كثير لا يعرف اسمه، واحد من الذين تسقط أسماؤهم من ذاكرة المشاهدين لكن ملامحه معروفة، صوته أيضًا معروف والأكثر شهرة هم أصابعه "التلاتة"، شعبان حسين الكوميديان الملتزم رجل عاش أكثر من ثلثي عمره فنانا حتى تأتي الذكرى الثانية لوفاته فلا يتذكره أحد إلا الصفحة الرسمية للفنان محمد صبحي التي نشرت صورتين تجمعهما معًا لتذكر الناس أن اليوم 22 مايو ذكرى وفاة شعبان حسين.
الناس يتذكرون الشخصيات التي يحبونها حتى ولو كانوا لا يذكرون بالضبط اسم الممثل الذي يؤديها، شخصية "ثروت" الثري المبذر في ملحمة "يوميات ونيس"، لا شك علقت بأذهان كل محبي الدراما التليفزيونية، مواقفه الكوميدية، صوته المرتفع، حماسه الدائم وهداياه الغريبة، نجاح الشخصية جعل اللزمة الخاصة بها "تلاتة"، جزء من لغة المصريين و"قفشة" من قفشاتهم الكوميدية، تخيل أن هذا الشخص الذي لو مر اسمه عليك لن تتذكره، تسبب في تكوين جزء أصيل من قاموسك اللغوي، هكذا الفن يعطي من يشاء الشهرة والانتشار ويخسف الأرض بمن يشاء مهما كان موهوبا مخلصا.
ولد الفنان الكبير في الرابع والعشرين من نوفمبر 1940 في مدينة بنها بمحافظة القليوبية، وحصل على بكالريوس الزراعة ثم الفنون المسرحية، وعمل بمسرح الدولة منتصف الستينات إلا أنه لم يحظ بالشهرة الكافية ولم يصبح وجهه معروفًا إلا بعد عمله بفرقة الفنان محمد صبحي وتقديم أعمال حظت بنجاح جماهيري كبير كمسرحيات: "تخاريف، لعبة الست، وجهة نظر، سكة السلامة"، ومسلسلات: "سنبل بعد المليون، يوميات ونيس".
طوال مسيرته الفنية التي قاربت 50 عامًا، قدم الفنان شعبان حسين 111 عملًا فنيًا، اختلفت ما بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات، ظهر في أعمال فنية ناجحة بعيدًا حتى عن فرقة محمد صبحي الذي شهدت ذروة نجاحه فقدم أفلام "الثأر، الطائرة المفقودة، إعدام ميت، العميل رقم 13، ناصر 56، جواز بقرار جمهوري، الرجل الغامض بسلامته، دماء على الأسفلت، سواق الأتوبيس".
اللافت للنظر أن الفنان الكبير الذي توفي متأثرًا بأزمة قلبية حادة في منزله ببنها عام 2013، قدم 18 عملًا فنيًا في آخر ثلاث سنوات في حياته فقط، أهمهم "مسلسل شربات لوز، والخواجة عبد القادر، وشيخ العرب همام، وبيت الباشا، وفيلم كف القمر".