في فترة السبعينات والثمانينات والتي شهدت بداية الإنتاج السينمائي والتليفزيوني بالألوان، كان لهذا الرجل الذي تعطي ملامحه دلالات على المكر والخبث نصيب كبير في عدد مرات الظهور على الشاشة سواء بأعمال سينمائية أو تلفزيونية، ملامحه تترك لديك شعورًا بالضيق سرعان ما يزول بمرور مشهد أو مشهدين لتدرك أنك -شئت أم أبيت- أمام واحد من صواريخ الكوميديا في هذه الفترة لكنه في الوقت نفسه لم يكن من نجوم الصف الأول لذلك لم يحظ ما يستحقه من التقدير حتى الآن.
على الرغم من تهمة التصنع التي أحيانا ما وجهت لأدائه الكوميدي إلا أن أسامة عباس لديه حضور طاغ على الشاشة، ذلك الحضور الذي دفع الفنان الضيف أحمد ثالث أركان فرقة ثلاثي أضواء المسرح مع سمير غانم وجورج سيدهم، لطلب مشاركته مع الفرقة في مسرحية "طبيخ الملايكة"، دون أن يكون له أية تجربة تمثيلية سابقة، الفرقة كانت في أوج مجدها في ذلك الوقت ولم يكن أمام الشاب طريقًا سوى القبول.
مسرحية "طبيخ الملائكة"
أسامة عباس ممثل الصدفة
قبل "الصدفة" التي جعلته ممثلًا كان أسامة عباس يشغل منصب مدير إحدى الشركات المتخصصة في بيع أجهزة التليفزيون، الضيف أحمد ذهب ليشتري جهاز تليفزيون قبل زواجه من الشركة التي كان يعمل بها عباس، نشأت بينهما صداقة ولأن الأخير يحمل ليسانس الحقوق، طلب منه الضيف أن يحضر للمسرح لكتابة عقد مسرحية، ولم يكن يعلم أن العقد سيكون بين الفرقة وبينه، الصدفة السعيدة جعلته يستقيل من منصبه ويتفرغ تماما للتمثيل.
ظل أسامة عباس عضوًا في فرقة ثلاثي أضواء المسرح لمدة 6 أعوام شارك خلالها في مسرحيات منها "فندق الأشغال الشاقة"، و"انت اللي قتلت عليوة"، و"كل واحد وله عفريت"، و"جيوليو ورومييت"، كما شارك الفرقة أداء فوازير ثلاثي أضواء المسرح عام 1969، بعدها رآه الفنان عبد المنعم مدبولي وضمه لفرقته "المدبوليزم"، ليعمل مع مدبولي حتى عام 1983، شارك خلالها في مسرحيات منها "راجل مفيش منه"، و"مع خالص تحياتي".
مسرحية "كل واحد وله عفريت"
نشاط أسامة عباس الفني في السبعينات لم يكن مقتصرًا فقط على الأعمال المسرحية، فظهر في أفلام "الكرنك" و"فيفا زلاطا" و"المذنبون" و"في الصيف لازم نحب"، و"ممنوع في ليلة الدخلة"، أداؤه الكوميدي المناسب لطبيعة السينما وقتها حجز له مكانًا في نسبة كبيرة من الإنتاج السينمائي الكوميدي.
مع دخول حقبة الثمانينات سرعان ما مل الرجل من المنطقة الدافئة التي شغلها منذ بدايته كممثل كوميدي يؤدي الأدوار الثانوية، شارك الفنان عبد المنعم مدبولي في الدراما الملحمية "أبنائي الأعزاء شكرًا"، المسلسل حمل طابعًا تراجيديا، جسد فيه الفنان أسامة عباس شخصية رفعت مدير الشركة التي كان يعمل بها "بابا عبده" عبد المنعم مدبولي، كان المسلسل محطة اكتشاف جديدة لموهبة أسامة عباس في أداء الشخصيات المختلفة وليست الكوميدية فحسب، جاءت بعدها مشاركته في أعمال ليست كوميدية منها مسلسل "لا عزاء للسيدات"، و"دموع في عيون وقحة"، وفيلم "أيوب" مع الفنان الكبير عمر الشريف لقصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفيلم "الغول" (عن قانون ساكسونيا) مع الفنان عادل إمام.
أسامة عباس "ابراهام كلود" في مسلسل "دموع في عيون وقحة"
احترس من الخط وبوابة الحلواني
من بين 234 عملًا فنيا شارك فيها أسامة عباس، يذكره الجمهور بظهوره مع الفنان عادل إمام في الفانتازيا الكوميدية "احترس من الخط"، عباس أدى شخصية ضابط الشرطة رشاد بشكل ربما استجلب ضحكات المشاهدين أفضل من عادل إمام في عدد من المناسبات، ورغم أن أداءه شابه كثير من المغالاة إلا أن الخط الذي رسم للنص كان يتطلب ذلك، فالعمل ككل من نوعية الفانتازيا والأهم هو الانطباع الذي تركته الشخصية لدى الجمهور.
أسامة عباس في "احترس من الخط"
أما دور "إسماعيل المفتش" الذي جسده في أجزاء مسلسل "بوابة الحلواني" الثلاثة، منذ عام 1992 وحتى عام 2001 فيعتبره أسامة عباس أهم أدواره على طول مسيرته الفنية، إذ قال عن الشخصية في حوار أجراه مع صحيفة الأهرام المسائي نشر بتاريخ 14 مارس 2010 إنها شخصية حركية كانت مؤثرة في المجتمع، وتناولها التاريخ من زوايا مختلفة، مضيفًا: "كنت اقترب منه كأنه شخصية حية، وعرفت مدى قربه من الخديو، وكيف كان تأثيره على مصر كلها، حتى أسلوبه في التفكير وتنفيذ مكائده، والنهاية المأساوية التي وصل لها بعد صدور فرمان بحقه من الباب العالي، كما أنني تعايشت مع الشخصية لمدة عشر سنوات، كان فيها المفتش موجودا داخل ثلاثة أجزاء وبالطبع أداء شخصية على مدار عشر سنوات شيء صعب جدا".
بوابة الحلواني
قصته مع سوزان مبارك
في أواخر عام 2011 وبعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك طاردت أسامة عباس شائعة مفادها أنه كان الخطيب الأول لقرينة الرئيس الأسبق سوزان مبارك، وأن الأخير خطفها منه وكان يحقد عليه وتسبب له في مشكلات كثيرة خلال عمله الفني، هذه الشائعة أزعجت عباس بشدة، الأمر الذي دفعه لتكذيبها في تصريحات نشرتها مجلة "روز اليوسف" في وقت لاحق من نفس العام شرح خلالها طبيعة علاقته بعائلة سوزان مبارك، مؤكدًا أنهما كانا مجرد جيران بحي مصر الجديدة، وتربطه صداقة مع منير ثابت شقيق سوزان الأصغر، مؤكدًا أن العلاقة بينهما كانت "تقتصر على تبادل السلام والتحية عند اللقاءات العابرة التي تتم بالصدفة".