منذ ظهور الفنان الشاب حمزة العيلي فى مسلسل "مأمون وشركاه" والهجوم يزداد يومياً على الفنان عادل إمام، ويزداد توجيه الإتهام إليه بأنه يظهر المتدينين بشكل متشدد ومتطرف، ووصل الأمر بالبعض إلى أن قالوا أنه يتعمد ذلك، خاصة بعدما أظهر عادل إمام ذلك النموذج فى عدة أعمال سابقة له، حيث أكدوا مهاجموه أنه لا يمل من الهجوم على الدين، ولكن بعيداً عن كل ذلك الكلام لنتحدث بشكل فني وإجتماعي قليلاً ونعرف هل أخطأ عادل إمام فى ذلك الأمر أم لا.
يقوم حمزة العيلى بدور "المعتز بالله" زوج وابن خالة ريم مصطفي التى تقوم بدور "زينب"، وهى ابنة عادل إمام ولبلبة، والتى تعود هي وعائلتها إلى منزل والدها فى نهاية الحلقة الثالثة عشر قادمة من قطر، ليبدأ زوجها فى فرض سيطرته على المنزل، حيث يجبر خالته "لبلبة" وزوجة خالد سرحان "يوسف" ووالدتها والخادمات على ارتداء الحجاب، ويسيطر على المسجد الموجود بالشارع، ليتضح فى النهاية أنه على علاقة بأحد التنظيمات الإرهابية.
فما هى الأخطاء التى تسببت فى الهجوم على المسلسل.
1- المشكلة الأكبر حتى هذه اللحظات تكمن في أن مشاهدي المسلسل يرون أن نموذج الشاب المتدين الذي أظهره المسلسل هو بالضرورة متطرف ومتشدد ويعمل مع جماعات إرهابية، وهذا يقودنا للخطأ الأول، فالزعيم حتى الحلقة السابعة عشر من المسلسل أظهر النموذج المتطرف فقط، وهو نموذج موجود فى مجتمعنا، ولكنه لم يظهر النموذج الأخر وهو المتدين الوسطي الغير متشدد.
2- المبالغة هى السبب الثاني الذي أوقع عادل إمام فى ذلك الخطأ، فالمسلسل كوميدي، والكوميديا لا تعنى بالضرورة أن تكون كل الأحداث منطقية ولكنها فى نفس الوقت إذا كانت تصاغ ضمن حدث درامي وليس فانتازي فإن المبالغة فيها تجعلها غير مقبولة، هذا الأمر ينطبق على إظهار شخصية "المعتز بالله" على أنه شخص يعيش وسط المدينة بشكل عادي، ولكنه متشدد لدرجة لا تتناسب مع حياته، حتى لو كان هو فى الأصل كذلك فإنه لن يظهر ذلك أمام المجتمع حتى لا يثير الشبهات.
3- طالما ارتضي عادل إمام أن يكون هناك نموذج لإرهابي تكفيري فى مسلسله، فلابد أن يرتضي أن يكون هناك جزء من الجدية فى تعامله معه، فليس من المنطقي أن يؤخذ كل شئ على محمل السخرية، فالزعيم استغل الأمر ليزيد من كوميديا الموقف ولكنه ظهر بشكل سئ، فتارة يسأله عن حكم الشرع فى الزوجة التى تقوم بعمليات تجميل من وراء زوجها، وتارة أخرى يطالب بطرد الكلب من البيت لأنه "نجس" كما أكد الدين، ومرة أخرى يتحدث عن إمكانية زواجه من 4 كما حلل له الشرع وهجر زوجته فى المضاجع عقاباً لها، كل ذلك قد يقبل لو كان النموذج المقابل له شخص عادي، ولكن عندما يظهر بهذا الشكل مع إرهابي متطرف فالخلطة هنا غريبة وغير مهضومة للمشاهد، وظهر وكأنه يسخر من الدين، وهذا كله بسبب الخطأ فى التعامل مع الشخصية.
4- الربط بين "المعتز بالله" الإرهابي وبين قدومه من دولة قطر قد جعل البعض يستغرب من ذلك، فإذا تم قياسها سياسياً فهي محاولة إسقاط سياسي على الوضع الراهن والمشاكل القائمة بين مصر وقطر، ومن الناحية المنطقية فمعتز يعيش ويعمل فى قطر منذ سنوات، وبالتالي هو إما قد واحداً منهم فيقوم بعمل عمليات إرهابية معهم، وهو الأمر الذي لم يحدث، وإما يملك مالاً كثيراً فيقوم بتمويلهم، وهو ما لم يحدث أيضاً لأنه ليس غنياً، ولكنه قام بتمويلهم بعد بيع جزء من نصيبه فى المنزل بعد عودته لمصر والحصول على "العربون"، لذلك إظهار هذا الشخص على أنه إرهابي لم يتم حياكته بشكل يلائم المسلسل.
5- إظهار الداخلية والأمن الوطني بمظهر الأشخاص الطيبين الذين لا يخطئون فى مسلسل واحد مع شخص من المفترض أنه متدين ولكنه إرهابي متطرف، جعل عدد كبير من المشاهدين يهاجمون المسلسل، فمنهم من ينتمي للتيار الإسلامى والمحسوبين عليهم وكذلك شباب الثورة الذين لا يرون فى جهاز الأمن الوطني إلا إمتداد لجهاز أمن الدولة بنفس سياساته القمعية القديمة.
شاهد حلقات مسلسلات رمضان على شاشة في الفن
اعرف مواعيد عرض مسلسلات رمضان وقنوات عرضها
اقرأ أيضا
"مأمون وشركاه" .. عندما ترك عادل إمام الكوميديا وجائزة خاصة من حق لبلبة
بعد عادل إمام .. تامر مرسى يتعاقد مع مصطفى شعبان على رمضان 2017
محمد رمضان "نجم الترسو" يتفوق على أوروبا وأمريكا