بعد فوز الأردنية نداء شرارة بلقب الموسم الثالث من برنامج اكتشاف المواهب The Voice، ربما أول ما بدر في ذهن المشاهدين هو كيف ستواكب معايير النجومية التي فرضتها صناعة الموسيقى رغم حجابها، وما إذا كانت منحت فرصة ستستغلها أم لا؟
المعضلة هنا ليست المقارنة بين العري والاحتشام، بل المقارنة بين معايير الشهرة التي فرضتها الصناعة مقابل الموهبة الحقيقية.
لذلك يقدم لكم FilFan.com هذه المؤشرات التي تؤكد أن حجاب نداء شرارة لن يعيق طريقها للنجومية.
١) المطربات المحجبات في الغرب
لو لديك شكوك أن نداء شرارة من الصعب أن تحقق الشهرة بحجابها، يكفي أن تعرف أن هؤلاء الفنانين العالميين حققوا الشهرة دون أن يكشفوا حتى عن وجههم، بدء من المغنية ومؤلفة الأغاني سيا إلى فريق Daft Punk وDeadmau5.
وقرر هؤلاء الفنانون إخفاء وجههم للثورة على معايير صناعة النجوم في أمريكا، والتي تنتهك خصوصية الفنان بنشر كل شيئ عنه، من ماذا أكل اليوم إلا علاقاته العاطفية، وذلك في محاولة منهم للاستمتاع بخصوصيتهم كأي شخص عادي في المجتمع أو للتركيز أكثر على فنهم، فهناك نوعية من الفنانين لا يهتمون بالشهرة أمثال دانيال داي لويس ودينزل واشنطن المقتنعين أن عملهم هو التمثيل فقط.
٥ موسيقيين وصلوا للشهرة رغم إخفاء وجههم
الأمر لا يقتصر فقط على رفضهم الظهور بشكلهم في الأغاني المصورة أو الحفلات، بل يصل الأمر إلى أن عضوي فريق Daft Punk تسلما جائزة "الجرامي" عام 2014 وهما مرتديان خوذتهما الشهيرة، وسيا تجري اللقاءات التلفزيونية بباروكتها التنكرية.
Daft Punk يتسلم جائزة ألبوم العام في حفل "جرامي" 2015
سيا متنكرة في لقائها مع إلين ديجينريس
سيا متنكرة في لقائها مع جرهام نورتون
٢) تغيير ليدي جاجا لجلدها
بالحديث عن الشهرة، لا يمكن إغفال ملكة التقاليع ليدي جاجا التي قررت تغيير جلدها والثورة على الطرق الرخيصة للشهرة، من ارتداء الملابس الغربية إلى التعري والتقيؤ على المسرح.
واعترفت جاجا لمجلة Billboard بعد اختيارها "امرأة العام" أنها كادت تعتزل في 2014 حتى تكتشف نوع الفنانة الذي تود تقديمه، معترفة أنها كانت تتمنى أن تصبح مثل أديل أو برونو مارس لأنهما يعتمدان على موهبتهما فقط.
وفسرت جاجا: "لماذا أصبحت إنسان آلي يتبع صيحات الموضة؟ هل أن أكون فنانة فقط غير كافِ؟ هل الموهبة هي الشيئ المرجو؟ أعتقد أنها كذلك بالنسبة لأديل. أعتقد أنها كذلك بالنسبة لبرونو مارس".
ليدي جاجا: "طالما تمنيت أن أعامل بجدية كموسيقية وبناء على ذكائي وليس على جسدي"
ليدي جاجا الشهيرة بارتداء ملابسها الغريبة للفت الأنظار لن تراها هكذا بعد الآن، فيبدو أن نصيحة المطرب المخضرم توني بينيت أثرت بها، والذي قال لها: "لو الموهبة ليست الشيئ الرئيسي، أنت بعيدة عن الطريق الصحيح"، وبالفعل الموهبة هي الشيئ الوحيد الذي تعتمد عليه نداء شرارة، فهل تستطيع أن تحقق حلم ليدي جاجا وتصبح مثل أديل وبرونو مارس اللذين يعتمدان على الموهبة فقط؟
٣) نداء ليست المطربة المحجبة الوحيدة
نداء شرارة ليست المحجبة الوحيدة التي ستقتحم عالم الغناء، فعودة المطربة عايدة الأيوبي للساحة الغنائية خير دليل أن الجمهور لا يمانع الاستماع لموهبة حقيقية بعيدا عن الإطلالات التي تفرضها الصناعة على الفنانات.
يكفي أن تعرف أن أغنيتها "يا الميدان" من فريق "كايروكي" حققت 3 ملايين مشاهدة على موقع YouTube لتعرف أن نداء شرارة قادرة على تحقيق شعبية مماثلة.
٤) أين الفائزون ببرامج اكتشاف المواهب الآن؟
عدد كبير من المعترضين على فوز نداء ينظرون للأمر على أنه تم منح فرصة لشخص لن يستثمرها، كالنظرة الناقدة لفتاة جامعية بحجة أنها لن تعمل بشهادتها.
لكن قبل التكهن بفشل تجربة نداء، أين هم الفائزون بألقاب برامج اكتشاف المواهب الآن سواء بحجاب أو بدون؟ فمعظم من فازوا في أي من برامج اكتشاف المواهب فقدوا شعبيتهم فور انتهاء البرنامج، فلماذا هذه القسوة على نداء التي حكم عليها المنتقدين بالفشل بسبب حجابها.
٥) دب كيم كاردشيان
ملكة الشهرة كيم كاردشيان فسرت في عبارة بسيطة الفارق بين الموهبة والشهرة، وهل يحتاج الفرد لموهبة حقيقية لكي يكون مشهورا أم لا.
فبسؤال كيم عن "ما هي موهبتها؟" ردت بإجابة تافهة وقاسية في الوقت نفسه، قائلة: "حسنا، الدب يمكنه أن يلعب ويقف على الكرة ولديه موهبة، لكنه ليس مشهورا. هل تفهمون قصدي".
على الرغم أن كلام كيم كاردشيان لا يدعم موقف نداء شرارة، لكن لا جب أن نغفل أن المتسابقة الأردنية قطعت شوطا كبيرا فيما يخص الشهرة بعد مشاركتها في The Voice، لدرجة أنها حصلت على أعلى نسبة تصويت وفازت باللقب، كما أن موهبتها بالتأكيد أكبر من دب كاردشيان.
٦) شعر مروى لم يسعفها في الغناء
لو مازلت مقتنعا أن نداء شرارة لن يمكنها الوصول لمستمعيها بسبب حجابها، سأتركك لمشاهدة مروى وهي تحاول غناء "سهر الليالي"، لتتأكد بنفسك أنه عند لحظة الوقوف على خشبة المسرح والبدء في الغناء، شعر مروى لم يسعفها في الغناء لفيروز.