دافع الفنان خالد الصاوي عن مجال الفن والفنانين، وذلك بسبب الهجوم المستمر عليهم خاصة بعد وفاتهم، ودعوات البعض عليهم دون أي سبب سوى أنهم فنانين.
وكتب خالد الصاوي مقال بعنوان "بص يا محترم"، ونشره من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي Facebook.
وتابع: "أقولك.. هو أنت عندك لامؤاخذة في ميادين الهندسة والطب والتسليح والزراعة والاستصلاح الخ كم قامة توازي أم كلثوم وعبد الحليم وفاتن حمامة اللي الفن المصري بيولد أمثالهم كل جيل؟ كم عالم فيزيائي أو فضائي أو نووي أو حتى ترزي على مستوى ينافس بلاد برة؟".
"ولو أنت الفن مضايقك لدرجة أنك بتستحل تحقير فيفي عبده ومي كساب وأوكا وأورتيجا مثلا خليني أفكرك أن شعوب كتير ماتعرفش عنك إلا الأهرام وأبوسمبل زمان، والفن المصري من سلامة حجازي لشحتة كاريكا وفيلو، أما إبداعاتك في البحث العلمي والتقنيات الأحدث فلا زالت لا مؤاخذة سرية بلاش نقول خايبة وفكسانة".
"ولو جنابك مركز في انتقاد السبكية دايما ودول إسفاف وكذا، فخليني أفهمك -مش أفكرك- أن السبكية والعدلية والمرحوم محمد حسن رمزي وغيرهم من المنتجين والموزعين دوروا عجلة الإنتاج بجد وفتحوا بيوت ناس كتير بينما كنت أنت وحكوماتك المتتالية وكافة الهتيفة والارزقية ماركة ضجيج إعلامي بلا طحن مجتمعي!، وده تم حتى في عز الانفلات الأمني والتخبط السياسي والاقتصادي والتشليح العام لطايفة محترفي الفعل الحنجوري".
"واوعى سيادتك تاخدك الجلالة وتشوح بالكرافتات اللي مالية البنوك والشركات، دي كلها فلوس رايحة للخواجة وهو اللي محدد الحسنة اللي رايحة للمدير والموظف وبتاع الأمن اللي شايل طبنجة لا متدرب عليها ولا فيها رصاص، في الوقت اللي الفن المصري بيعمل منتج مصري حتى لو تقليد وكواليتي تعبان، وورينا نيافتك الكواليتي الألماظ في صناعات وابتكارات القطاع العام والخاص والبزرميط، والقطاع ده بيجيب فلوس لمصر مش بيهرب منها فلوس الناس الغلابة اللي عظمتك وقفت تصقف للقرارات السيادية اللي لامؤاخذة فشخت الغلبان على حجر برلمانات وقوانين وأحكام وفرمانات كلها مختومة في مصر لكن الله أعلم بلد المنشأ فين –أمريكا بريطانيا فرنسا اليابان الصين الخ- وده بيتم من كام سنة؟ خمسين؟ مية؟ اسأل بابا وجدو هم عملاء قدام مأصلين في الخساسة".
"الفن المصري معاليك مستهيفه لدرجة أن أي هايف بيسبه ويسب رواده وكباره حتى في شادر العزاء!، مع أن الفن المصري حتى في أردأ إنتاجه على مدار مية وعشرين سنة –مثلا- من وقت الاحتلال البريطاني وهو بيقاوح ضد الاستعمار والطبقية والتبعية وبيكافح لوحده تقريبا ضد القصر والسفارة والرقابة اللي بتمنع فيلم بعد ما أجازته لما شوية صيع صوتهم عالي ولغتهم وسخة برطعوا عالفيسبوك وتويتر فأرهبوها –ياختي سمالله- بينما مؤسسات الدولة في أغلبها مبنية على حجر المندوب السامي البريطاني واللي حيقاوح حدب صوابعي في عينيه ونلمها لحد كده بدل ما نفرد الدفاتر ونشاور عالبياعين والاندال والعملاء مش بس كأفراد -لا كلا البتة- بل مؤسسات لها مخصصات وبلاعات انفاق بند هدرررر.. وكل بك أو باشا فيها ينمو في تناسب طردي مع افقار العامل والفلاح أولا ثم تجريف الصناعة والزراعة والثقافة المصرية، وهو المطلوب إثباته وشكرا للمطبخ السياسي-الاقتصادي العتيق اللي هو فرع من البنك الدولي وصندوق النقد بس على نتن".
"فضلك ايه يا حيلتها يدافع عن شخصيتك الوطنية؟ فضلك شوية بهاليل –احنا- اسمهم الفنانين، بس لأنك متسلط على نفسك فبدل ما تهف اللي يكسر في أم كلثوم وفاتن حمامة جوز اقلام يعدلوا المايلة، يقوم ناقح عليك عرق العبودية وتمشي دلدول وراء مشايخ السبوبة أو مثقفي السبوبة أو إعلاميي السبوبة أو عباد السبوبة والسلام".
"حتقاوح وتقول لي وهو الفن مش سبوبة؟ حقولك أخي الكريم بالنظر الى حالتنا المزرية بالمقارنة بأربع دول مثلا فتحت مشاريعها معانا وجابتها من تحت –واحنا قعدنا تحت- وكنا في وقت مش بعيد قوي –خمسينات وستينات- رأس برأس.. خد عندك الصين-الهند وباكستان .. لا وخد دي بس اصلب طولك.. إسرائيل.. بالنظر إلى أن الناس دول ودول نطوا بالعلم والتكنولوجي والتصنيع قفزات كبرى بينما أنت لا مؤاخذة يا بتحجل بلا هدف يا أيها الشبه-أفندي يا منبطح لحد ما تفرج".
"الفن المصري يا محترم –رغم كل عيوبه- إلا أنه قطاع وطني منتج وداير وسفير لبلدك ، ورواد الفن المصري بيدروسهم ويتذوقوهم الفاهمين في بلاد برة".
"ولو ماتعرفش روح اسأل عن مقدار وتقدير القاصي والداني لما فعله الفنانون العظماء مثل سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن هانم -لا دي هانم بجد يا روح خالتك وواخداها من الأمة وعبر رحلة كفاح من سن 9 مش هانم عشان الباشا كتب عليها ولا عشان الاكسلانس والوالد بمبتين في شوال، أنت اللي زيك لو مانتحرش ولا هاجر ولا قضاها ترامادول أحمر -ماركة ياكش تولع- فعلى الأقل على الأقل على الأقل يتنيل يخرس!".
"شوية فاشلين، خونة للثقافة الوطنية، عملا بقصد أو بدونه، مهمشين أنفسهم وبلدهم وعيالهم، خصوا أنفسهم بلعق نعال الغرب والشرق وكل رأس مال وكل بيروقراطية وكل فكر وافد وكل أبداع وارد، وجايين بقى يكملوا خرابها وخرابهم بالقدح في سيدة عظيمة نفخر بها جميعا، إلا قلة من نفوس خربة وجماجم خاوية وذمم أساتك، وكله بالأساتك يا بتوع الأخضر يا حوش يا جرب على جلد الثقافة الوطنية".