تغطية : محمد سيف - ياسمين السماحي - ريهام عصام - نور الهدى رضوان
تصوير : ياسمين السماحي
قد تكون هذه هي المرة الأولى التي اتفق فيها نسبة وصلت لأكثر من 95% من زوار الموقع على أن فيلم "أوقات فراغ" عمل جيد ويعبر بصراحة ووضوح عن آراء الشباب وأحوالهم ، وعلى الرغم من الأخطاء القليلة وبعض الاعتراضات على طريقة سير الأحداث في الفيلم ونهايته ، فإن الجميع أشادوا بالعاملين فيه من ممثيلن ومخرج ومؤلف ، ومنتج غامر ليخرج هذا العمل إلى النور.
وشهد الحوار منذ بدايته اتصالات تليفونية عديدة من الأبطال ، بعضها لتأكيد الموعد والبعض الآخر ليعتذر في آخر لحظة ، فاعتذر كل من عمرو عابد لسفره إلى الإسكندرية وعمرو قاسم لسفره إلى فرنسا ، بينما أكدت كل من صفا وراندا البحيري على حضورها ، ولكن لم تظهر أي منهما حتى نهاية الحوار الذي امتد على مدار ثلاث ساعات كاملة.
في البداية حضر كل من أحمد حداد الذي بدا هادئاً وإن كان شديد الرغبة في معرفة آراء الناس حول دور "طارق" الصغير وإن كان شديد التأثير في أحداث الفيلم ، وبعده بدقائق حضر المؤلف عمر جمال الذي ظهر كشخص عادي يمكنك أن تمر بجواره في الشارع أو في السوبر ماركت دون أن تلحظ شيئاً مميزاً يخصه ، لكنه بدا خلال الحوار شديد التميز فيما يختص بقصته..
سؤال إلى المؤلف عمر جمال من أسرة الموقع : كيف فكرت في قصة الفيلم؟
بدأت فكرة الفيلم حينما كنت أتحدث مع أحد أصدقائي حول أن الشباب حالياً يعيش حياته "بالطول والعرض" بين خروج ومخدرات وسهر ، على أنهم حينما يمر بهم العمر ويقررون الاستقرار ، سيحاولون إصلاح أحوالهم ، لكنهم لا يفكروا فيما سيحدث إن مات أحدهم قبل أن يجد الفرصة لإصلاح أخطائه!
إذن فوفاة "طارق" كانت الأساس الذي بني عليه القصة؟
فعلاً ، لأن وفاة طارق كانت المنحنى الذي تغيرت على أساسه أحداث الفيلم بأكملها ، هي النقطة التي غيرت من شخصيات الأبطال وإن كان تغييراً غير دائم.
بعض زوار الموقع ومنهم star_davids95 و tolba14 انتقدوا نهاية الفيلم لأنها كانت غير مفهومة وغير واقعية بالنسبة للبعض ، فما ردك؟
نهاية الفيلم كانت مفتوحة ، فأنا لم أحدد نهاية واضحة وظهر ذلك من مشهد "المرجيحة" في النهاية ، والذي هدف إلى أن أبطال الفيلم ظلوا "معلقين" في الهواء ، فمازالوا يعتقدون أنهم يسيرون على الطريق الصحيح ، بينما يعتقد الكبار أنهم دائماً على خطأ وهذا هو الحال دائماً لم ولن يتغير.
هل شهد السيناريو الأصلي الذي كتبته العديد من التعديلات؟
بالطبع ، خاصة أن السيناريو الأصلي لم يكن مكتوباً للسينما ، بل كنت أكتبه لنفسي ، ولأنه كان يعبر عن واقع الشباب الحقيقي كان يضم العديد من الألفاظ الخارجة التي يتداولها الشباب فيما بينهم ، وهو ما كان يجب حذفه في الأصل ، كما أنني لم أدرس كتابة السيناريو على الرغم من إلمامي ببعض الأساسيات ، فكان يجب أن تكون هناك العديد من التعديلات.
كيف عرضت السيناريو على المنتج حسين القلا؟
كنت قد بدأت كتابة العديد من سيناريوهات الأفلام منذ فترة ، وكنت أحاول عرضها على بعض المنتجين لكنني لم أوفق ، حتى أخبرني أحد زملائي أن هناك شركة إنتاج في عمارة مجاورة لمكان سكني ، وبالفعل دخلت دون أن أعلق آمالا حقيقية ، وشرحت لمن قابلني أني كتبت سيناريو وأريد أن أعرضه على المنتج ، فأدخلني على الفور للقلا الذي طالبني بسرعة إحضار السيناريو ، وبالفعل أحضرته في نفس اليوم بصورته غير المرتبة أو المعدة للعرض على منتج سينمائي كبير مثله.
