بموهبة كبيرة وتلقائية نادرة، حفر علي حسنين ملامح وجهه في ذاكره الجمهور، وتميّز بأسلوبه المختلف وقدرته على الدخول للشخصية التي يؤديها من أبسط التفاصيل، وقدم في مسيرته حوالي 128 عمل فني بين السينما والمسرح والتلفزيون والدوبلاج والإذاعة.
طالع أيضا:
وفاة الممثل علي حسنين الشهير بـ"عم زرياب"
صورة- عمرو دياب ينعي "عم زرياب" علي حسنين
بداية وعودة
ولد على حسنين في 13 يناير في سنة 1939 بمدينة الإسكندرية، وحاول دخول المجال الفني بسنة 1954، عن طريق عدد من الأدوار البسيطة في المسرح والتلفزيون، ولكنه أحبط بسبب عدم توفيقه في بداية الأمر، فترك الفن واتجه للعمل كمصفف للشعر في فترة من الفترات، قبل أن يهاجر مؤقتا إلى كندا في منتصف السبعينيات، ولكنه لم يحتمل الغربة، فعاد إلى مصر في وقت كان المناخ الفني المصري تغير كثيرا، وبدأ الصراع بين أبناء الموجة الجديدة من المخرجين أمثال محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وبين منتفعي السينما في الاشتعال مجددا، وهو ما سمح لعلي حسنين بالتواجد، إذ فرض الجيد نفسه أخيرا على الساحة.
بدأ علي حسنين مشواره الفني عقب عودته في عدد من الأدوار الصغيرة في أفلام مثل "الحريف" لمحمد خان سنة 1983، و"خرج ولم يعد" لمحمد خان أيضا بسنة 1984، ثم عاد للعمل في التلفزيون وقدم مسلسات مثل "إبن تيمية" بسنة 1985، و"أولاد آدم"، وفيلم "حد السيف"، وفيلم "التوت والنبوت" في سنة 1986.
نقطة تحول
أما نقطة التحول الكبرى في حياة علي حسنين فجاءت في سنة 1991، عندما عرض له فيلمي "البحث عن سيد مرزوق"، والذي يشارك البطولة فيه النجم الراحل نور الشريف، والنجم الراحل شوقي شامخ، ولوسي، وأحمد كمال، وآثار الحكيم، وفيلم "الكيت كات" مع النجم محمود عبدالعزيز، وشريف منير، وعايدة رياض، ونجاح الموجي، وأحمد كمال.
ويعد فيلم "البحث عن سيد مرزوق" هو أول وآخر أدوار البطولة التي قدمها علي حسنين على الشاشة الكبيرة، ورغم أن الفيلم لم يعرض كثيرا، ولم يحقق النجاح الجماهيري المرجو منه، إلا أنه حظي بإشادة النقاد، وحظي أداء علي حسنين المميز في دور "سيد مرزوق" على إشادتهم أيضا، ليكون "سيد مرزوق" هو شهادة ميلاد علي حسنين الفنية.
وفي سنة 1992 ومع المخرج خيري بشارة، ومن تأليف محمد المنسي قنديل ومدحت العدل دوره الأشهر "زرياب" في فيلم "أيس كريم في جليم" مع عمرو دياب، وأشرف عبد الباقي، وسيمون، وحسين الإمام، لتظل الجملة التي قالها "نور" أشرف عبدالباقي بعد موت "زرياب" تترد "هي دي النهاية يا زرياب؟!".
مسيرة
بعدها قدم علي حسنين عدد كبير من الأعمال السينمائية المميزة، من بينها "الحبف يالثلاجة" بسنة 1992، "ثلاثة على الطريق" لمحمد كامل القليوبي، و"ضحك ولعب وجد وحب"، و"الغرقانة" في سنة 1993، و"الناجون من النار" في سنة 1994، و"البحر بيضحك ليه" بسنة 1995، و"تفاحة" في سنة 1997 للراحل رأفت الميهي، و"ست الستات" في سنة 1998 لرأفت الميهي أيضا، و"هيستريا" بسنة 1998، و"رشة جريئة" بسنة 2001، و"خالي من الكوليسترول" بسنة 2005، و"ورقة شفرة" بسنة 2008، و"بدل فاقد" بسنة 2009، وكان آخر أفلامه هو "هز وسط البلد" بسنة 2015 للمخرج محمد أبو سيف.
كما قدم الراحل علي حسنين عدد من الأعمال الدرامية، من أهمها "رأفت الهجان"، و"ألف ليلة وليلة"، و"سر الأرض"، و"كلام رجالة"، و"فراس السيف"، و"القلم"، و"الحفار"، و"السيرة الهلالية"، و"رياح الشرق"، و"رجل طموح"، و"أوبرا عايدة" ، و"سوق العصر"، و"البحار مندي"، و"حلقت الطيور نحو الشرق"، و"ملح الأرض"، و"فريسكا"، و"الرقص مع الزهور"، و"العميل 1001"، و"حارة العوانس"، و"وكالة عطية"، و"اختفاء سعيد مهران"، و"أبواب الخوف"، و"المواطن إكس"، و"إمبراطورية مين"، و"أنا عشقت"، و"البيوت أسرار"، و"الصعلوك".
كما كان لعلي حسنين إسهاما في مجال دوبلاج الرسوم المتحركة في مصر، ومن أعماله دور "جون راتكليف" في فيلم "بوكاهانتاس"، ودور "أرشيدون" في فيلم "أحدب نوتردام"، ودور "زيوس" في فيلم "هرقل"، ودور "فول تانك" في فيلم "السيارات".
إضافة إلى ذلك، كانت له مشاركات في العديد من المسرحيات، منها "الحب في التخشيبة"، و"الملك هو الملك"، و"أخويا هايص وأنا لايص"، و"خيل الحكومة"، "جواز على ورقة طلاق".