شكّلت ثلاثية المخرج كريستوفر نولان التي بدأها بـ Batman Begins (٢٠٠٥) واختتمها بـThe Dark Knight Rises (٢٠١٢)، نقلة نوعية لأفلام الأبطال الخارقين المقتبسة من القصص المصورة.
ويمكننا تخيّل أنه قديما ولنتخذ فيلم المخرج تيم بيرتون لسنة ١٩٨٩ باتمان، الذي قدم الأمر بصورة رائعة، وفيما بعد دمر جويل شوماخر الفكرة، أن تقتبس من القصص المصورة أمر جيد لكن لا يمكنك أن تقدم نفس ما هو موجود وتنتظر نجاحا.
وأعاد نولان بناء صورة باتمان بطريقة متميزة أمام الجماهير، ووصل بالشخصية لأبعاد أكبر، بطريقة اقتصادية ونقدية، لقد قدمه بصورة أقرب إلى الواقع.
وحاليا باتمان معه مخرج جديد هو زاك سنايدر، الذي سيواجه تحديا صعبا للغاية بمنافسة العملاق نولان، والمقارنة مع الثلاثية على الرغم من الاختلاف الكبير، لكنه الإرث الذي عليه أن يحميه أمام محبي القصص المصورة، والذين يعرفون أفلام نولان فقط، لذا هو تحد كبير عليه أن يرضي أكثر من ٣ شرائح مختلفة من المشاهدين.
السؤال المطروح الآن: هل سيختلف ما سيقدمه سنايدر عما قدمه كريستوفر نولان؟
الحجم سيكون أكبر
منذ ٢٠٠٥ وأفلام القصص المصورة تطورت تماما، رأينا حياة البشر في مدينة كاملة معرّضة للخطر مع نولان، وحتى في أفلام شركة "مارفل" Avengers (٢٠١٢) وGuardians of the Galaxy (٢٠١٤)، العالم مع سنايدر سيكون ممتدا وكبيرا، والأحداث لن تدور حول مدينة واحدة أو شرير وحيد، رأينا ما حدث في فيلم Man Of Steel (٢٠١٣)، وأحداث فيلم Batman v Superman: Dawn of Justice ستكون ما بعد هبوط سوبر مان إلى كوكب الأرض والدمار الذي حدث.
أدوات سنايدر أفضل
تظهر في العرض التشويقي سيارة باتمان التي سيقودها في الفيلم، وفي نسخة نولان ركز المخرج على الخصائص بدلا من الشكل؛ فرأينا المدافع والموتور النفاث، تصميم سنايدر سيكون جديدا، وبدا أنه طوّر شكل سيارة نولان بطريقة عصرية ممتازة، وهذا الخليط خلق شكلا متميزا.
بدلة باتمان أيضا من أهم عوامل الاختلاف، أي مخرج يتولى إخراج فيلم يخص الوطواط عليه أن يضع تصميما فريدا من نوعه لبدلته، وقدّم نولان شكلا ممتازا في الثلاثية، وكان واقعيا بالنسبة للعالم، لكن سنايدر اتجه لبعد آخر، هو احتفظ ببعض الأشياء من تصميم نولان، لكن بطريقة ممتازة، بدا الأمر وكأنه أخرجها من القصص المصورة مباشرة.
الصراع في الفيلم
لا ننكر أبدا أن توم هاردي أو "بين" وهيث ليدجر في "الجوكر" كانا من أعظم الأشرار، وحتى ليام نيسون في "رأس الغول"، نعم كريستوفر نولان صعّب الأمور على من يأتي بعده، المعارك بين باتمان وكل هؤلاء صورت بأكثر من بعد وأكثر من طريقة خلال الثلاثية.
ولكن في القصص المصورة أفضل الصراعات دوما عندما ينقلب الأخيار على بعضهم البعض، وقتها تسوء الأمور، ويصبح الأمر مثيرا، ويطرأ سؤال: من يتغلب على من؟ وخلال القصص المصورة يتصارع "باتمان" مع عدد من الأشرار، لكن أن يتصارع مع "سوبر مان" هي مرات معينة وكانت رائعة، وهو ما سيقدمه زاك سنايدر في الفيلم، معركة من نوع خاص بين بطلين، "سوبرمان" الخارق كليا، ثم "باتمان" وعقله وأدواته.