وبعدها بأسبوع وجدته يطلبني ليؤكد لي أنه وافق على إنتاج فيلم بهذا السيناريو الذي كان صادماً بالنسبة له أن يعرف حقيقة ما يجري في عالم الشباب المصري ، خاصة أنه فلسطيني الأصل ، وبالفعل بدأنا في عقد جلسات عمل لتعديل السيناريو امتدت لفترة أكثر من شهر ، حتى يوم 2 مارس حيث انتهينا من كل هذه التعديلات وبدأنا بالفعل في الاستعداد لتصوير الفيلم واختيار طاقم العمل.
لماذا كانت الشخصيات شديدة التعقيد ، وهل كان ذلك لأنها مستوحاة من واقعك؟
التفاصيل مستوحاة من شخصيات في الواقع ، لكن التركيبة الخاصة بكل شخصية كانت من الخيال ، ولكن قد تبدو واقعية لأن تفاصيلها حقيقية ، وقد يكون هذا أيضاً هو سر أنها شديدة التركيب.
وهنا انضم لنا الممثل الشاب أحمد حاتم والذي بدا أكثرهم ثقة وحركة ، وإن كان مقتضباً في إجاباته أكثر منهم.
Despradoo وelkora2006 طلبا أن يتعرفا على كل فريق العمل بصورة أكبر ، والفرق الرياضية التي يفضلونها
أحمد حاتم عمر صدقي ، في الفرقة الثالثة بكلية الإعلام بجامعة مصر الدولية قسم إذاعة وتليفزيون ، 18 سنة مواليد 25 ديسمبر 1987 ،seventy211@hotmail.com زملكاوي.
عمر جمال الدين مواليد 5 ديسمبر 1985 ، عاشق للنادي الأهلي ، والإيميل هو omargamal_512@yahoo.com.
أحمد أمين حداد خريج معهد السينما قسم سيناريو دفعة 2006 ، شاعر وسيناريست ، مواليد 27 نوفمبر 1984 aaminhaddad@yahoo.com ، وأشجع المنتخب المصري!
وينضم إلينا أخيراً المخرج محمد مصطفى ليتولى مهمة الإجابة على أغلب الأسئلة ، ويبدأ في حديث معنا حول ماضيه السنيمائي في مصر ، لكونه أول فيلم روائي طويل له وإن قدم قبله العديد من الأفلام التسجيلية وعمل من قبل مع العديد من المخرجين كمساعد مخرج في أكثر من 48 فيلما.
لنبدأ ونسأله : لماذا تم اختيار مروان خوري لغناء أغنية الفيلم؟
مروان خوري مطرب متميز ، طرح له في الأسواق مؤخراً ألبوم حقق نجاحاً كبيراً وهو "قصر الشوق" ، وهو بالفعل ساعدنا كثيراً على إخراج الفيلم بالصورة المطلوبة ، بل كانت له تعليقات غاية في الأهمية على السيناريو لأنه نظر إليه كأي مشاهد عادي ، كما أن الكلمات التي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي لن يمكن لأي مطرب أن يغنيها بالصورة المطلوبة.
ولماذا وضعت الأغنية في تيترات نهاية الفيلم؟
الأغنية أعدت بأغراض دعائية بحته ، ولم يكن من المقرر عرضها ضمن أحداث الفيلم ، لكننا وللمجهود الكبير الذي بذله كل من الأبنودي ومروان خوري قررنا في آخر لحظة أن تعرض في الفيلم ، ولو كنا قررنا هذا في وقت مبكر أكثر لكنا حفرنا لها في الفيلم إطارها الخاص لتكون بصورة أفضل.
كيف اخترت أبطال الفيلم؟
بالطبع قمنا بعمل أكثر من "كاستنج" وجلسة عمل وبالفعل وقع اختياري على العديد من الوجوه الجديدة الواعدة من مسرح الهناجر ومعهد الفنون المسرحية ، ولكني في النهاية اخترت الأكثر ملائمة للشخصيات المكتوبة.
لكني لن أنكر أنني غيرت ملامح شخصية "طارق" لتلائم أحمد حداد بصورة أكبر ، لأنني لم أتخيله هذا الفتي صغير الحجم بل على العكس كنتب أبحث عن شخصية تشبه "أحمد رزق" من عشر سنوات مضت ، لكن المشهد الذي أداه أحمد خلال الاختبار جعلني أغير من ملامح الدور بالكامل.
لنتجه بالسؤال لأحمد حداد : ما هي الشخصية التي قدمتها في الاختبار؟
يضحك قائلاً ، كانت شخصية قواد يدعى "هاني النونو" وبالفعل وضع هذا المشهد ضمن أحداث الفيلم.
ويقاطعه المخرج قائلاً "كلهم قدموا شخصيات غير متوقعة وجديدة في الكاستنج ، حتى أن كريم قاسم طالب الجامعة الأمريكية قدم شخصية فلاح ، وقدمها بنجاح كبير"!
