تمر اليوم الذكرى الـ 12 على رحيل النجم الأسمر الكبير أحمد زكي، الذي أمتعنا بالعديد من الأدوار المؤثرة على الشاشة الكبيرة والصغيرة، والتي عبرت عن شرائح المجتمع المختلفة، سواء كان البواب الحذق في "البيه البواب"، أو السائس الشهم في "مستر كاراتيه"، أو الوزير الفاسد في "معالي الوزير"، أو توحده مع شخصيات من واقع الحياة، مثل "عميد الأدب العربي" طه حسين في مسلسل "الأيام"، والرئيس الراحل أنور السادات في "أيام السادات"، وعبد الحليم حافظ في "حليم".
ويتزامن في شهر مارس ذكرى رحيل فنان كبير أيضا هو عبد الحليم حافظ في الـ 30 من مارس، ولو تتبعنا مشوار أحمد زكي وحليم، فسنكتشف أن هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما، والتي تجعل تأدية "زكي" لشخصية عبد الحليم في آخر أفلامه "حليم" أمرا بديهيا، يجعله يصر على تصوير العمل رغم ظروف صراعه مع مرض السرطان، مع ضرورة الإشارة أن دائما ما حلم زكي بتقديم فيلما عن "العندليب الأسمر" خلال مشواره الفني.
أحمد زكي وحليم "بلديات"
يتصادف أن نشأة كلا من أحمد زكي عبد الحليم حافظ في محافظة الشرقية، حيث أن "زكي" ولد في 18 نوفمبر 1949 في مدينة الزقازيق بالشرقية، بينما ولد حليم في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية في محافظة الشرقية.
اليتم جمع بين أحمد زكي وحليم
تفتحت عينا أحمد زكي وحليم على الدنيا وهما يتيمان يفتقدان لحنان الأبوين، حيث أن "زكي" بدأ حياته دون أب بسبب وفاته، ومع أم تركته وتزوجت من رجل آخر، ليلقى الرعاية في منازل الأقارب والعمات ومنزل جده.
ومن أكثر المواقف التي أثرت في أحمد زكي، عندما كان يذهب لزيارة والدته في منزل زوجها، ويجد أنها تهتم بأبنائها أكثر منه، وهو ما ولد بداخله العذاب وجعله يتساءل: "هل الأمومة إنجاب فقط؟".
أما عبد الحليم حافظ فتوفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم "حليم" عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب والأم، ويقيم بعدها في منزل خاله متولي عماشة.
أحمد زكي وحليم.. ناصريان حتى النخاع
اجتمع أحمد زكي وعبد الحليم حافظ على حب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث أن "زكي" دائما ما أكد في أحاديثه الإعلامية النادرة أنه من عشاق "ناصر"، وكان أكبر دليل على هذا براعته في تجسيده لشخصيته في الفيلم الفائق النجاح "ناصر 56" عام 1996، أما عبد الحليم حافظ فكان يعتبر الصوت الرسمي لثورة 23 يوليو 1952، والمعبر عن أفكارها وأهدافها، ما جعل حليم المطرب المفضل لدى عبد الناصر والمقرب منه.
رحلة أحمد زكي وحليم مع الألم والمرض
مر كلا من أحمد زكي وعبد الحليم حافظ بمعاناة مع المرض، والذي كان سببا في رحيلهما المبكر وهما في قمة نجاحهما الفني؛ حيث أن "زكي" أصيب بمرض السرطان اللعين في أواخر حياته نتيجة تدخينه الشره للسجائر، ما جعله يدخل معه في صراع مرير بداخل مستشفى "دار الفؤاد" في مدينة السادس من أكتوبر، وأدى في النهاية إلى رحيله في 28 مارس 2005 عن عمر يناهز 56 عاما فقط.
أما عبد الحليم حافظ، فبدأ صراعه مبكرا مع مرض البلهارسيا منذ أن كان طفلا صغيرا نتيجة سباحته مع الأطفال في ترع الشرقية، وكان أول نزيف يواجه حليم في المعدة بسبب البلهارسيا في سنة 1956، ولأن داء البلهارسيا لم يكن له علاج في تلك الفترة، دخل حليم في صولات وجولات معه تمثلت في إجرائه للعديد من العمليات الجراحية، وكان آخرها عندما تم نقل دم ملوث له حاملا بفيروس سي في مستشفى في لندن، ما تعذر علاجه، خاصة مع وجود تليف في الكبد، ليرحل حليم عن عالمنا في الـ 30 من مارس سنة 1977 عن عمر 48 عاما فقط.
ولا أنسى دموع بعض الفتية والفتيات في دور العرض عند مشاهدتهم لمشهد تأدية أحمد زكي لوفاة عبد الحليم حافظ في المستشفى في أحداث فيلم "حليم"، بعد أن كانت البهجة والسعادة تملأهم في أول أحداث الفيلم؛ لربطهم بين وفاة زكي قبل عرض الفيلم وبين وفاة حليم.
شاهد- أحمد زكي يتحدث عن أوجه التشابه بينه وبين عبد الحليم حافظ
إقرأ أيضا
لهذه الأسباب.. هؤلاء الأقرب لتجسيد السيرة الذاتية لـ "النمر الأسود" أحمد زكي