رابطة العدالة
"باتمان" هو من أنشأ تلك الرابطة، ولديه عدد من الأصدقاء يظهرون معه في القصص المصورة، مثل "فلاش"، كما أن الفيلم سيشهد ظهور أبطال آخرين غير الوطواط، وهم "وندروومان"، و"أكوامان"، و"فلاش"، وربما "جرين لانترن"، و"سايبورج"، لا زلنا لا نعلم كم الأبطال الموجودين بالفيلم.
القصص المصورة
تلك هي النقطة الأكبر لصالح زاك سنايدر على حساب نولان، فالأخير اعترف بأنه لا يقرأ القصص المصورة، وفي ثلاثية "باتمان" الخاصة به فضّل أن يظهر البطل بشكل أسطوري تام، وحقق النجاح المنشود، وخلق "باتمان" بتصور سينمائي رائع.
لكن بالنسبة لسنايدر هو عاشق للقصص المصورة، وفي تلك القصص هناك مشاهد ملحمية يمكن اقتباسها وجمل لم تنتقل للسينما بعد، رأينا ما قدمه في فيلم 300 وWatchmen، هو يرى أن القصص المصورة ليست بحاجة لإعادة كتابتها لكي تصل للعظمة، لأنه يرى أنها رائعة فعليا لما تحتويه، وكونه محبا لتلك القصص، فهو سوف يقدم الشخصية بطريقة رائعة محببة كما كانت موجودة بالقصص المصورة.
القصة
قصة نولان مقتبسة من أحد أفضل القصص المصورة في تاريخ الشخصية: Long Halloween، وNo Man’s Land، وBatman: Year one وقام نولان بتنقيح هذه القصص والحكايات ليستخرج قصة واقعية أقرب للواقع منها للقصص المصورة.
لكن سنايدر أكد أنه يرغب في أن يسير في طريق مختلف، حتى ظهر هذا في فيلمه Man Of Steel (٢٠١٣)، ومعركة زود مع سوبرمان، وتلك إشارة إيجابية لعشاق القصص المصورة.
وكذلك سيقوم زاك سنايدر بربط عوالم دي سي كوميكس ببعضها البعض، أي أن الأحداث في فيلم ستؤثر على أحداث الفيلم التالي، ويتمتع سنايدر بنظامه الجيد في طريقة تطوير قصة تعتمد على الفانتازيا بحبكة ممتازة، وأسس ستخلصه من استحواذ "ثلاثية" نولان على عقول المشاهدين.
دراما نولان
ما قدمه كريستوفر نولان في الثلاثية كان مثيرا للإعجاب، بإضفائه عمقا للشخصية وعذاب باتمان النفسي من ماضيه، كل هذا جعل الشخصية ممتاز، وتراكم الأحداث التي بنت الشخصية خلال تطور فترات الفيلم، حول نولان باتمان من بيئة القصص المصورة إلى شيء يحاكي الواقع، وأدخل الدراما الإنسانية إلى فيلمه بمشاعر ملحوظة، ونجح هذا في أول فيلمين من الثلاثة، وهو عمق افتقر له سوق القصص المصورة وأفلامها.
في ثالث أفلام كريستوفر نولان، كان على "بروس واين" أن يستعيد ثقته بنفسه، ويعود مجددا للدفاع عن "جوثام"، وتسبب ذلك في مشاكل في تسارع الأحداث بالفيلم ووقت عرض طويل.
نسخة سنايدر ستكون مختلفة، فسيكون على باتمان أن يتشارك البطولة مع عدة أبطال آخرين، لذا عمق الشخصية لن يظهر بطريقة مقربة مثلما حدث مع نولان، ربما نمر على بعض المشاهد فقط التي ستجعلنا نفهم كيف يتعايش بروس واين.
وسيُطرح فيلم Batman v Superman: Dawn of Justice في السينمات ابتداء من ٢٥ مارس الجاري، وهو من بطولة بن أفليك، وهنري كافيل، وإيمي آدامز، وجال جادوت، وجيرمي أيرونز، وجيسي أيزنبرج، وهو من إخراج زاك سنايدر.
طالع أيضا
Batman v Superman: حقائق لا تعرفها عن بطل "ميتروبوليس"
Batman v Superman: حقائق لا تعرفها عن بطل "جوثام"
Batman v Superman: ٤ مشاهد تجعلك في اشتياق لمتابعة أحداثه
Batman v Superman: من هم أبطال الفيلم ولماذا يتقاتلون؟
Batman v Superman: أسباب تحتم عليك مشاهدة الفيلم
Batman v Superman: أقوى ٧ صراعات بين البطلين في القصص المصورة