ونعود للمخرج محمد مصطفى ونسأله : هل قمت بتعديل بعض الملامح على الشخصيات في السيناريو؟
عقدت أنا وعمر العديد من جلسات العمل في رمضان الماضي لوضع الصوة النهائية للعمل ، لكنها لم تكن تعديلات بالمعنى المفهوم لأن السيناريو المكتوب كان رائع بالفعل.
Mad skull و tolba14 يعتقدان أنه فيلم جيد لأنه يناقش مشاكل وأحوال الشباب ، وأنها تعتبر سابقة في السينما المصرية أن تنتج فيلماً واقعي مثل هذا ، لكنهما تساءلا لماذا جاء الفيلم حاملا السلبيات ولم يضع الفيلم حلاً للمشكله النهاية؟
المخرج : على العكس ، فالشخصية التي قدمها كربم في الفيلم كانت شخصية إيجابية تماماً لشاب متفوق يعسى للدخول كلية الإعلام لكن والده يجبره على دخول كلية الهندسة لأن حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة ، لكننا في الفيلم كنا نقدم نماذج غير عادية في المجتمع ، لأن ما الفائدة من تقديم شخصيات كاملة؟ كما أن عرض أي حل لن يناسب الجميع ، فيكفي عرض المشكلة ليكتشف كل واحد أنه يعاني منها ليبدأ هو في حلها.
"سوال بسيط" من Despradoo : لماذا عاد الجميع لممارسة عاداتهم السيئة رغم اتجاههم للطريق السليم بعد وفاة "طارق"؟
عمر جمال : لأن هذا التحول كان وقتيا وناتجاً عن أزمة ما ، ولم يكن عن اقتناع كامل ، فكان من الطبيعي أن يعودوا لممارسة عاداتهم الطبيعية بعد فترة من الأزمة.
لماذا اختيرت أغنية أجنبية للمطرب الأمريكي إيمينيم في إعلان الفيلم على الرغم من أنه لم يتم استخدامهما في أحداث الفيلم نفسه ، وقد تكون أعطت إنطباعاً خاطئاً لدى البعض؟
أحمد حداد : لأن الأغنية إن كانت مصرية سيركز البعض مع اللحن والأغنية الأصلية ، كما أنها كانت مناسبة لأحداث الفيلم السريعة والمتعاقبة.
ويكمل المخرج محمد مصطفى : كما أن معنى كلمات الأغنية أيضاً لمن يسمعها سيجدها ملائمة جداً للفيلم.
لنسأل الممثل الشاب أحمد حداد : هل تفكر في تقديم تجربة سينمائية تقدم فيها قصة الشاعر الكبير "صلاح جاهين" بحكم قرابتك له؟
فكرت أن اقدم سيناريو لعمل درامي خاص بجدي أحمد فؤاد حداد لأنه سيكون مادة ثرية جداً ولم يتحدث عنها أحد من قبل ، أما صلاح جاهين فأنا من عشاق أشعاره لكني لن أقدمه لأنني لن أكون مناسباً له شكلاً ولا موضوعاً!
كيف شعرتم وانتم تقدمون فيلماً بعيد عن موجة الكوميديا ، فيلم بنجوم جديد التجربة الدرامية الأولى لأغلبكم؟
المخرج محمد مصطفى : كنت متفائلا جداً ، وكنت أعمل كأنه عملي السينمائي الأول على الإطلاق ، لكننا وواجهنا العديد من المشاكل كان منها موعد العرض ، حيث كنا نعرض أمام فيلم قوي مثل "عمارة يعقوبيان" ، وبطولة كأس العالم وامتحانات الثانوية العامة في نفس الوقت ، لكنني كنت أثق في قدرات كل من حولي على تقديم عمل جيد ومتميز.
أحمد حاتم : كنت أعتقد أن هذه هي الفرصة التي طالما انتظرتها ، وكنت متفائل جداً لأننا كنا نعلم أننا نقدم عملاً فنياً جيداً.
أحمد حداد : كنت واثقاً بشدة من قدراتنا ومن السيناريو المكتوب ، وهو ما أشعرني براحة نفسية كبيرة.
هل مازال المنتج المصري يملك روح المغامرة؟
المخرج : المنتجون المصريون الذين كانوا يملكون روح المغامرة توفاهم الله أمثال رمسيس نجيب وغيرهم ، فالكل الآن يسعى للكسب المادي فقط.
والسؤال الأخير للمخرج محمد مصطفى : هل أنت مستعد للعمل مرة أخرى مع كاتبين مبتدئين؟
لن أعمل إلا مع كاتبين مبتدئين لأنهم أكثر إبداعاً وأكثر قدرة على التعبير عن آرائهم.