في بداية الثمانينيات، أي منذ نحو ثلاثين عاماً ظهر فطوطة بصحبة سمير غانم في فوازير حملت عناوين متعددة في مواسم متتالية مثل: فوازير الأفلام، وفوازير المشاهير وغيرها، وظلت تتوالى حتى قرب نهاية عقد الثمانينيات بنفس الشخصية ونفس سماتها، والتي صنعها فهمي عبد الحميد بحيلها وابتكاراتها، ويمكن أن ننسب هذه المرحلة من نجاح فطوطة إليه.
كان هذا هو الوجه الأول الذي عرفنا فيه شكل فطوطة بجسمه الهزيل وملامح وجهه التي لا تناسب جسمه، بشاربه، وشعره الكثيف، وملابسه الخضراء الفضفاضة، وحذائه الأصفر الواسع وصوته الحاد الرشيق المميز الطفولي.
اختفى فطوطة، وعاود الظهور بين الحين والآخر في حلقات مسجلة يذيعها التليفزيون، ثم بظهور YouTube عاد بحلقاته القديمة التي أحيت الحنين في نفوس محبي فطوطة، لكنه كان لا يزال فطوطة القديم الذي عرفه الناس.
الظهور الثاني
وبعد نحو ربع قرن عاد فطوطة من جديد، وكان هذا هو الظهور الثاني له، لكن كانت هناك مشكلة تعوق عودته بهيئته الآدمية، لأن الشخصية الحقيقية التي تؤديه كبرت في السن وهذه سنة الحياة، فعاد متخفيا في صورة شخصية كارتونية تحايلاً على ظهور سمير غانم بنفسه الذي قد لا يحقق المطلوب من شخصية فطوطة ذو الحركة الرشيقة والملامح الشكلية التي تظهره صغيرا، فاستعان سمير غانم بالكارتون معتمدا على نفس النبرة الصوتية التي تعدّل لتوافق بصمة صوت فطوطة مع تغييرات بسيطة، وعرضت في رمضان 2010 مستعيدا ذكرياته مع جدته مظبوطة في فوازير باسم "فطوطة وتيتة مظبوطة" وظهر مع فطوطة سمير غانم في هيئة كارتونية تبديه أكثر شبابا.
الظهور الثالث
الظهور الثالث لفطوطة بعدها بثلاث سنوات، أي في عام 2013، في مشهدين سريعين في إعلان لبيسبسي وشيبسي، المشهد الأول من ظهره، والثاني من كاميرا علوية يبدو فيها بهيئته الآدمية.
ظهر بالطبع السن على وجه فطوطة لأنه كبر ثلاثين عاما عن فطوطة الثمانينيات، أما صوته فالمؤثرات الصوتية أعادته لنا كما هو تقريبا، لكننا قبلناه في إطلالته السريعة لأنه عاد بعد غياب بهيئته الحقيقية.
وظهر فطوطة في أكثر من موسم لهذا الإعلان آخرهم هذا العام لكنه عاد بصورته القديمة المنقولة من إعلانات الثمانينيات ليؤكد الإعلان أن فطوطة القديم هو الذي تحمله الذاكرة وهو الأكثر قبولا، دون أية محاولات جديدة لاستنساخه أو إظهار علامات السن عليه أو استغلاله -كشخصية محبوبة و ناجحة- حتى يستنزف عن آخره.
الظهور الرابع
الظهور الرابع تم عبر الإذاعة، في رمضان هذا العام، في مسلسل إذاعي على راديو 90-90، والسبب في ظهوره إذاعيا كصوت فقط هو نفس دافع ظهوره في صورة كارتونية منذ عدة سنوات، ولأن فطوطة لم يعد من المنطقي أن يظهر بصورته الحقيقية كما هو بهيئته التي عرفناه بها قديما.
ولأننا لا زلنا موقنين أن فطوطة بملمحه الطفولي الآدمي توقف عند فطوطة الثمانينيات، فإن عودته في رمضان هذا العام جاءت بصوته فقط والذي بدا عليه الاختلاف بسبب تقدم الزمن، رغم تطور المؤثرات الصوتية التي تحضر نفس نبرة فطوطة باستخدام صوت سمير غانم، كما تأكد لنا أن شكل فطوطه القديم انحسر نجاحه بانتهاء زمن فهمي عبد الحميد الذي أظهر لنا الشخصية في عزها ورونقها وخفة ظلها وقدرتها على الإدهاش والإمتاع حتى أصبح ماركة مسجلة لم يعد تكرارها مجديا في أقنعة مستحدثة لفطوطة مهما تعددت محاولات استنساخه من جديد.