على الرغم من وفاته منذ 37 سنة، إلا أن ذكرى "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ باقية في وجدان الأجيال المتعاقبة، فهو أحد أبرز رموز الرومانسية، الذي عبر عن أشواق العشاق بكل مصداقية، فضلا عن صوته الذي أشعل حماس الشعوب العربية وقت الثورات والحروب.
ومازال العالم العربي يتعامل مع ذكرى عبد الحليم حافظ في كل عام كاحتفالية خاصة، تتمثل في إذاعة أغانيه في محطات الراديو، أو طرح أعداد تذكارية عنه، أو تقديم البرامج التليفزيونية لحلقات خاصة عنه.
وبهذا المناسبة، نكشف لك عن 13 حقيقة مثيرة لا تعلمها عن "العندليب الأسمر"، والتي عكست مشواره مع النجاح، وصراعه مع مرض البلهارسيا، والذي أودى بحياته في الـ 30 من مارس سنة 1977.
أول أفلام عبد الحليم.. أول فيلم ملون و"سكوب" في السينما المصرية:
تشاء الصدف أن يكون أول أفلام عبد الحليم حافظ "دليلة" إنتاج (1956) هو أول فيلم في تاريخ السينما المصرية يصور بالألوان وبنظام "السينما سكوب"، ولكنه لم يحقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر.
للإسكندرية عشق خاص عند "العندليب الأسمر":
تحمل الإسكندرية عشق خاص في قلب عبد الحليم حافظ؛ حيث صوّر 4 من أفلامه فيها، هي "موعد غرام" مع فاتن حمامة، و"حكاية حب" مع مريم فخر الدين، و"البنات والصيف" مع زيزي البدراوي، و"أبي فوق الشجرة". فضلا عن أن "عروس البحر الأبيض المتوسط" شهدت ميلاد الحب الوحيد في حياة حليم مع الفتاة الأرستقراطية "ديدي"، والتي لم يشاء القدر أن تستمر قصة حبهما بسبب وفاتها بمرض خبيث في المخ.
ملوخية لبنى ونادية "العندليبة الشقراء":
باعتبار أنهما شاركتا في بطولة 3 من أشهر أفلامه وأكثرها نجاحا، وهي "الوسادة الخالية" و"الخطايا" و"أبي فوق الشجرة"، فكانت الفنانتان الكبيرتان لبنى عبد العزيز ونادية لطفي هما الأقرب إلى عبد الحليم حافظ من بين بطلات أفلامه، وتجمعهما به العديد من الذكريات الطريفة؛ حيث تتذكر لبنى عبد العزيز موقفا طريفا مع "العندليب" خلال تصوير فيلم "الوسادة الخالية"، وهو عندما أكد حليم لها أن الملوخية تباع في زجاجات وتتوافر في الصيدليات، ما جعلها تصدقه، وعندما أخبرت والدتها بهذا قالت لها: "جتك خيبة يا هبلة يا عبيطة!".
أما نادية لطفي، فكانت على صداقة وطيدة مع "العندليب"، ودائما ما كان يشاركها أسراره، ويحرص على رؤيتها مهما طالت أسفاره خارج البلاد، وكان يناديها بـ "العندليبة الشقراء".
وصية حليم:
أوصى عبد الحليم حافظ في وصيته أن تظلّ شقته أمام حديقة الأسماك في حي الزمالك بإسمه، وأن تظل مفتوحة لمن يحب أن يزورها من جمهوره أو معجبيه، وأن يسكنها من يشاء من أشقائه مع شحاتة وفردوس أبناء خالته، واللذان كانا يخدمانه من وقت أن انتقلا معه من العجوزة إلى شقته في الزمالك.
حقيقة زواج حليم وسعاد حسني:
مازالت تتضارب الحقائق حول زواج حليم من الفنانة الراحلة سعاد حسني، ولكن وفقا لقصة الإعلامي مفيد فوزي التي نشرها في مجلة "صباح الخير" في فترة الستينيات، أكد زواج حليم من سعاد، واستند في هذا على تسجيل صوتي لسعاد، ولكن نفى مجدي العمروسي صديق عمر عبد الحليم وشريكه في شركة "صوت الفن" هذه الادعاءات من خلال كتابه "أعز الناس" بهذه الأدلة:
- سعاد قالت إن زواجها من حليم كان بعقد عرفي استمر 6 سنوات، ولا يمكن أن يستمر زواج أشهر نجم ونجمة في مصر بسرية تامة لكل هذه الفترة، دون أن يعلم عنه أي أحد.
- أفادت سعاد بأن الزواج جاء عرفياً، وهنا يرد العمروسي على هذا بأن العقد العرفي لابد وأن يكون له شهود يوقعون عليه.
- لم تُطلع سعاد حسني مفيد فوزي على العقد أو صورة منه.
