بمجرد أن يذكر أمامك اسم عمرو دياب، تقفز إلى ذهنك أفكار الثراء والشهرة والنجومية الكبيرة التي يتمتع بها المطرب الشهير بلقب "الميجا ستار".
ولكن، هل تعلم أن خلف قصة النجاح تلك هناك مواقف صعبة ومعاناة ربما لم يكن لأحد أن يطيقها سوى شخص في عزيمة وإرادة وذكاء الهضبة.
التقرير التالي يعرض 5 مواقف قاسية عانى منها عمرو عبد الباسط عبدالعزيز دياب حتى وصل لأن يكون أغلى مطرب عربي وضمن مصاف المطربين العالميين.
كارثة التهجير
ربما لم تكن أزمة عمرو دياب فقط بل أزمة شعب، إلا أنها كانت أول موقف صعب يختبره الهضبة في حياته بعد أن أجبر وأسرته على ترك منزله في بورسعيد والذي كان "فيلا" تطل على مياه قناة السويس عقب هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء.
الانتقال من مستوى اجتماعي جيد للغاية إلى السكن في شقة صغيرة بمحافظة الشرقية والتنازل عن العديد من وسائل الحياة الرغدة، ساهم في تقوية عمرو دياب وزيادة صلابته وإيمانه بضرورة مواجهة الظروف الصعبة مهما كانت، على حد قوله في مقابلة تلفزيونية.
ويبدو أن الأمر ساهم حقا في جعل الهضبة أقوى، حيث لم يجد أي غضاضة في أن يسكن غرفة فوق السطوح، حينما قرر الانتقال للقاهرة بحثا عن الفرصة.
جبروت راقصة
يقول يسري الفخراني على صفحات مجلة "عين" في 2011 نقلا عن عمرو دياب: "كان الهضبة يغني في إحدى كازينوهات شارع الهرم، وكانت هناك راقصة شهيرة تقدم فقرتها عقب فقرته مباشرة، يرفض عمرو دياب إلى الأن ذكر أسمها".
وتابع الفخراني "في إحدى الليالي أعجب الجمهور بشدة بأداء عمرو دياب، فظل يهتف له لتكرار الغناء والاستمرار لوقت إضافي على المسرح، وهو ما تم بالفعل وتسبب في غضب تلك الراقصة لتشترط طرده من المكان، وهو ما حدث بالفعل".
وأضاف الفخراني "تمر السنوات ويصبح عمرو دياب المطرب الأنجح والأشهر في مصر، لتقوم تلك الراقصة بدعوته لحفل عيد ميلادها، توقعت أن يرفض تلبية العودة إلا أنه وافق!، وذهب بالفعل الهضبة إلى الحفل لتطلب منه الراقصة أن يهديها أغنية بمناسبة عيد ميلادها، إلا أنه رفض مؤكدا لها أنها دعته إلى الحفل كضيف وليس كمطرب، بعد أن باتت شهرته كبيرة".
تهديد بالحبس
قام أحد أصحاب الملاهي الليلية بتوقيع عقد احتكار لعمرو دياب، وكان بمقابل مادي قليل، قبل أن يصله عرض أفضل من ملهى ليلي أخر، بمقابل مادي لا يمكن رفضه.
وكان عمرو دياب ينهي فقرته في الملهى الأول ليركض إلى الملهى الثاني، حتى علم محتكره بالأمر وقرر تحرير محضر ضده، ليفاجئ عمرو دياب يوما ما وهو يغني على المسرح، بشاويش يمسكه ويطلب منه التوجه معه للقسم.
ذهب عمرو دياب إلى القسم وحكى قصته لمعاون المباحث هناك، ليطلب منه الأخير الغناء، وهو ما فعله الهضبة ونال إعجاب الضابط الذي قال له "سأعقد معك اتفاق، كلما حرر ضدك محضر سأضطر للقبض عليك عقب نهاية فقرتك، وحينما تأتي سنتناول العشاء سويا ثم أخلي سبيلك، بشرط أن تتذكرني حينما تصبح مشهورا".
وأكد الهضبة في مذكراته التي تم نشرها في مجلة "عين"، أنه إلى وقت كتابة سطور المذكرات، مازال على علاقة صداقة قوية بهذا الضابط، كما أشار إلى أن أحداث الأمن المركزي الشهيرة تسببت في إحراق الملهى وعقد احتكاره.
بذلة ضخمة
يقول يسري الفخراني في مقال له: "في أول فرصة تسنح له للغناء في حفل، لم يكن عمرو دياب يمتلك بذلة ليرتديها، ليقوم طبال الفرقة التي ستشاركه المسرح بمنحه بذلة كانت ضخمة بشكل ملحوظ".
وتابع "وحينما صعد عمرو دياب إلى المسرح في الحفل الذي أقيم في ختام مهرجان القاهرة السينمائي،سخر منه كل الحاضرين من نجوم كبار ونقاد وصحفيين بشكل قاسي".
وقام أحد الصحفيين في جريدة "روز اليوسف" بوصفه بعمركباب،الذي يجب عليه أن يحمل حقيبته الصغيرة ويعود من حيث بدأ في بورسعيد، للعمل كمدرس موسيقى وليغنى في الأفراح الصغيرة.
مستمع وحيد
اضطر عمرو دياب يوما ما للغناء أمام رجل واحد فقط، حينما كان يعمل في إحدى الملاهي الليلية بشارع الهرم، حيث كان يعمل وقتها في نحو 7 أماكن يوميا للحصول على مقابل شهري مقبول.
ويقول الهضبة "شارع الهرم كان قبلة النجوم وقتها، كان يغني فيه عمالقة مثل محمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو ووديع الصافي ونجاح سلام وأحمد عدوية وحسن الأسمر، وكان هناك تقليدا يتبع حتى صار كالقانون، وهو أن المطرب الجديد لا يصعد للمسرح إلا عقب أداء كل المشاهير لفقراتهم".
وأضاف "في يوم الظهور الأول لي في إحدى الأماكن، تأخر وقت صعودي للمسرح كثيرا، وحينما صعدت لم يكن متبقيا في الصالة سوى رجل واحد، إلا أنني أصريت على الصعود والغناء".
وأتم الهضبة: "قمت بالغناء أمام شخص واحد لم يكن منتبه لي في الأساس وطوال فترة جلوسه كان يعطيني ظهره أو جانبه".
ملايين من البشر لو تعرضوا لتلك المواقف أو نصفها على الأقل، لقرروا أن يتنازلوا عن حلمهم وهدفهم مكتفيين بالسير فيما ترسمه لهم الظروف المحيطة من طريق، ولكن لأن هذا الشاب البورسعيدي يمتاز بالعند والمثابرة، وكان مؤمنا بحلمه، بات الأن عمرو دياب المطرب الأنجح في العالم العربي صاحب الشهرة العالمية وأول مطرب مصري يدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية كونه الأكثر حصولا على جوائزالموسيقي العالمية في مصر والعالم العربي، والأكثر مبيعا في الشرق الأوسط منذ عام 1989.
اقرأ أيضا
في عيد ميلاده.. 55 صورة تستعرض مشوار حياة عمرو دياب.. لقطات ناردة منذ الطفولة وتاريخ حافل بالجوائز
بالفيديو - عمرو دياب يحتفل بعيد ميلاده الـ 55 في صالة الجيم
صورة- عمرو دياب بحتفل بعيد ميلاده الـ55 بـ"تورتة" ضخمة