زوجته المحبوبة خائنة، قادرة إلى هذا الحد على تزييف مشاعرها، ويخوض رحلة طويلة تستغرق النصف الثاني من الفيلم من أجل التحقق من براءتها، ومعه المشاهد الذي لم يتفاجأ – بخبرة المشاهدة بالطبع – بأن الزوجة خائنة وأن هي ما إلا عميلة للألمان، ولم تشفع محاولات إطالة السيناريو الذي كتبه "ستيفن نايت" في تلك المرحلة في رفع نسبة التشويق. فالمشاهد متوسط الذكاء يستطيع أن يتوقع النهاية.
أما الإخراج لـ "روبرت زيميكس" فتقليدي تماما، كأي فيلم هوليودي عن الحرب العالمية الثانية، لا يبحث عن أسباب الحرب ولا نتائجها، ولا يشغله سوى القصة البوليسية السطحية للضابط ماكس، ولا يفوته بالطبع أن يقدم المغرب في صورة بلاد متخلفة لا تزال تستخدم الجمال في الأربعينات، لولا فضل المستعمرين عليها.
يقدم براد بيت أداء أحادي باهت كعادته في دور الضابط البريطاني ماكس، مكتفيا بأثر وسامته التي بدأت يغزوها الشيب.
أما ماريون كوتيار في دور الجاسوسة "ماريان بوسيجور" فلم يساعدها الدور المسطح على إظهار أفضل ما لديها وإن اجتهدت.
Allied فيلم تقليدي تماما، لن تندم كثيرا إذا فوّته، اللهم إلا الاستمتاع بالملابس المميزة لأجواء الأربعينات، والصورة التي يظهر بها بعض الجهد.