تصوير : ياسمين السماحي - محمد الأمير
تغطية : محمد الأمير
على الرغم من تأكيد محمد لطفي وصناع فيلم "عبده مواسم" على أنهم صنعوا فيلمهم للجمهور أولاً ، إلا أنهم أصروا على إقامة عرض خاص جديد للنقاد والصحفيين والإعلاميين ، علهم يكفوا أقلاماً بدأت هجوماً رأوه غير نذيه على الفيلم ، أو يذكروا الجمهور بأن لهم ملاكماً في حلبة موسم عيد الفطر!
كشف بطل الفيلم لطفي لمراسل موقع filfan.com عن سبب العرض قائلاً : "قررنا إقامة هذا العرض ، لكي يشاهد الأساتذة النقاد والصحفيون الفيلم بصورة مريحة ، ويكتبوا نقدهم بصورة صحيحة ، لا يمكن لناقد محترم أن ينتقد فيلماً لم يشاهده بعد".
الكلمات كانت تخرج من لطفي بغضب ، وهو االشعور المشترك بين أغلب فريق عمل الفيلم ، وعلى رأسهم مؤلف الفيلم أحمد ثابت ، خريج دفعة عام 1986 من كلية حقوق ، والذي قال للموقع : "هناك ناقد كتب بصور غريبة ، ووصف الفيلم بالسيء دون الدخول في تفاصيل ، وتفرغ لمهاجمة الممثلين بشكل شخصي".
لم يرفض ثابت النقد ، ولكنه طالب بأن يكون نقداً يرشده خاصة وهو يقدم عمله الأول للسينما ، قائلاً : "ما أعرفه عن النقد أنه كاشف لمناطق القوة والضعف في العمل ، وليست كلمة تلقى دون دليل ، ثم ما قرأته عن السخرية من أجسام الممثلين أو وجوههم شيء في غاية السخف ، إنها نظرية جديدة تسمى النقد التشريحي ، أظن هذا الكلام يخرج من طبيب وليس ناقد".
حافظ المخرج وائل شركس – الذي يقدم ثاني أعماله بعد فيلم "سيب وأنا أسيب" – على هدوءه ، خاصة أنه يرى أن كل شخصية ملائمة لمن قدمها "شحماً ولحماً .. روحاً وجسداً" ، على حسب تعبيره.
وقال شركس لمراسل الموقع : "عرض لطفي الفيلم علي ، وكأنه حلم شخصي ، ورأيت فيه تجسيد حقيقي لعبده ، ملامحه المعبرة وبنيانه المناسب لشخصية الملاكم ، وعند اختيار بقية الممثلين رأيت في النهاية كيف ناسبوا شخصياتهم ، ياسر فرج ومها أحمد وعلا غانم وميرنا المهندس ومحمود أبو داود ، كلهم قدموا أداءً أذهلني".
يجسد لطفي شخصية عبده ، الذي يعمل كل موسم في المهنة المناسبة له ، ويمارس الملاكمة كهواية وسبيل لتحصيل قوت يومه ، ويحاول إقناع صديقه ياسر فرج رسام الفن التشكيلي باتباع طريقته إلى أن يجد فرصة عمل تناسبه ، حتى تقابل سلمى الباحثة الرياضية (علا غانم) عبده ، وتحاول تحويله إلى بطل رياضي.
يصف لطفي لمراسل الموقع شخصيته قائلاً : "شخصية حقيقية ، وهذا أكثر ما جذبني للسيناريو ، كما أنه يناقش مشكلات الشباب الذين يحملون مؤهلات عليا ولا يجدون عملاً ، وهو فيلم نستطيع إهداءه لأبطال أثينا الذين حصدوا المادليات لمصر" ، قبل أن يتصاعد حماسه ليضع يده على كتف المراسل قائلاً : "يا أستاذ فيه عيال كتير متبهدلة زي عبده كده ، مش كلهم صحفيين زيك"!
ويتذكر ثابت كيف لمعت في رأسه فكرة كتابة السيناريو قائلاً : "لاحظت كيف تحول بحث الشباب عن عمل إلى أمر صعب خاصة في السنوات الأخيرة ، ووجدت نفسي أسألهم لماذا لا يستبدلون صعوبات العمل في الغرب ، بالعمل في أي شيء في بلدهم ، من هنا انطلقت شخصية عبده الذي ظل يحاول ويجرب حظه ، وفي ذات الوقت لم ينس حلم الملاكمة".
وينفي شركس تشابه فيلمه مع فيلم "كابوريا" للراحل أحمد زكي الذي شارك فيه لطفي أيضاً ، أو مع سلسلة أفلام الأمريكي سيلفستر ستالوني "روكي" rocky عن الملاكم الطموح ، وأضاف : "فيلم زكي كان عن الهوة الطبقية بين الغني والفقير ، وفيلم روكي عن رحلة ملاكم محترف من خلال تصويرها في صورة انسان ، أما في فيلمنا فنحن نبحث عن رحلة الانسان الذي يحب الملاكمة".
ويشير ثابت إلى أنه حاول ، رغم تسمية العمل باسم البطل ، ألا يكون فيلمه محورياً حول ذلك الفرد ، وتابع : "عبده مدخل لبقية الأفراد ، ويساعدهم مثلما يساعدونه ، فلكل شخصية مشكلتها وخلفيتها وعالمها الخاص ، وكلهم يتأثرون ببعضهم ، عرضنا عالم الصحفية المرفهة وبائع الطعمية الشعبي والدكتور مدرب الملاكمة والبلطجي ، دون إقحام شخصية على حساب غيرها".
ولعل هذا ما جعل المشاركين في الفيلم معتزين بأدوارهم ، ومنهم شاندو الذي قال للموقع : "لا تتصوروا كم فرحتي بالمشاركة في هذا العمل ، عندما عرض علي المنتج فريد عبد الرحمن العمل سعدت جداً ، وما كان ليفرق إذا كنت أشارك بالتمثيل أو أغني فقط ، لكني أحببت الشخصية وأحببت تقديمي للجمهور معها".
ويجسد المغني الأسمر شخصية مطرب الأفراح خميس الذي يحاول الوصول إلى الشهرة المحدودة مع فتاته التي تجسد شخصيتها مها أحمد ، والتي وصفتها الممثلة الشابة بقولها : "شخصية حبوبة ، فهي ابنة شارع محمد علي ، ولأنها لا يمكن أن تصبح راقصة محترفة ، فإنها تتجه للمتاجرة في الآلات الموسيقية وتنظيم الأفراح ، وهي بنت شريفة وشهمة ك