على الرغم من أن أدوار الفنان الكبير محمود عبد العزيز في بداياته بأواخر الستينيات وفي السبعينيات كانت تمزج بين التراجيديا والرومانسية، إلا أنه فاجأ الجميع خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات بامتلاكه لموهبة كوميدية خطيرة ينافس بها أقوى نجوم الكوميديا في العالم العربي، بدليل هذه المشاهد الخالدة في ذاكرة المشاهد لـ "الساحر" محمود عبد العزيز في السينما والتليفزيون، والتي يعرضها FilFan.com احتفالا بعيد ميلاده الـ 68.
*الكيف: "أحبك يا ستاموني" (1985)
إذا كنا نرصد أبرز مشاهد محمود عبد العزيز الكوميدية، فلابد أن يلمع في ذهننا كبداية "رائعة" السيناريست محمود أبو زيد والمخرج علي عبد الخالق، والحافلة بكم هائل من "الإفيهات" والمشاهد الطريفة لعبد العزيز، ومن أشهرها ذلك الذي جمعه بالفنان فؤاد خليل أو الشاعر الغنائي "الريس ستاموني"، الذي نراه وهو يعرض أغنية "تعالى تاني" عليه كي يضمها إلى ألبومه الغنائي الأول، لتنال إعجاب محمود عبد العزيز أو موزع المخدرات "مزاجنجي" في المقابل، والموهوم بامتلاكه لصوت جميل يؤهله بأن ينافس به أعتى المطربين!
*الشقة من حق الزوجة: كيف تعامل حماتك؟ (1985)
عرض محمود عبد العزيز إحدى الطرق لمعاملة حماتك، ولكنها سوف تتسبب في الغالب في مقاطعة زوجتك لك إلى الأبد! ويبدأ المشهد بقيام عبد العزيز لحماته بغسل ملابسه في منتصف الليل لإزعاج حماته المقيمة في منزله بالغصب (نعيمة الصغير)، والتي كانت سببا في إفساد علاقته مع زوجته (معالي زايد)، وعندما تسخر حماته من مظهره وهو بملابسه الداخلية يقوم في المقابل بإلقاء "الغسيل" على رأسها، في واحد من أطرف المشاهد في السينما المصرية.
*جري الوحوش: "القرد لسه بيتنطط؟" (1987)
التعاون الثالث والأخير بين محمود عبد العزيز والسيناريست محمود عبد العزيز والمخرج علي عبد الخالق، من بعد "الكيف" (1985) و"العار" (1982)، والذي يجسد عبد العزيز في أحداثه دور المنجد الفقير "عبد القوي" المفعم بالرجولة، والذي يقبل بأن يتم استئصال جزء من أسفل قفاه وزرعه في صاحب محل مجوهرات ثري (نور الشريف) كي يتمكن من الإنجاب مقابل حصوله على مبلغ مغري من المال. ولكن تأتي الجراحة بنتائج سلبية على "عبد القوي" تتسبب في عجز جنسي له، وتصيبه بجنون يدفعه لسؤال الطبيب الذي أجرى الجراحة له (حسين فهمي) بشكل مستمر إن كان قرد المختبر الذي أجرى الطبيب له نفس الجراحة مازال بحالة جيدة أم أصيب بانتكاسة.
*البشاير: "الفلاح الفصيح" (1987)
اشتهر الفلاح "أبو المعاطي شمروخ" بطيبته وبشهامته وبحذاقته على طول الخط، ولكن عندما يسافر إلى الإسكندرية للقاء الممثلة "مديحة كامل" كي يفصح لها عن حبه ويعرض الزواج منها، ويصبح مضطرا لدفع مبلغ (186 جنيه) مقابل شاي تناوله في الفندق المقيم فيه في "عروس البحر الأبيض"، يحدث "شمروخ" شجارا عنيفا وطريفا في الوقت ذاته مع العاملين بالفندق، ويطالب بتقديم شكوى لمحافظ الإسكندرية جراء ما حدث له من نصب وسرقة من وجهة نظره!
*الدنيا على جناح يمامة: "بلحة" (1989)
بخلاف مشاهد شجاره الطريفة مع زوجته (سناء يونس)، إلا أنه يظل مشهد القبض على محمود عبد العزيز أو سائق التاكسي "رضا" بداخل مستشفى الأمراض العقلية، بعد اشتباه الممرضين بأنه أحد المرضى الفارين من المستشفى ويدعى "بلحة" من أطرف مشاهد فيلم المخرج الراحل الكبير عاطف الطيب.
*الكيت كات: قيادة "الماكينة" (1991)
طالما حلم محمود عبد العزيز أو الشيخ الكفيف "حسني" منذ صغره أن يقود دراجة نارية أو "الماكينة" كما أحب أن يطلق عليه، ليحقق هذا بالفعل في "رائعة" المخرج داوود عبد السيد، باستقلاله للدراجة النارية المملوكة للجواهرجي "سليمان". ولكن يحدث "حسني" فوضى عارمة في الحارة فور استقلاله لـ "الماكينة"، ولا تنتهي إلا بعد اصطدامه بمجموعة من أقفاص الدجاج.
*أبو كرتونة: "الله يا ماما!" (1991)
لا نستطيع أن نسقط من قائمتنا لأطرف مشاهد "الساحر" محمود عبد العزيز ذلك المشهد الهزلي للعامل محدود التعليم بشركة مرقة الدجاج "أبو كرتونة"، في حفل زفافه على سكرتيرة رئيس الشركة، والذي تم تزويجه بها بغرض توريطه في قضايا فساد. وتألق عبد العزيز في هذا المشهد، سواء بأدائه التلقائي والذي عكس بساطة الشخصية التي يلعبها، أو بمشهد هجوم "أبو كرتونة" وأقاربه على بوفيه حفل الزفاف بصورة سريعة.
*سوق المتعة: "الهاشا باشا تاكا" (2000)
لم ينل فيلم "سوق المتعة" نجاحا جماهيريا وقت عرضه في السينمات، بسبب رسالته العميقة، ولكن بعد أن عرض في التليفزيون أكثر من مرة، حاز على استحسان المشاهدين، والذي يلعب محمود عبد العزيز في أحداثه دور أحد الأشخاص الذي يخرج من السجن بعد أن قضى عقوبة 25 سنة بداخله ظلما، وهي الفترة التي فقد خلالها آدميته، لدرجة أنه أصبح مفتقدا لأجواء السجن وممارسات المساجين المتطرفة معه. وفي هذا المشهد يستأجر محمود عبد العزيز أحد الأماكن ويحولها إلى السجن، كما يتفق مع عدد من زملائه في السجن كي يعيش معهم أجواء السجن من جديد، على الرغم من خروجه منه، وأصبح من الأثرياء.
*إبراهيم الأبيض: "الإنسان دعيييف" (2009)
أصبحت جملة "الإنسان دعيييف" التي قالها محمو عبد العزيز أو تاجر المخدرات ذو النفوذ "عبد الملك زرزور" في فيلم "إبراهيم الأبيض" رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال انتخابات الرئاسة لسنة 2014، ولكن بعد أن تم تحريفها إلى "الإقبال دعيييف"، في إشارة من محرفها إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات ضعيفة. وتعتبر هذه الجملة من أشهر جمل محمود عبد العزيز في الفيلم الذي كان آخر إنتاجات شركة "جودنيوز فور مي"، والتي ذكرها خلال إسدائه نصائح قيمة إلى أحمد السقا قبل أن يعمل لصالحه في توزيع المخدرات.