في الثمانينات كان نجوم الشباك أربعة، أولهم عادل إمام وثانيهم محمود عبدالعزيز وثالثهم أحمد زكي ورابعهم نادية الجندي، وكان يناوشهم من بعيد الراحل نور الشريف ونبيلة عبيد.
وفاة ممدوح عبد العليم أثناء ممارسته للرياضة عن عمر ناهز ٦٠ عاما
بعد هذه الأسماء يصبح من الصعب جدا أن ينجح فيلم جماهيريا، إلا إذا كان معتمدا على جودة عالية في المضمون والصورة وغيرها من عناصر الفيلم.
وبغض النظر عن الراحة التي كان يعمل بها نجوم هذه الفترة مع كتاب ومخرجين بعينهم، إلا أنه كان من البديهيات أن يعرض الكاتب، سيناريو فيلمه، على النجم الأعلى في شباك التذاكر، أي عادل إمام، إذا كان العمل كوميديا، ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي، إذا كان العمل يتطلب قدرات تمثيلية خاصة، فإذا اعتذر أحدهم، يُعرض على الباقين، وهكذا، لضمان نجاح الفيلم.
المدهش أن فيلم "بطل من ورق" عُرض على الراحل أحمد زكي، لكنه رفض بحجة أنه قدم قبله فيلمين كوميديين، هما "أربعة في مهمة رسمية"، و"البيه البواب"، وأن حنينه إلى الأعمال الجادة كان ملحًا في هذا الوقت، وبالفعل قدم فيلمين في عام 1988 من إخراج محمد خان وهما "زوجة رجل مهم"، و"أحلام هند وكاميليا"، ليترك "بطل من ورق" الذي كتبه إبراهيم الجرواني، حائرا لا يجد من يقوم بدور البطل "رامي قشوع".
يُقال أيضا أن الفيلم عُرض على النجم الكبير عادل إمام، واعتذر، لسبب آخر غير انشغاله بأعمال أخرى، حيث أن الزعيم لم يكن مشغولا بتقديم أي أعمال وقت تصوير "بطل من ورق"، ربما لم تعجبه الشخصية، وربما لم يُعرض عليه من الأساس.
لكن ما يرجح أن يكون العمل قد عُرض على الزعيم فعلا هو أن مخرج العمل نادر جلال لم يقدم في تاريخه السينمائي عملا كوميديا إلا وكان بطله عادل إمام، بداية من "واحدة بواحدة"، مرورا بأفلام "بخيت وعديلة"، و"الواد محروس بتاع الوزير"، وصولا إلى "هاللو أمريكا".
كاتب الفيلم، إبراهيم الجرواني ليس من المؤلفين المهمين في تاريخ السينما المصرية، فهو لم يقدم أية أعمال مهمة أو حتى نصف مهمة، بل إنه بعد "بطل من ورق" قدم أفلام مقاولات عديدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فيلم "خللي بالك من عزوز" مع المخرج ناصر حسين وبطولة الراحل سعيد صالح.
ظل "بطل من ورق" هكذا يبحث عن منقذ، حتى جاء
الطريف أن العام الذي قدم فيه عبد العليم هذا العمل المهم، قدم إلى جواره 6 أعمال أخرى، تراوحت بين السهرة التليفزيونية والمسلسل والعمل السينمائي، فقدم سهرة تليفزيونية بعنوان "الحقيقة"، إضافة إلى الجزء الثاني من ملحمة "ليالي الحلمية"، وبينهما قدم أفلام "حقد امرأة" و"صائد الأحلام"، و"شباب في الجحيم"، و"المتمرد"، وكلها كان يقوم فيها بدور البطل، اللهم إلا الأخير فقط، قام بالدور الثاني خلف النجم الكبير فريد شوقي.
"بطل من ورق" سيظل علامة فارقة في حياة الراحل ممدوح عبدالعليم، استطاع فيه أن يخرج طاقة تمثيلية وكوميدية كبرى، قلما وجدت في ممثل يغلب عليه الطابع التراجيدي.
اقرأ أيضا
إلهام شاهين باكية بعد وفاة ممدوح عبد العليم: "2016 سنة سودة"