أغلبهم يحاولون بشكل أو بآخر إقناعك بنوعية الفن التي يقدمونها عن طريق مصطلح "فن هادف"، ولكن هل اصطدمت بأحدهم من قبل يجاهد من أجل إقناعك بأنه لا يوجد مثل هذا المسمى؟
فيروز كراوية تكره هذا المصطلح، ولا ترى أنه من المفترض أن يتواجد على لسان الجمهور، كما ترفض تصنيفها ضمن فئة "الفن الهادف".
FilFan.com حاور فيروز، التي طرحت مؤخرا أغنيتها "قلة المزاج"، وقد فسرت عدم تفضيلها لمصطلح "الفن الهادف" فيما يلي.
شاهد: فيروز كراوية: لا أسعى لتقديم "فن هادف".. وقليلون من يعرفون معنى "أندرجراوند"!
مفاجأة "قلة المزاج"
المطربة الشابة التي حققت أغنيتها "برة مني" العام الماضي شهرة واسعة، طرحت مؤخرا أغنية "قلة المزاج"، والتي هوجمت بسببها من البعض، الذين قالوا إن فيديو كليب الأغنية فاجئهم كثيرا.
تحدثت فيروز عن الأغنية في البداية قائلة: "الأغنية أخذت وقتا طويلا في مرحلة التحضير، وأردت بالأغنية أن أدخل بتلك الأغنية في مرحلة صادمة بعض الشيء، وأرى أنه من واجبي كفنانة أن أقدم مثل هذه الأشياء التي يتفاجئ بها الجمهور عند تلقيها".
أما عن فيديو كليب الأغنية، قالت فيروز: "إن الأمر جاء في المقدمة صدفة، تحول فيما بعض لما شاهده الجمهور، وكل ما في الأمر أننا حرصنا على التقاط بعض اللقطات الكثيرة قبل بداية الكليب، لأجد أمامي فكرة جيدة باستخدام تلك اللقطات في الكليب نفسه، وأخبرت المصور حسن أمين بذلك، لأجده يقدم لي شكلا جيدا للغاية لما كنت أفكر به".
وتابعت: "اتعامل مع تصوير الأغنية بأنه ضلع رئيسي من أضلاع الأغنية، مثل الكلمات والألحان والتوزيع، لا أرغب في أن أقف لتنفيذ فيديو كليب تقليدي لا يضيف للأغنية، لذلك اتفقت مع حسن أمين على خوض تلك المخاطرة، وبالفعل ذهبنا للعديد من الأماكن التي شاهدها الجمهور، وصورنا العديد من المشاهد احتاجت 35 ساعة في مرحلة المونتاج".
وعبرت فيروز كراوية عن رضاها الشديد بما قدمته في كليب "قلة المزاج"، وزاد اقتناعها بذلك بعد التعليقات الجيدة التي وصلت إليها من جانب الجمهور الذي شاهد الكليب.
لماذا هاجم البعض "قلة المزاج"؟
ترى فيروز كراوية أن هناك جانبان ربما جعلا البعض يهاجم الكليب بشكل كبير بعد طرحه، الجانب الأول يتلخص في الجزئية الاحترافية باعتبار أن الكليب لم يكن تقليدي بشكل كافي بالنسبة لمن هاجمه، أما الأمر الثاني فيتعلق بجرأة الكليب.
عن الجانب الأول قالت فيروز: "لست متخصصة لأحكم في هذا الأمر، ولكن بالنسبة لي فأنا راضية تماما عن ما تم إنجازه بالكليب بما فيه بعض الأخطاء التي حدثت، فالكليب به بعض الأخطاء مثل أي عمل فني، ولكني متسامحة مع ذلك كثيرا، هذه ليست القضية التي أناقشها، أنا فقط اردت توصيل فكرة معينة وأوصلتها بالفعل".
أما فيما يتعلق بجرأة الكليب، وعن عدم اعتياد الجمهور على رؤيتها في مثل هذا الإطار، قالت فيروز إنها أصرت على توصيل إشارات مهمة من امرأة ترغب في الهروب من حالة "قلة المزاج"، وكل ما يتضمنه الكليب هو مجرد إيضاحات لما تفعله تلك المرأة لكي تصل إلى هدفها.
وأضافت: "الشخصية التي قدمتها بالكليب تسير في الشوارع غاضبة من العمر الضائع، وتذهب للعب كرة القدم التي لا تقتصر فقط على الرجال فقط، وهو ما يعتبر (شمة نفس) بالنسبة لتلك المرأة".
وتابعت: "البعض تسائل لماذا لم أظهر بمكياج كامل في بعض لقطات الكليب، وهو شيء مقصود أرد أن أثبت به أن تلك المرأة تظهر على طبيعتها في بعض الأحيان دون أية إضافات، وأيضا فيما يخص الظهور بسيجارة خلال الكليب، ولكن هذا يوضح الدخول في تفاصيل تلك المرأة التي تشعل سيجارتها وتضعه مكياج للذهاب إلى مغامرة".
الفن الهادف "أكلاشيه"!
أظهرت فيروز كراوية ضيقها من تصنيفها في فئة "تقديم الفن الهادف"، وتوجيه انتقادات عديدة لها من هذا المنطلق، ولكن المطربة الشابة لا ترى إن ذلك صحيحا.
وقالت فيروز في هذا الإطار: "الفن الهادف مجرد إكلاشيه فقط، وأرفض التواجد في مثل هذه المنطقة، والفن تجربة مفتوحة للفنان، ودوري أن يتواصل الجمهور معي عند غنائي عن شيء محدد، ولمتلقي هذا الفن الحق في أن ينال الإعجاب أو لا.
