يعتبر ألبوم "ليا نظرة" هو الأفضل في تاريخه، لأن تامر عاشور عرفه الوسط الفني كملحن له العديد من الألحان مع كبار النجوم مثل أصالة ومحمد فؤاد، إلا أنه عندما قرر أن يصبح مغني فقد تعامل مع مشروع المغني كمشروع منفصل عن الملحن، بعد أن قدم أعمال بصوته من ألحان غيره من الملحنين وهو أمر لا يقدر عليه الكثيرون.
"ناسي شكلها" لتامر عاشور
كلمات: محمد عاطف، ألحان: تامر عاشور، توزيع: طارق عبد الجابر، وتريات: سعيد كمال، مهندس صوت: هاني محروس
نبدأ بكلمات محمد عاطف الذي يعتمد في كل أعماله على موضوع جديد وليس غرضه الاستسهال أو "النحت" كما يفعل العديد من الشعراء، وكان موضوعه هذه المرة عن حبيبة قديمة تريد العودة من جديد، وهو ما أجاد بشدة في التعبير عنه، وكالمعتاد قدم الملحن تامر عاشور لحن سلس معبر عن الكلمات يبدأ بدخول يحمل نفس الحيرة التي تحملها الكلمات، ثم الانفعال والرفض.
الكمال في تلك الأغنية يأتي بسبب الثنائي طارق عبد الجابر وسعيد كمال، فلو افترضنا أن صولو الموسيقى الذي بدأت به الأغنية بالكمنجات والجيتار يمثل الكلام الذي وصل من حبيبته السابقة، فيجب أن نستمع جيداً إلى تأوهات الجيتار الكهربائي التي لن تستخدم مرة أخرى إلا في أخر الأغنية لسبب سنعرفه خلال السطور التالية.
تبدأ الأغنية بالجيتار الأسباني والكمنجات وكأنه صراع بين ما تقوله الحبيبه ورفض تامر العقلاني بحكم أن أصبح في حياته شخص جديد، حوار كامل من الموسيقى يستحق التأمل، يجب أن نستمع جيداً إلى تأوهات الجيتار الكهربائي التي لن تستخدم مرة أخرى إلا في أخر الأغنية لسبب سنعرفه خلال الكلمات القادمة.
البداية بصوت تامر وهو يتعجب من محاولت حبيبته القديمة في الرجوع إليه "ما كنا خلاص أنا هي بعيدعن بعض... لما بينا طال البعد" لينضم إلى صوت تامر أصوات الكورال تتسائل معه "ليه رجعت تاني عايز أعرف رجوعها ده ليه" لتعبر بشدة عن حالة التعجب والحيرة التي يشعر بها، ويتصاعد معها أصوات الكمنجات لتؤكد كلاماً وموسيقى أن رفض العودة هو الغالب.
الأروع هو الإعتماد على أصوات الكورال في الجزء المنفعل من الكلمات واللحن "قوللها بحب غيرها" ليرد تامر بصوت منفرد أكثر هدوءً أو حنيناً "وجودها لوحده عيب لازم تغيب"، "قوللها ده كل شيء قسمة ونصيب".
تستمر الأغنية في الكوبليه الثاني معتمدة على نفس الأسلوب، تستمر الكمنجات في عزف جنوني عبر بشدة عن حيرة تامر من عودة حبيبته القديمة في وجود حبيبته الجديدة، إلا أن استخدام الجيتار "مردات" بعد "من إمتى بقت بتحس" عبر بشدة عن ألم الحبيبة القديمة ومحاولتها في الإعتذار عما فعلته، ثم استخدام الجيتار الكهربائي "مردات" بعد "إداها حب في يوم" لتعبر عن حب تامر الذي مازال يشعر به، ثم الجيتار مرة أخرى بعد "بتفكر في نفسها بس" لتعبر من جديد عن ندم الحبيبة.
الآن يعود الجيتار الكهربائي للعزف مرة أخرى في الدقيقة 3:17، كما افترضنا الكمنجات والجيتار في البداية هي صوت حبيبته التي تريد العودة، سنفترض أيضاً أن الجيتار الكهربائي ذكرياته مع حبيبته القديمة، لتتسلم الكمنجات الراية من الجيتار الكهربائي وتعزف في نفس الإتجاه الذي يشعر بالحنين، وكأن كل ذلك مزيج بين الذكريات ورغبة الحبيبة في العودة، لكن تلك المرة يأتي صوت تامر منفرداً دون الكورال ويغني لأول مرة وحيداً بهدوء تلك المرة "قوللها بحب غيرها" وكأن هذا هو قراره بأن لا مجال للعودة، إلا أن طارق عبد الجابر قد أسكت الموسيقى بالكامل ووضع مؤثر صوتي على صوت تامر وهو يقولها وكأنه يريد أن يقول أن هذا القرار ليس نهائي أو لا يعبر بالضرورة عنما يشعر به.
فربما يكون قرار عقلاني ليس أكثر، خاصة وأن في الخلفية تعزف الكمنجات بالتبادل مع الجيتار الكهربائي بحزن وكأنها تمثل رغبته في العودة رغم استحالتها، وبالرغم من تصدر جملة "قوللها بحب غيرها ومستحيل أرجعلها" للمشهد، إلا أن أن صوت تامر يأتي في الخلفية قائلاً بألم "أرجعلها" وكأنه ينفي كل ما قاله.
وتنتهي الأغنية بالكمنجات المنفعلة ويصحبها أهات تامر الحزينة، لتعبر الأغنية ككل بامتياز عن حالة الكلمات.
إذا استمعت مرة أخرى للأغنية حاول أن تتجاهل كل الأصوات التي تسمعها، وصب تركيزك كله على الكمنجات، سعيد كمال بطل تلك الأغنية بلا منازع، كما أن الباص جيتار ورغم ضعف صوته، إلا أنه عبر بوضوح في بداية الأغنية عن قبضة القلب التي أصابت تامر عندما علم برغبة حبيبته في العودة، واستمر الباص جيتار بطول الأغنية يعزف في نفس الاتجاه المعبر عن قبضة القلب، لكن للأسف في وسط تلك الملحمة الموسيقية قد لا تستمعه جيداً.
بسبب أن اسماء العازفين كتبت مجتمعة في غلاف هذا الألبوم، فلم استطع معرفة اسماء المشاركين في عزف تلك الأغنية، لذلك فإن كتابة جميع الاسماء أفضل من عدم ذكرها بالمرة.
جيتار: عمرو طنطاوي، مصطفى أصلان، أحمد روكيت، شريف فهمي
كمان: محمود سرور، محمد مدحت
باص جيتار: أحمد رجب
ناقشني عبر تويتر
Tweet to @mo7iahmed