توقع الكثيرون أن يتوارى نجم غادة عبدالرازق وعمرو مصطفى وطلعت زكريا وكل من هاجموا وخاضوا في عرض ثورة 25 يناير، إلا أن العكس قد حدث، فغادة قدمت من بعد الثورة عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات، منها من لاقى نجاحا مثل مسلسلات "مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة" و"السيدة الأولى"، ومنها من اكتفى بالضجة مثل فيلمي "ركلام" و"جرسونيرة".
أما عن عمرو مصطفى، فحدث ولا حرج، فكان ضيفا دائما على كل برامج التوك شو السياسي. نعم، لم يهتم بالفن قدر اهتمامه بالسياسة في تلك الفترة، لكنه كان متواجدا مدافعا عن نظرية المؤامرة التي يتبناها، وعن الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومهاجما شرسا لجماعة الإخوان وشباب الثورة.
في حين استطاع طلعت زكريا أن يشترك في أكبر قدر من البرامج التلفزيونية والمسلسلات والأفلام، خلال تلك الفترة، برغم السقوط المدوي لفيلمه "الفيل في المنديل" الذي عُرض في شاشات السينما بعد ثورة يناير مباشرة. فقد شارك زكريا إما بالبطولة أو بأدوار ثانوية في مسلسلات "صايعين ضايعين" و"عويضة تايتانيك" و"المرافعة" و"صاحب السعادة" و"العراف"، فضلا عن كثير من المسرحيات، ومنها "بابا جاب موز".
طالع أيضا- مقدمو برامج تم استبعادهم بعد 30 يونيو.. ريم ماجد وباسم يوسف ضمن القائمة
الفارق هائل بين تعامل الإعلام والمنتجين وبعض الجهات الفنية في الدولة مع هؤلاء، ومع من خاض في السياسة منتقدا، بعد ثورة يونيو. الأمثلة تنحصر في أسماء أربعة، هي خالد أبوالنجا، وعمرو واكد، وبسمة، والسيناريست والكاتب بلال فضل.
خالد أبو النجا
كان فيلم "ديكور" هو آخر أعماله التي عرضت على شاشة السينما، خلال العام الماضي. كان ذلك قبل انتقاده الحاد للأسلوب الذي تدار به الدولة، ومطالبته بتنحي رئيس الجمهورية. واعتبر الكثيرون حصوله على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي، عن دوره في الفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية" سقطة للمهرجان، ولإدارته ولجان تحكيمه.
الحملات الإعلامية على خالد تواصلت بشكل مدهش، فهاجمه تامر أمين، وهدد تامر عبدالمنعم بضربه في الشارع إن رآه، بينما شنت الصحف القومية هجوما حادا عليه، وأبرزوا دعمه لزواج المثليين، وغيرها من الأمور، حتى توارى خالد عن الأضواء.
عمرو واكد
جاء تصريح عمرو واكد المباشر بتأييد حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية السابقة، وبالا عليه، فلم يستطع النجم الذي اشترك في الفيلم العالمي "بابل" أمام جورج كلوني، أن يشترك في فيلم أو مسلسل مصري بعد موقفه هذا، برغم اشتراكه في الفيلم الأمريكي "لوسي" مع نجمة هولييود الحسناء سكارليت جوهانسون العام 2013. حتى مسلسل الأزمات "أهل إسكندرية" الذي قام ببطولته أمام بسمة، وتحت إدارة المخرج خيري بشارة، لم يُعرض.
واكد لن ينس له المهاجمون موقفه المتشدد حبا في ثورة يناير، ولن ينس له المتربصون أنه من أصل فلسطيني، في وقت أصبحت فيه الجنسية الفلسطينية، أمرًا غير مرحب به.
بسمة
تُعرّف بسمة الآن على أنها زوجة المحلل السياسي عمرو حمزاوي، وليس على أنها نجمة اشتركت في عدد كبير من الأعمال الجيدة مثل "ليلة سقوط بغداد" أو "النعامة والطاووس" أو "رسائل البحر". مواقف بسمة الداعمة لثورة 25 يناير ومواقف زوجها القريبة منها، جعلتها من الفنانين المغضوب عليهم في الوسط الفني، حتى أن كثيرًا من الصحف والمواقع ركزت بشكل أكبر خلال الفترة الماضية على نسب جدها اليهودي الديانة.
آخر ما عُرض لبسمة على أي شاشة، سواء تليفزيونية أو سينمائية، هو مسلسل "الداعية" في رمضان 2013، من بعدها تحولت النجمة الواعدة إلى مجرد ممثلة تظهر في مسلسلات أو أفلام معادة على القنوات الفضائية، ولكن ليس بكثرة أيضا.
اختفت بسمة، ولم يُعرض لها آخر مسلسل قامت بتمثيله، وهو "أهل اسكندرية"، ويكفيك أن تكتب كلمة "بسمة" على مواقع البحث الإلكترونية، لتظهر لك أخبار عن إما المذيعة بسمة وهبي أو الممثلة المغربية المعتزلة بسمة بوسيل.
بلال فضل
على ذكر مسلسل "أهل إسكندرية"، الجاهز للعرض من بعد ثورة يونيو، فإن كاتبه بلال فضل يعتبر أكبر المغضوب عليهم في الوسط الفني، بسبب موقفه من الدولة الحالية، وانتقاداته الحادة لمسؤوليها، وممثليهم ودراويشهم والمدافعين عنهم باستماتة. السيناريست والكاتب الصحفي، من بعد 30 يونيو، اتخذ مسارا مختلفا عن السائد، فكان ذلك سببا في توقف مقالاته بجريدة الشروق، ثم مُنع عرض مسلسله "أهل اسكندرية" بالرغم من أن الدولة ممثلة في "مدينة الإنتاج الإعلامي" مساهمة في إنتاجه، ما يعني إهدارا صريحا للمال العام، إلا أن أحدا لم يسأل.
بلال، هوجم بقوة وبقسوة، فاعتبر الكثيرون شكواه من عدم عرض المسلسل مجرد ترويج له، وأنه سوف يُعرض في أحد "الرمضانات" أو في مواسم تليفزيونية غيرها، لكن الحقيقة تبدو عكس ذلك، هذا غير التشكيك الدائم في وطنيته، بسبب ما زعمه المهاجمون عن حمله للجنسية اليمنية.