تجربة "إلكترونيك ميوزيك"
وهو المشروع الغنائي الجديد الذي ستظهر به فيروز كراوية في خلال الفترة القليلة المقبلة، وهو ألبوم غنائي قائم بأكمله على الإلكترونيك ميوزيك.
عن هذا المشروع تقول فيروز: "هي فكرة من المنتج محمود رفعت، والذي كان يرغب في تنفيذ شكلا جديدا للموسيقى من خلالي، وقد أعجبتني الفكرة كثيرا، وأن أقدم بعض الأشياء الجديدة للجمهور، وبالفعل بدأنا العمل لمدة 3 أشهر مع الملحن والموزع إسماعيل حسني في ورشة عمل، نتج عنهم أكثر من 20 فكرة جديدة، وقمت أنا بوضع العديد من الكلمات والألحان، وهو شيء جديد، فأنا لا ارغب عادة في وضع بعض الألحان لأغنياتي، وحدث ذلك مرة وحيدة في الألبوم الماضي.
لست فنانة مستقلة
"أغلب الجمهور يتعامل معك من منطلق الفنانة المستقلة، ولكن ما تقوليه الآن يبرهن على ابتعادك بعض الشيء عن تلك المنطقة"، هذا ما طرحناه على فيروز كراوية، لترد بشكل ربما يكون مفاجئ بالنسبة للبعض.
وحرصت فيروز في البداية على توضيح معنى الفنان المستقل، وقالت: "الفنان عندما يبدأ في الغناء فهو فنان مستقل، طالما لم يتعاقد بعد مع منتج".
وأضافت: "أريد أيضا التأكيد على شيء مهم يتعلق بمصطلح (أندرجراوند)، فهذه الكلمة لا تعني أن الفنان يقدم فن هادف أو أفضل من بقية أقرانه، ولكنها تعني أنه لم يصل بعد للمنتج، وهناك من يستمر في هذه المرحلة كي لا يرتبط بمنتج محدد يفرض عليه أي شيء، وهناك من يفضل الانتاج لنفسه مثلما فعلت على أن يتولى أحد الموزعين توزيع الألبوم، مثل ما حدث مع ألبوم (بره مني)".
وتابعت بالسياق ذاته: "في الألبوم الثاني كان الموضوع مختلف، فهناك شركة هي التي عرضت علي ذلك، والمنتج محمود رفعت رجل فنان، ولديه خبرة جيدة للغاية، وأنا أثق تماما فيما يقدمه، وفي هذه الحالة فأنا لا أصبح مطربة مستقلة، بعدما ارتبطت فنيا بأحد المنتجين".
"المهرجانات" حل للمشكلات؟
تعتبر المطربة فيروز كراوية أن المهرجانات الشعبية التي يقدمه البعض حاليا قامت بحل أزمة موسيقى "الراب" في مصر، ولديها وقد دعمت رأيها قائلة: "الفن أعمق كثيرا من كل تلك المسميات، أنا كفنانة أسمع يوميا 15 نوع موسيقي مختلف، ومثلما أسمع مثلما سأغني، ومن قبل قمت بتنفيذ (مهرجان) موسيقي للرئيس السابق محمد مرسي.
وأضافت: "المهرجانات حلت أزمة موسيقى الراب في مصر، وسأستعير جملة الفنان الكبير فتحي سلامة، والذي قال من قبل إن موسيقى الراب في مصر تواجه أزمة بسبب تقليد موسيقى الراب المصريين لما يقدمه أصحاب الراب في الولايات المتحدة".
وتابعت: "ما حدث أن أصحاب المهرجانات قاموا بأخذ كلمات موسيقى الراب ونفذوها على موسيقى المقسوم التي يحبها المصريين، ونفذوا اختراع مصري خالص للراب، وإذا حدث ابتذال فيما سبق، فهذه أزمة منفصلة، ولكن كل نوع فني يحمل نقاط قوة ونقاط أخرى سيئة.
تجربة "بيراميديا"
تعاونت فيروز كراوية في ألبوم "برة مني" مع شركة "بيراميديا" لمالكها ريتشارد الحاج، ولكن التعاون لم يستمر، فلماذا حدث ذلك؟
تجيب فيروز قائلة: "التعاون لم يستمر لأن التجربة كانت سيئة، والشركات جميعها تتعامل بشكل سيء، فهي لا تفيد المطرب وفي الوقت ذاته لا تستفيد هي، والحمد لله الألبوم يتواجد بشكل جيد بالمقارنة مع كساد سوق الكاسيت، لكني الآن أرغب أن أتعامل بشكل منفرد وأن أصبح مالكة لنفسي، وألا يفرض أحد شيئا بعينه على ما أقدمه، ولكن لا مانع من التعامل مع منتج فنان مثلما أفعل الآن مع محمود رفعت.
أغاني نسائية
رفضت المطربة فيروز كراوية الاتهامات التي توجه إليها باعتبارها تقدم أغنيات تخاطب المرأة فقط، وحملت وجهة نظر للإجابة عن ذلك.
وقالت فيروز: "من الطبيعي أن يحصل المستمع على هذا الانطباع نظرا للموضوعات التي تتناولها المطربة، ولكن في الغالب يتم التركيز على جملة محددة واستخدامها لتبرير تلك وجهة النظر غير الصحيحة، وبالنسبة لي فعلى سبيل المثال أغنيتي (بره مني) و(بنات بنات) بالتأكيد تتحدثان عن فتاة، ولكن بقية الألبوم يحمل عكس ذلك".
وأضافت: "هناك أغنية (جربت) التي تتحدث بضمير الرجل، أيضا أغنية "بعدي الشارع" لا يوجد بها أي شيء يخص فتاة، وهي حالة لكل إنسان".