"مشاهد قليلة بإفيهات وكوميديا قاتلة تنسيك همومك وتظل في ذاكرتك لسنوات طويلة"، كان هذا هو حال الممثل الراحل يوسف عيد، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صباح الإثنين 22 سبتمبر.
ربما لم يحالف الحظ الفنان الراحل يوسف عيد وتجنبته الشهرة حتى سنواته الأخيرة، فملامحه تختلف كثيرا عن ملامح أبطال السينما، فهو يتمتع ببشرة سمراء وشعر أشعث وجسد نحيل، ولكنه تمكن من تخطي هذه الصعاب رغم انحصاره في أدوار صغيرة.
مشوار يوسف عيد الفني عمره طويل، لكن شهرته لم تكن كذلك، وكان هذا مثار سخرية الممثل وحيد سيف منه في لقطة من مسرحية "شارع محمد علي".
وكان لعيد في هذه المسرحية جزء لا بأس به من الكوميديا التي كانت تنافس نكات المنتصر بالله، ولكن "للشهرة أحكام".
ظل عيد يقدم لسنوات طويلة شخصية "المسطول" كما قدم في "رسالة إلى الوالي" مثلا:
وبرع الراحل للغاية في هذا الدور ولكن فور خروجه من جلده حقق شهرة أكبر، ومنها هذه الشخصيات المرتبطة في الأذهان بالعديد من المواقف:
زكريا الدرديري
قدم فيلم "الناظر" العديد من الشخصيات والفنانين الذين لمع سيطتهم بعد ذلك، وظل "زكريا الدرديري" الوحيد الذي يضحك الجمهور بمشاهده غير مهتم بمعرفة اسمه الحقيقي مكتفيا بوصفه "مدرس فرنساوي على مايجيبوا مدرس فرنساوي".
حمدي كاتا
شخصية تخطت الستين وبجسد نحيل وبعيدة تماما عن الرياضة ولكنه وافق على تدريب فريق "المزاريطة" لكرة القدم الأمريكية!، كان هذا الدور هو الذي أعاد عيد للأضواء من جديد وهو شخصية "حمدي كاتا" في مسلسل "الكبير"، ومن خلاله تمكن من أسر قلوب العديد من المشاهدين.
أستاذ ودكتور عبد ربه
في إسقاط كوميدي على إهمال الأطباء في المستشفيات وغرف العمليات، قدم يوسف عيد شخصية "دكتور عبد ربه" في فيلم "H دبور".
عم هيصه
وهو الرجل الذي ربّى "عصفور" ابن صديقه الراحل، وتحمل النحس الذي يلاحقه ويسبب المشاكل للجميع، ويطوله في كثير من الأحيان، كانت ذلك شخصيته في مسلسل "الرجل العناب".
حانوتي الشباب
مشهدين على الأكثر هما مدة ظهور يوسف عيد في فيلم "جعلتني مجرما"، ولكن يظل دوره عالقا في الأذهان، فهو "حانوتي الشباب" الذي يخيّر الأموات في أماكن دفنهم.
يوسف عيد مطرب الموال
اختتم عيد حياته مقدما فيلم يجمع بين كل مواهبه، التمثيل الكوميدي وغناء المواويل، وهذا في فيلم "الحرب العالمية الثالثة"، حيث قدم العديد من المواويل تحت لواء "بوب مارلي".
يوسف عيد دوما يظهر في أعماله وهو يغني مواويل قصيرة، وكان يتمكن من تقديمها بالمزج بين إضحاك الجمهور وإمتاعهم بأدائه الغنائي.
ولا يمكن أن ننسى موال يوسف عيد الشهير والمضحك إلى حد البكاء من فيلم "التجربة الدنماركية" (2003)، والذي تغزّل فيه بجمال وأنوثة الفتاة الدنماركية المثيرة "أنيتا هنريك جوتنبرج" أو الفنانة اللبنانية نيكول سابا، ولكن كان مصيره علقة ساخنة من أبناء وزير الرياضة والشباب أو الفنان عادل إمام!