واحدة من صاحبات الموهبة الكبيرة والقدرات التمثيلية الخاصة، استطاعت بموهبتها و قدراته العالية أن تحتل مكانة برازة بين بنات جيلها، وتكون في أحيان كثيرة في مقدمتهن، وعلى الرغم من ذلك لم تكن يوما من نجمات الشباك بل تخطت ذلك وأصبحت واحدة من نجمات تربعن على عرش قلوب ووجدان المشاهدين.
ولدت رجاء حسين إسماعيل في 7 نوفمبر عام 1937 بمحافظة القليوبية، وبدأت حياتها الفنية في أواخر الثمانينات بالتحاقها بفرقة نجيب الريحاني وقدمت معها عدد من المسرحيات، وسرعان ما تركتها وانضمت إلى فرق التلفزيون وقدمت عدد من المسرحيات الهامة في مطلع حياتها مثل "السبنسة"، و"كوبري الناموس"، و"المحروسة"، و"خيال المآته" وغيرها.
١) في دنيا شاهين: أول القصيدة
بدأت مسيرتها في السينما عام ١٩٦٠ حينما قدمت دورا في فيلم الخرساء إلا انها ركزت مجهودها في المسرح و التلفزيون حتى أواخر الستينات حينما قدمت دور زبيدة في فيلم العصفور مع المخرج يوسف شاهين و الذي يعد من اعاد إكتشافها و تقديمها سينمائيا لتقدم معه عددا من الأدوار في أفلامه برهنت على موهبتها الكبيرة و قدرتها الخارقة على اداء الشخصيات المختلفة بسهولة ويسر.
ورغم أن دور زبيدة كان دورا صغيرا إلا أن رجاء حسين تعاملت معه كونه دور بطولة، فأجادت التعبير عن انفعالات الشخصية بعينها وقسمات وجهها خصوصا في مشاهدها الصامتة، فتدرك إلى أى مدي زبيدة تعشق الشيخ أحمد ولكنها تعلم انه عشق مستحيل، وربما كانت أبلغ مشاهد هذا الحب حينما كانت تنظر له وهو يستعد بسلاحه للأخذ بالثأر من أبو خضر ومشهد تسليمه للضابط رؤوف لتخرج رجاء حسين أو زبيدة من هذا الفيلم رابحة مساحة جديدة لإمتاعنا.
٢) لواحظ: امرأة بطعم التحدي
ومن زبيدة العصفور إلى لواحظ في عودة الابن الضال لتقدم هي والفنان الجزائري الراحل سيد على كويرات ثنائي مميز طيلة أحداث الفيلم، في العصفور قيدت موهبتها بالحجم الصغير لدور زبيدة بينما في عودة الابن الضال كانت هناك مساحات كبيرة استطاعت أن تستغلها رجاء حسين لتبرز تلك الموهبة التي صقلها المسرح لتكون بكل هذا النضج على شاشة السينما.
السيدة القوية التي تؤمن بالحب ولا تخجل منه أو تخافه و تقف في وجه طلبة المدبولي بجوار زوجها الجزائري الأصل، أصبحت واحدة من حاضنات الاحلام في صراع قام على إجهاض الحلم في الأساس.
لواحظ التي جسدت صورة أنثوية للتحدي والصمود، قدمتها بقوة وجرأة رجاء حسين التي أطلقت لملامحها الجريئة العنان لتقدم هذا النموذج الأنثوي القادر على الوقوف في وجه طلبة.
بعدها قدمت رجاء العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون والمسرح من بينهم دور عوالي في مسلسل "مارد الجبل"، ودور جملات في فيلم "أفواه وأرانب"، ودورها في مسلسل "أحلام الفتى الطائر"، ودور نوسة في فيلم "المتوحشة" حتى عادت مرة أخرى أمام كاميرا يوسف شاهين في فيلمه "حدوتة مصرية".
٣) نبقة
في حدوتة مصرية قدمت رجاء حسين دور من أفضل أدوارها على الإطلاق دور "نبقة" بائعة المياة الغازية في محطة مصر والتي يتعرف عليها "يحيى" خلال إخراجه لفيلم باب الحديد، لتدخل إلى عالمه كما ادخلنا إليه، لتعيد تمثيل قصة قناوي و هنومة برؤية مختلفة، ربما كان أهم ما في دور نبقة هو التركيز على الحديث بالأعين لا بالجمل الحوارية، فملامح نبقة كان لابد ان تبوح ملامحها و عينها بكل ما لا يقوله الحوار لذلك كان اختيار رجاء حسين هو الأختيار الأمثل لهذا الدور بكل تطوراته و ابعاده.
٤) ظهور وحيد في "سينما الطيب"
وبعيدا عن دنيا شاهين دخلت رجاء حسين دنيا عاطف الطيب مرة وحيدة عبر فيلم "أبناء وقتلة " عن قصة إسماعيل ولي الدين، وسيناريو وحوار مصطفى محرم وبطولة محمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد وشريف منير وأحمد سلامة ومجي وهبة، في الفيلم قدمت رجاء حسين دور إنعام شقيقة شيخون والتي تظل معه بعد وفاة زوجها لترعى أطفاله دور أخر مركب بين حبها الجارف لشقيقها واعترافها بينها وبين نفسها بكونه مجرم و قاتل، لتبرهن رجاء حسين مرة أخرى على قدرتها كطاقة تمثيلية مميزة.
وتستمر رجاء حسين في مسيرتها الفنية فتقدم العديد من الأعمال المميزة وإن كان للدراما نصيب الأسد فقدمت العديد من الأدوار في أعمال مثل "ذئاب الجبل"، و"المال و البنون"، و"زيزينيا"، و"الكومي"، و"لدواعي أمنية"، و"تعالى نحلم ببكرة"، و"ريا و سكينة"، و"نافذة على العالم"، و"عايزة أتجوز" وغيرها من الاعمال التي تؤكد على موهبتها الفريدة و الكبيرة.