هيفاء وهبي من الفنانات اللاتي لا تمتلكن أدوات تمثيلية كثيرة تمكنها من التلون بشكل كبير، لذلك كان تحديا ضخما لها أن تظهر في الموسم الرمضاني بمسلسلين تجسد فيهما ثلاث شخصيات، بل وتحول محوري في إحدى هذه الشخصيات.
جسدت هيفاء في مسلسلها "مريم" شخصيتين مختلفتين إلى حد كبير وهما شخصية "مريم" وأختها "ملك"، بينما جسدت شخصية "نوسة" في مسلسل "مولد وصاحبه غايب"، والتحول الذي حدث بشخصيتها في نهايات المسلسل.
وكان لابد للأزياء أن تساعد هيفاء والمشاهد أيضا على الفصل بين هذه الشخصيات، ويبدو أنها نجحت إلى جانب الإكسسورات وتسريحات الشعر في أداء هذه المهمة.
ففي مسلسل "مولد وصاحبه غايب" وفقت هيفاء في اختيار أزياء تشبه كثيرا ما ترتديه هذه الطبقة من الفنانات، فهي دائما أزياء صاخبة أقرب إلى الطابع البدوي والشعبي، مطعمة باكسسوارات ضخمة، وألوان مبهجة، بينما حرصت على أن يكون شعرها أقرب للغجري سواء في طوله أو لونه الممتزج بالكستنائي أو حتى تمويجته.
وحتى ملابسها المنزلية أثناء هذه المرحلة كانت غاية في الواقعية، سواء الجلابيب القطنية المنقوشة أو الإيشارب.
كما نجحت أيضا في أن تحافظ على هذا المستوى في اختيار أزياء الشخصية الجديدة التي ظهرت في نهاية المسلسل "ملك" وهي "نوسة" بعدما أصبحت غنية، فقد اتسمت اختياراتها بالصخب أيضا وتصميمات مبالغ بها في بعض الأحيان بالرغم من رقيها، وهي اختيارات تتناسب مع شخصية انتقلت بشكل مفاجيء من مستوى إلى مستوى مغاير تماما.
ولكن كل هذا لا يمنع أنها وقعت في خطأ لا يغتفر، وهو ظهور وشميها في أكثر من مرة، وهما وشمان لا يناسبان تماما الشخصية، خاصة وهي في مرحلة الرقص في المولد، فبالرغم من أنه من المعروف أن الغجريات والراقصات الشعبيات يستعملون الوشم في بعض الأحيان، إلا أنهن يختارن الوشم من رسومات معروفة وتقليدية تشتهر في صعيد مصر، فيما أن وشم هيفاء واضح تماما أنه ليس من هذا النوع.
في مسلسل مريم كان التحدي أصعب، فقد نجح منسق الأزياء في أن يجعل المشاهد يستطيع التفرقة بين أختين توأم بمجرد ظهورهما بفضل الملابس، التي تعكس الشخصية، فـ"مريم" كان ذوقها أكثر طفولية وأقرب إلى المراهقة التي كانت تعيشها، حتى شعرها الطويل يجعلها تبدو أصغر سنا حتى ولو كانت في نفس عمر "ملك"، فهي تشعر وكأنها الأصغر.
أما ملك فكانت أزياؤها تناسب شخصية سيدة عملية تدير وكالة إعلانية وتفكر بالأرقام، وبالرغم من ذلك احتفظت بفتنتها، كما أن شعرها القصير كان يعكس مزيد من العملية.
وكالعادة مثل الوشم عبئا فرض على المخرج ألا يظهره إلا في شخصية "ملك"، وحرص ألا يظهر في شخصية "مريم" كي لا يشتت المشاهد.
بالرغم من المجهود الواضح الذي بذلته هيفاء وهبي خاصة في مسلسل "مريم"، إلا أن العبيء الأكبر وقع على منسق الأزياء خاصة وأن تجارب هيفاء في التمثيل لا تتعدى أصابع اليد.