"أنا بحب أتقلوظ". هكذا قال الإعلامي تامر أمين بنفسه على نفسه، في تعليقه على سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على ما قاله تامر في إحدى حلقات برنامجه المذاع على قناة "روتانا مصرية" بخصوص "المجلس الأعلى للعالم" الذي يحارب أعداءه بتوجيه الشهب والنيازك عليه، وبإثارة البراكين والزلازل والأعاصير في مواجهاته.
تامر قرر أن يرقص على السلم. من جهة أكد أن ما قيل منسوب للواء حسام سويلم، أحد الخبراء الاستراتيجيين، الذين صاروا ضيوفا دائمين على برامج التوك شو هذه الفترة، ومن جهة أخرى لم يعلن صراحة أنه لا يتبنى هذه التخاريف التي لا يراها العالم إلا من خلال أفلام الخيال العلمي الأمريكية، وبالطبع من خلال خبرائنا الاستراتيجيين.
المدهش، أن الإعلامي قال في كلامه "اللي عايز يقلوظني يقلوظني.. أنا بموت في القلوظة"، وهي الجملة التي لابد أن نقف أمامها كثيرًا.
شاهد رد تامر أمين على الساخرين منه بسبب "المجلس الأعلى للعالم"
أولا، بالبحث عن كلمة "قلوظة" في المعجم الوسيط، لم نجد لها سوى تعريف واحد حال اقترانها بالمسمار، فبصبح التعبير "مسمار قلاووظ"، ومعناه في المعجم هو المسمار ذو السن الملولبة، يثبت بالتدوير لا بالدق، واشتق منه "قلوَظ" – بطريقة النطق التي استخدمها تامر – ومعناها "صنعه على هذا الوضع". ولأن الكلمة اعتمدها معجم اللغة العربية حديثا، فاستعان واضعو المعجم بصورة توضيحية لشكل المسمار القلاووظ.
ثانيا، الكلمة تـُطلق أيضا على نوع من "اللمبات"، يكون شكل طرفها غير المضيء شكل القلاووظ، ويسمى بـ "اللمبة القلاووظ"، وهذا النوع يختلف تماما عن "اللمبة المسمار" ذات السن المدبب.
أما ثالثا، وهو الأهم في حالة تامر أمين، هو الاستخدام الدلالي الشائع للكلمة بين أفراد المجتمع المصري، حيث يتشابه معنى كلمة "قلوظني" مع مفردات أخرى أكثر شيوعا مثل "مسخرني" و"هزأني" و"مسح بكرامتي الأرض" وغيرها. وعلى الرغم من عدم تشابه المعنى المعجمي، مع المعنى الذي يستخدمه الشارع المصري، إلا أن تامر قرر أن يستخدمه في برنامج من المفترض أن الآلاف يشاهدونه، فأقر أنه "متقلوظ"، وليس هذا فحسب، بل واجه الجميع بحقيقة أنه يحب "القلوظة".
تامر أمين شجاع إلى حد كبير. هو اعترف في حديث "حفظ القليل من ماء الوجه"، أنه لا يهتم بمن ينتقده، واستعان من ذاكرته وتاريخه بموقفه المتسامح مع الساخر باسم يوسف، عندما "قلوظه" الأخير في إحدى حلقاته، ثم ظهر معه في حلقة بعد ذلك، مدللا على مدى سعة صدره للنقد، ولرحابة عقله إزاء أي رأي مخالف له. هو شجاع، نعم، لكنه مسؤول مسؤولية كاملة عما قاله في حلقة تلخيص "حروب المجلس الأعلى للعالم"، تماما مثل مسؤوليته عن الموافقة على شطحات ما يقوله أي ضيف، دون التدخل العقلي أو المنطقي بالرد والاعتراض.
من خلال تاريخه الإعلامي، نستطيع القول بأن تامر أمين يختلف عن توفيق عكاشة المحلّق بمؤامراته الكونية والمجرّية، وعن أحمد موسى الذي أطلق خياله ولم يعد، وعن الإعلاميين ذوي الرؤى المتناقضة مع الواقع والحقيقة، إلا أن غلطته هذه المرة بألف.
حالة تامر هي جزء من حالة الإعلام الذي لا رقيب له ولا متابع إلا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين "يقلوظون" كل من يبتعد عن المنطق والعقل بآلاف الأميال، ويُحسب لتامر أنه شهد بـ"قلوظته"، حتى ولو كان متهكما على ما فعلوه جمهور "فيس بوك" و"تويتر"، حيث أن هناك آخرين لا يستمعوا ولا يلتفتوا.
طالع أيضا
بالفيديو- تامر أمين للساخرين منه بسبب #المجلس_الأعلى_للعالم: أنا بموت في القلوظة
باسم يوسف يسخر من حديث تامر أمين عن #المجلس_الأعلى_للعالم
بالفيديو- تامر أمين: هذه حقيقة صورتي مع كيم كارداشيان.. والرقص الشرقي مهنة حقيرة.. وأرفض مصطلح "فلول"
بالفيديو- تامر أمين يستثني محمود سعد من قائمته لأفضل الإعلاميين.. وهذا موقفه من انتقاده للسعودية