خاص محمد حماقي كما لم تعرفه من قبل (الحلقة الثالثة)

محيي الدين أحمد |

محمد حماقي

الجمعة , 7 نوفمبر 2014 - 01:11 | اخر تحديث: الجمعة , 7 نوفمبر 2014 - 21:11

الآن تبدأ، ثواني تفصلك عن "طمنوني عنيك"، مرت تلك الثواني وبداخلك أسئلة لا تنتهي، رامي جمال وتوما معا هل يعبران بحماقي أم يقع الجميع؟! هل كان من الضروري الابتعاد عن مدكور الآن؟! لماذا لم يصبر سنة أخرى؟

دام... دام دا ترا را دام.....دخول قوي جديد (مرعب) الكمانجات تلعب بقوة تحمل في نغماتها تحدي غريب، ترفع صوت الموسيقى لتسمع تفاصيل ما يحدث في الخلفية، قدمك تهتز مع خبطات الإيقاع، الموسيقى تتصاعد، تبتلع ريقك بصعوبة، ليدخل حماقي بصوت هادئ، ثم يحلق بـ "وأنت عنيك في عنيا"، أغنية جيدة تستحق أن تكون افتتاحية الألبوم.. هكذا تفكر، لتأتي المفاجأة بصولو جيتار كهربائي وفي خلفيته أصوات تنادي على حماقي لتبتسم أنت بشغف شديد مرددا "حلوة يا توما"، لم تكن إلا افتتاحية، أغنية بها جمهور ينادي على حماقي... لقد كانت النبوءة، ثم أتي كل شيء بعد ذلك.

طالع أيضا:
محمد حماقي كما لم تعرفه من قبل (الحلقة الأولى)
محمد حماقي كما لم تعرفه من قبل (الحلقة الثانية)

"أحلى حاجة فيكي" في كل مكان، تسمعها في الكافيهات، احتلت المصيف ومحلات الكاسيت، أصبحت تميز نغماتها في السيارات التي تسير حولك، ستسامح عمرو مصطفى إذا نسب النجاح لنفسه، من حق صانع هذا اللحن أن يشعر بالغرور، "تعالي أقولك أحلى حاجة فيكي إيه" أحدهم يقول لك "أنا شايفه بيشاور بايده وبيقولها تعالي"، أيمن بهجت قمر صاروخ لا يستطع أحد إيقافه السهل الممتنع كما ينبغي أن يكون، يبدو أنه سيصبح صيف "أحلى حاجة فيكي" الصيف الذي حمل لقب "نور العين" و"عودوني" و" أكتر واحد بيحبك" أصبح اسمه صيف "أحلى حاجة فيكي".

حماقي "بيجيب رجلك" بأول ثلاث أغاني من الصعب أن يختلف عليها أحد، ترتيب أغاني هذا الألبوم أحد أهم أسباب نجاحه، "وقت قريب" كانت قاعدة مثلث الافتتاح ومن بعدها يقدم لك حماقي أفكاره الخاصة بطريقته الخاصة.

لابد أنك احتجت أن تغير وضعية جلوسك استعداد لما هو قادم، شعرت بأن "ليه يا حبيبي" تذكرك بشيء قديم، ذكرى بعيدة، أمنية لم تتحقق، يبدو أن حماقي يستخدم ألبومه الثاني لإرسال مشاعر قديمة بداخله، "كان مكتوب يا حبيبي عليا أول ما تيجي عنيك في عنيا تبقى حبيبي وكل ماليا وتكون سنيني الجاية معاك" أمير طعيمة هو الأخر يقف بجانب حماقي، يمكنك الاستماع إلى أخر 10 ثواني في الأغنية لتتذكر تحديدا شعورك وقت سماعها لأول مرة.

"ليه يا حبيبي" كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمال وتوزيع توما

ثم تأتي "واحدة واحدة" التي كانت أغنية لفيلم "جعلتني مجرماً" لصديقه أحمد حلمي وهي من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيي وتوزيع توما.

ليرد له أحمد حلمي الجميل في فيلم "مطب صناعي" عندما اقتحم وكر مدمني المخدرات وقال لمعاونه من شركة الحراسة "ستجد علبة سجائري بجانب شريط حماقي".

ثم أغنية "رسالة" وكان لك كل الحق أن تبتسم وأنت تسمعها وقتها، لقد كان رأيك صحيح، حماقي لا يصنع شيء بالصدفة، كلمة رسالة لم تأت في سياق الأغنية بل كانت مجرد عنوان، هل كان حماقي يفكر في الرحيل عنه؟! هل مازال الحنين يسيطر عليه؟!

الآن تخرج الشريط لتبدأ الوجه الثاني، تلمع عينيك عندما تري "خلص الكلام" مكتوبة بالخط الأحمر صاحب ذكريات طفولتك، "بقيت عادة" ثم "خلص الكلام"، عنوان الألبوم يأتي كأغنية عادية في الوجه الثاني من بعدها "حالا دلوقتي" بعد أن حولها حميد الشاعري إلى المقسوم المعتاد بعدما كانت أغنية من المفترض أنها حزينة، تحمد الله أن يد حميد لم تطل باقي أغاني الألبوم، ثم "مش كنت تتكلم" و"ياريت"، بالطبع لن يلومك أحد إذا ما جمعت كل تلك الأغاني التي تحمل مشاعر حنين شديد وربطتها ببعضها البعض، لقد تعرفت على حماقي أكثر وتأكدت أنه لا يوجد في حياته ما يسمى صدفة.

ترتيب الألبوم جاء بحيث تأتي الأغاني الصيفية الخفيفة السريعة في الوجه الأول، لتحتفظ بالوجه الثاني حتى يأتي الشتاء، عندها فقط استمعت للألبوم بوجهة نظر مختلفة، أصيبت روحك بكثير من الجراح في ليالي الشتاء الطويلة، رغم شعورك وقتها بأن حماقي يتعافى من ذكرياته.
لقد عبر إذن صديقك حماقي من محطة مدكور بسلام، واستعان بأصدقائه المقربين توما ورامي ومحمد عاطف وأيمن بهجت قمر، واستعان بالمحترف عمرو مصطفى، وكانت النتائج مبهرة، شعرت بالرضا عندما وجدت حماقي يتحدث عن مدكور بمنتهى العقلانية ولا يحاول التعدي عليه، هكذا تظن أخلاق صديقك، وصديقك لم يخيب ظنك.

حماقي يتحدث عن طارق مدكور

لقد أصبحت الآن المقارنة بين حماقي وتامر، لتشعر بالنضج الشديد عندما تحدث حماقي بمنتهى النبل عن أزمة هروب تامر من الجيش، ولم يستغلها للظهور كقديس، لقد أصر أن تبقى المنافسة شريفة ومكانها هو الأستوديو فقط لا غير.

"يا أنا يا أنت" تشعرك بأنها الأغنية السادسة في الوجه الثاني، التي لم تكن موجودة في ألبوم "خلص الكلام" تأتي كأغنية أولى في ألبوم "دلتا هيتس"، يبدو أن "نصيف قزمان" يستخدم رأس الحربة في شركته للترويج لعدة مغنيين صاعدين، ومن بعدها "بحبك كل يوم أكتر" كأغنية دعائية ثم "ميني ألبوم".

ناقشني عبر تويتر
Tweet to @mo7iahmed