- عندما طلب مفيد فوزي من سعاد حسني ذكر اسم الشهود رفضت ذكر أسمائهم، ولا يُعقل لمن يذكر واقعة زواج عرفي ومعترف بها ومدتها 6 سنوات أن يرفض ذكر أسماء الشهود، إلا إذا لم يكن هناك وجود لهم من الأساس.
حليم و"كوكب الشرق".. علاقة متوترة:
بدأ التوتر في علاقة عبد الحليم حافظ و"كوكب الشرق" أم كلثوم في أحد احتفالات ثورة 23 يوليو 1952، بعد أن تعمدت أن تبقي حليم لآخر الحفل دون مراعاة لظروف مرضه، وهو ما جعل حليم يعلق غاضبا على موقفها فور صعوده على المسرح: "لا أدري إن كان هذا تكريما لي أم مقلب من السيدة أم كلثوم"، لتنهال من بعدها عاصفة من الانتقادات على حليم، ووصلت إلى تهديد مستقبله المهني، حتى قرر حليم أن ينهي خلافه مع أم كلثوم باتصاله هاتفيا بها، وقال لها: "أنا عبد الحليم حافظ أقدر آجي أشرب معاكي فنجان قهوة يا ست الكل؟"، فردت عليه: "أنا مستنياك يا واد"، ولتنتهي بهذا واحد من أشهر الخلافات الفنية.
حليم ولبنان.. عشق خاص:
كان يتمتع عبد الحليم حافظ بشعبية طاغية في كافة البلدان العربية، ومن المحيط إلى الخليج، ولكنه كان يعشق الغناء في لبنان وتحديدا في كل موسم صيف، باعتبار أنها كانت المجال الثاني للحفلات بعد مصر، وكان حليم يتنقل بحفلاته بين بيروت والجبل، وكان يختار أفضل المسارح، مثل مسرح البيسين أو مدرج عالي أو باقي مسارح الجبل.
عبد الحليم عامر:
بعد أن نجح عبد الحليم حافظ بمفرده في نشر النظام في حفل أحياه في تونس بداخل ملعب كرة اتسع لـ 28 ألف متفرج، نادى بعض الموسيقيين التونسيين حليم بـ "عبد الحليم عامر" إسوة بعبد الحكيم عامر وزير الحربية في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
حليم وتقديسه للصورة الفوتوغرافية:
كان عبد الحليم حافظ سابقا لعصره، بإدراكه لأهمية الصورة الفوتوغرافية في توثيق مشواره الفني، ولهذا عقد اتفاقا مع مصوره الخاص الراحل فاروق إبراهيم على التقاط ما يزيد من مليون صورة في جميع المناسبات، والحفلات الغنائية، وأسفاره، والتي لم يتم الكشف عن العديد منها حتى الآن، وكان فاروق يفرج عن البعض منها في كل ذكرى جديدة لـ "العندليب".
أزمة عبد الحليم حافظ وصلاح نظمي:
أثار الخلاف الذي نشب بين عبد الحليم والممثل صلاح نظمي جدلا واسعا في الوسط الفني، بعد أن نعته حليم في أحد لقاءاته الإعلامية كـ "أثقل دم في السينما المصرية"، ما جعل "نظمي" يحرر محضرا ضد عبد الحليم، ولكن تم الصلح بين الطرفين بعد أن اعتذر حليم لصلاح نظمي، وتنازل الأخير بدوره عن المحضر.
دموع حسين كمال في كواليس "أبي فوق الشجرة":
لم يتمالك المخرج حسين كمال نفسه من البكاء خلال تصوير آخر أفلام عبد الحليم حافظ (1969)، عندما رأى جسد "العندليب" ولم يخلو جزء واحدا منه من مشرط الجراحة بسبب العمليات الكثيرة التي خضع لها بسبب معاناته من مرض البلهارسيا، بعد أن طلب حسين كمال منه أن يخلع قميصه لتصوير أحد مشاهد الفيلم وهو بلباس البحر، ولكن استطاع المخرج الكبير أن يصلح الموقف سريعا بالماكياج وزوايا التصوير، والتي لعبت دورا في إخفاء كل جراح حليم.
حليم صديق الملوك والرؤساء:
كان لعبد الحليم حافظ صداقات وطيدة مع العديد من الملوك والرؤساء العرب، مثل العاهل الأردني الملك حسين بن طلال، والذي أوصل حليم بنفسه بسيارته في إحدى المرات حتى سلم الطائرة المتجهة إلى القاهرة، وكذلك الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، الذي أمر في إحدى المرات أن يذهب حليم إلى حفلاته في الجزائر بسيارته الخاصة المصحوبة بموتوسكيلات الحراسة، بسبب الزحام الشديد، وتكالب المعجبين عليه.
مسلسل حليم اليتيم:
ليس لعبد الحليم حافظ سوى إسهاما واحدا في الإذاعة المصرية، هو مسلسل "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، الذي قدمه في فترة السبعينيات، وشاركه بطولته عادل إمام و"الوجه الجديد" آنذاك نجلاء فتحي.