الفنان الكبير عمرو دياب استطاع طول مشوراه الفني أن يحافظ على تواجده بأعمال فنية قوية، مكنته من التربع على عرش الموسيقى لسنوات طويلة.
وفي أغلب الصراعات والمواجهات التي جمعته بمطربين آخرين حسمها من البداية لصالحة، نظرا لجماهيريته الكبيرة ، وللحالة التي يخلقها من الترقب وإثارة الجدل التي تصاحب كل عمل له، بالإضافة للأشكال الفنية الجديدة التي يقدمها في الألبومات.
ومع ذلك فعمرو دياب خسر بعض المواجهات المباشرة مع ألبومات أخرى لمطربين ، كانت لها أسبابها وقتها، والتي تعد تجارب قليلة، نظرا لابتعاد معظم المطربين عن مواجهته بأعمالهم في نفس التوقيت.
ومن خلال هذا التقرير نرصد هذه المواجهات التي لم يحسمها عمرو دياب لصالحه وقتها والأسباب التي كانت وراء ذلك.
محمد فؤاد "حبينا"
بعد منافسة طويلة وحرب غير معلنة بين محمد فؤاد وعمرو دياب استمرت لسنوات، لأول مرة يطرح كل منهما ألبومه الغنائي في نفس الأسبوع، في مواجهة هي الأولى من نوعها، وذلك عام 1994.
حيث طرح فؤاد البومه "حبينا" بعدما ترك شركة "صوت الدلتا" التي كانت تتولى إنتاج ألبوماته وألبومات عمرو دياب، وتعاون مع شركة أخرى أتاحت له فرصة مواجهة عمرو دياب الذي طرح وقتها ألبومه "ويلوموني".
وتمكن محمد فؤاد وقتها من التفوق بألبومه على عمرو دياب، وذلك نظرا لنوعية الأغاني التي اختارها عمرو دياب التي اعتبرها الجمهور وقتها غريبة، فيما نجح محمد فؤاد بجذب الجمهور له بإختياراته التي شد بها الجميع وقتها.
اسمع- ألبوم "حبينا" لمحمد فؤاد
اسمع- ألبوم "ويلوموني" لعمرو دياب
إيهاب توفيق "سحراني"
في عام 1999 طرح عمرو دياب ألبومه "قمرين" والذي يعد واحدا من أهم الألبومات في مشوار عمرو دياب، والذي حقق بعده العديد من النجاحات، كما يعد نقطة البداية في التربع على عرش الموسيقى، وعلى الرغم من ذلك تمكن إيهاب توفيق من التفوق عليه وتحقيق أعلى مبيعات وقتها بألبومه "سحراني".
واعتمد إيهاب توفيق وقتها على الأغاني التي وجدت انتشار كبير لدى جميع فئات الجمهور، ومن أهمها أغنية "الأيام الحلوة"، والتي حققت وقتها نجاحاً لا نظير له، بالإضافة للأشكال التي يقدمها بطريقة بسيطة حسمت المنافسة وقتها لصالحه ليكون صاحب ألبوم العام وقتها.
اسمع ألبوم إيهاب توفيق "سحراني"
اسمع ألبوم عمرو دياب "قمرين"
شيرين "جرح تاني"
عام 2003 شهد أول منافسة حقيقية ومباشرة مع "الهضبة"، حينما طرح المنتج نصر محروس الألبوم الأول للفنانة شيرين عبد الوهاب "جرح تاني" في نفس يوم طرح ألبوم عمرو دياب "علم قلبي"، واعتبر الجميع وقتها أن هذه المنافسة غير مقبولة، بل أن البعض أعتبرها خطوة جريئة من نصر محروس بطرحه ألبوم لمطربة صاعدة "وقتها" في نفس اليوم أمام "الهضبة"، ولكنه أثبت للجميع وجهة نظره وتفوقه.
ويرجع سبب تفوق ألبوم شيرين وقتها لكونه الألبوم الأول لها بعد ألبوم "تامر وشيرين" الذي حقق نجاحا كبيراً وقت طرحه، ورغبة الجمهور لمعرفة ما ستقدمه في ألبومها الأول، بالإضافة لاعتماد عمرو دياب على تقديم شكل موسيقي وفني جديد لم يجد طريقة وقتها لدى الجمهور، لذلك لجأ لشيرين.
والعجيب أن بعض الشخصيات المقربة من عمرو دياب أكدت وقتها عدم تخوفه رد الفعل، بل أكد لهم أن الالبوم سينجح ولكن بعد فترة، وهذا ما حدث بالفعل، إذ استطاع الألبوم أن يحقق مبيعات بعد عام أعلى من التي حققها في وقت طرحه.
اسمع ألبوم شيرين "جرح تاني"
اسمع ألبوم عمرو دياب "علم قلبي"
آمال ماهر "أعرف منين"
بعد توقف وابتعاد عن الساحة لسنوات تعود المطربة آمال ماهر بألبومها "أعرف منين" عام 2011، وبعد العديد من التأجيلات نظرا لأحدث كثيرة مرت على مصر وقتها، ولتظهر بشكل مختلف عن المتوقع، وبألبوم متكامل فنياً وجريء، وضعها في مكانة عالية وفي منافسة مع عمرو دياب الذي طرح وقتها ألبومه "بناديك تعالى".
ومن الأسباب التي ساهمت في تفوق آمال ماهر هو ظهورها بألبوم غير متوقع، بعد فترة من ارتباط الجمهور بأنها أم كلثوم الجديدة، وأنها لن تتمكن من تقديم الألبوم الغنائية التجارية، إلا أنها قدمت الشكل الفني الذي ضم العامل الفني المحترم إلى جانب التجاري، بالإضافة لاعتراض عدد كبير من محبي عمرو دياب وقتها على الألبوم، ووصفوه بأنه لا يضم أي جديد، وهو ما أرجعه بعض المقربين منه لتأثره بالأحداث التي مرت بها مصر.
اسمع ألبوم آمال ماهر "أعرف منين"
اسمع ألبوم عمرو دياب "بناديك تعالى"
في النهاية جميع المنافسات القليلة التي لم تحسم لعمرو دياب كانت لها أسبابها، وهي ظهور أعمال قوية ومختلفة أمامه، في الوقت الذي قدم أعمال تقليدية أو غير مفهومة كانت السبب في ذلك.