هو واحد من أشهر عزاب السينما الأمريكية.. أصوله المختلطة منحت له ملامح ووسامة مختلفة عن كل نجوم جيله، وعلى الرغم من نجوميته الحالية إلا أن طريقه كان مليئا بالصدمات المأساوية.. هو كيانو ريفز الممثل الكندي الجنسية، والذي وُلد في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر 1964 في العاصمة اللبنانية بيروت من أب من أصول أمريكية وصينية وأوروبية، ومن أم من أصول بجزيرة هاواي وأصول عربية أيضا وتحمل الجنسية البريطانية.
* بداية صعبة
كانت والدة كيانو ريفز تعمل راقصة ومصممة أزياء، وتزوجت من صاموئيل نولين ريفز، وبعد ان أتم كيانو عامه الثالث، تركه الأب ورحل إلى هاواي، وانفصلت والدته عن والده بعدها، وكان قد أنجب منها طفلين هما كيانو وشقيق له، وبعدها تزوجت والدته مرتان، الأولى من رجل يدعى روبرت ميللر، والثانية من المخرج المسرحي والتلفزيوني بول آرون.
بعدما فقد "النسيم البارد على الجبال" وهذا معنى اسمه "كيانو" بلغة أهل هاواي قدرته على تحقيق حلمه باحتراف لعبة الهوكي، نتيجة إصابته في ركبته، حاول كيانو تحقيق حلمه الآخر باحتراف التمثيل، والذي بدأه في سن صغيره من خلال الإعلانات ومسرحيات ذات إنتاج منخفض، حتى ساعده زوج والدته بول آرون في الوصول إلى استوديوهات هوليوود، لتبدأ رحلة معاناة أخرى.
* عقبات ومأساة
حصل كيانو ريفز في بدايته على دور صغير في فيلم YoungBlood، بسبب كونه لاعب هوكي سابق، وبعدها بفترة نال فرصته الحقيقة تحديدا في سنة 1986 بفيلم Rivers edge، ليصبح ريفز واحدا من أيقونات المراهقة في السينما الأمريكية، وانتقل بعدها للأدوار الأكثر نضجا، وجاءت نجوميته الحقيقية بفيلم Speed، إلا أن الحظ يتخلى عن كيانو لتفشل معظم أفلامه التي تلت ذلك الفيلم، لتنخفض أسهمه ويضطر لتخفيض أجره في مقابل مشاركة آل باتشينو له في بطولة فيلم The Devil's Advocate، ونفس الأمر في فيلم The Replacements مع النجم جين هاكمان، وبهذان الفيلمان عاد ريفز إلى الصدارة مرة أخرى، قبل أن يقلب طاولة صناعة السينما في أمريكا على أصحابها بفيلمه الأشهر The Matrix في سنة 1999.
وعلى الرغم من كل هذا النجاح، كان كيانو ريفز على موعد مع عدد من المآسي في حياته الخاصة، إذ تزوج من ممثلة صاعدة وقتها كانت تدعي جينفير سيم، وبعد عام من الزواج أنجبا طفلهما الأول، واكنه توفي وهو مازال رضيعا يبلغ من العمر ثمانية أشهر في سنة 2000، أي وهو في قمة نجومية والده كيانو ريفز، ليحاصره الاكتئاب من بعدها، وتكتمل فصول المأساة في سنة 2001، بوفاة زوجنه جينفير سيم في حادث سيارة، ليصبح كيانو من بعدها وحيدا، ويحصل على لقب أشهر عازب في هوليوود.
ليت الأقدار توقفت عن هذا الحد، بل أن كيانو ريفز كان يعاني من أزمة أخرى، وهي أزمة مرض شقيقته، والتي أصيبت بمرض سرطان الدم في بداية التسعينيات، الأمر الذي أثر بالسلب عليه، وبعد وفاتها تبرع كيانو بحوالي 70% من أجره عن فيلم The Matrix لصالح المستشفيات التي تعالج سرطان الدم.
الغريب أنه على الرغم من ثروة كيانو ريفز الكبيرة والمخصص جزء كبير منها للأعمال الخيرية، إلا أنه الوحيد من نجوم هوليوود الذي لا يمتلك منزلا ضخما أو قصر، بل يعيش في شقة عادية صغيرة، ويقول ريفز في هذا الأمر: "عندي كل ما احتاجه في شقتي الصغيرة، فلماذا اختار منزل ضخم وفارغ؟"، وربما تلقي تلك الجملة بالإشارات حول حالة الوحدة التي يعاني منها ريفز، والتي قال عنها في حوار مع صحيفة Daily Mail: "عندما يفقد الإنسان أقرب الناس إليه فإنه يصبح صديقا للوحدة".