يلعب فيلم "12 Years a Slave" على ورقة مضمونة تجعل منه منافسا قويا في حفل الأوسكار الذي سيعقد 2 مارس المقبل، فيعتمد الفيلم على قصة العبودية التي تثير عواطف المشاهدين، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي الاستثنائي لأبطال الفيلم خاصة شيواتال إيجوفور، الذي قدم أفضل أداء في تاريخه الفني من خلال هذا الفيلم.
الفيلم يضم قائمة مبهرة من الأبطال على رأسهم شيواتال إيجوفور، مايكل فاسبندر، بيندكت كامبرباتش، وبراد بيت، سارة بولسون، بول جياماتي، لوبيتا نيونجو، وهو من إخراج ستيف ماكوين ومن تأليف جون ريدلي الذي استوحى قصة الفيلم من مذكرات "12 Years a Slave" لـ سليمان نورثاب.
ويجسد شيواتال إيجوفور في الفيلم دور "سليمان نورثاب" النجار بمدينة نيويورك الذي تم خطفه عام 1800 وإجباره للعمل في مزرعة بنيو أورلينز كعبد لمالكها رغم أنه كان رجلا حرا.
ومع هذه التوليفة المضمونة كان لابد أن ينال الفيلم استحسان النقاد في أشهر الصحف والمجلات العالمية، بالإضافة إلى المواقع المتخصصة في نقد الأفلام، وفي السطور التالية نستعرض أشهر أراء النقاد في الفيلم.
ففور طرح الفيلم بدور العرض، نال على تشجيع الجمهور والنقاد له، بسبب موضوعه الإنساني والإخلاص الشديد في اقتباس السيرة الذاتية بشكل صحيح، والأداء التمثيلي الرائع لأبطاله، خاصة شيواتال إيجوفور ومايكل فاسبندر وسارة بولسون ولوبيتا نيونجو، هذا بالإضافة إلى إشادتهم بإخراج ستيف ماكوين.
ونال الفيلم على موقع "Rotten Tomatoes" المتخصص في تقييم الأفلام على تقييم إيجابي وصل إلى 96% ، بمتوسط 9 من كل 10 تقييمات يعجبهم الفيلم، وذلك وفقا لعدد المقالات النقدية التي بلغت 254 مقال.
ولخص الموقع السبب في التقييم الجيد الذي حصل عليه الفيلم في أنه "على الرغم من الأرق الذي تسببه مشاهدة الفيلم، إلا أن قسوة فيلم "12 Years a Slave" غير المترددة في الكشف عن مساوئ العبودية في أمريكا تعتبر عبقرية، كما أنها كانت عنصرا أساسيا".
أما على موقع "CinemaScore" فحصل الفيلم على تقييم "A" وفقا لتقييم زواره للفيلم.
أما فيما يخص رأي النقاد بالصحف العالمية، فنجح الفيلم في خلق حالة من التشجيع العالمي لقضيته الانسانية، حيث شجع الناقد ريتشارد كورليس في مجلة الـ "TIME" الفيلم ومخرجه ستيف ماكوين، قائلا: "فيلم ماكوين قريب في قصته من أفلام السبعينات مثل "Mandingo" و" Goodbye, Uncle Tom" مع الاختلاف أن ماكوين ليس مجرد راوي للتاريخ بل فنان وحشي".
وتابع: "فماكوين لم يكتف فقط بإظهار أن العنصرية غير إنسانية بل إنها غير عملية بشكل جوهري. فمن المعتقد أن النازيين الألمان خسروا الحرب بسبب تضييع مجهوداتهم على قتل اليهود بدلا من استغلال علمائهم في تطوير أسلحة متقدمة تخدمهم في الحرب".
وفسر ريتشارد: "مالك العبيد يضيع الكثير من طاقتهم بتعذيبهم من أجل رياضته السادية".
أما جورج إلوود على موقع " HitFix" فمنح الفيلم تقييم " A- "، كاتبا عنه: "الفيلم دراما قوية مدفوعة باخراج ماكوين الجريء وأفضل أداء لشيواتال إيجوفور في تاريخه الفني".
كما توقع جورج أن ترشح لوبيتا للأوسكار، قائلا: "أداء نيونجو كان مفاجأة الفيلم والذي قد يضمن لها الصعود على خشبة مسرح دولبي في مارس المقبل".
هذا بالإضافة إلى إشادته بالموسيقى التصويرية للمؤلف الموسيقي هانز زيمر باعتباره أنه "واحد من أفضل الموسيقى التصويرية لهانز زيمر منذ مدة طويلة".
أما بول ماكلنيس من صحيفة " The Guardian" فمنح الفيلم تقييم خمسة من خمسة، وكتب عنه: " 12 Years a Slave ليس فقط مجرد فيلم رائع، لكنه فيلم ضروري أيضا".
وكتب أوين جليبرمان من موقع "Entertainment Weekly" عن الفيلم: "بجانب كونه علامة في القسوة والتعالي، الفيلم عن حياة يتم خطفها، لذلك يجعلنا نفكر جيدا في مدى أهمية حياتنا، 12 Years a Slave يجعلنا نحدق في خطيئة أمريكا بأعين مفتوحة رغم أنه من الصعب مشاهدة ذلك".
فيما منح بيتر ترافيس بمجلة "Rolling Stone" الفيلم أربع نجوم، معتبرا أنه أفضل فيلم في 2013، قائلا: "لن يمكنك وضع الباردو في أحد أركان عقلك وتناسي الفيلم. فما يحتويه الفيلم قصة كلاسيكية عبقرية".
فبجانب القضية التي يطرحها الفيلم والتي تعزز من فرص فوزه بالأوسكار، لا يمكن إغفال نجاحه في حصد جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل بحفل "البافتا" في لندن الأحد 16 فبراير، والذي يعتبره الكثيرون بمثابة الحفل الممهد لجوائز الأوسكار.