إنه مساء الجمعة..الساعة تدق التاسعة، ملايين المشاهدين مصطفين أمام التليفزيون ينتظرون عودة محبوبهم بعد غياب..."متي ينتهي خيري رمضان" ...إعلانات طويلة تفصلهم عن الحلقة المنتظرة، هاهي موسيقى البرنامج وصوته يعود ليرج المسرح "أهلا بكم في برنامج البرنامج" ... تصفيق في المسرح وسعادة على الوجوه في البيوت.
ولكن مهلا... ماذا سيقدم الإعلامي الساخر باسم يوسف بعد عودته للجمهور الذي انتظره لمدة ثلاثة أشهر؟ هذا السؤال الشاغل في عقول جمهوره، والقلق يسكن الكثير من محبيه بسبب الشائعات التي خرجت لتؤكد انتمائه لمعسكر الإعلام المضلل رغم ثقتهم الكاملة في شرفه الإعلامي رغم عدم خضوعه لحلف اليمين.
هل سيسخر باسم من جماعة انتهت فعليا على أرض الواقع بعد حكم المحكمة بحلها؟ هل سيهاجمها كما كان يفعل بالموسم الثاني؟ بالفعل مسيرات أنصارهم تحتوي على الكثير من المشاهد المثرة للشفقة ومادة دسمة للسخرية، ولكن تبرير باسم يوسف المستمر للسخرية من الإخوان المسلمين أنهم في السلطة، وهو يهاجم السلطة المتمثلة بهم، فهم الآن موجوعون لخسارتهم السلطة فهل سيزيد من آلامهم وسخطهم عليه؟
ولن يتوقف الأمر على ذلك بل ستزيد حدة الاتهامات الموجهة لباسم بأنه عميل و"كلب السيسي" وكان مجرد أداة لزيادة سخط الشعب على الرئيس المعزول محمد مرسي، ووقتها ستسقط حجة الإعلامي الساخر بأنه يهاجم السلطة، لأنهم الآن هم المعارضة، ومعارضتهم ضعيفة أمام المعسكر الآخر.
ماذا لو؟!
أوبااا.. باسم يوسف يسخر من السلطة! باسم يوسف ينتقد تدخل علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق في السياسة.. باسم يوسف ينتقد سكوت الرئيس المؤقت عدلي منصور ... أووووه... باسم يوسف يهاجم الفريق أول عبد الفتاح السيسي!! باسم يعرض الفيديو المسرب عن جاذبية المتحدث العسكري للنساء ... النتيجة: إعدام بالتفويض!!
الأمر ليس هين، مجرد تلميحات باسم يوسف والسخرية من أحاديث السيسي -التي بالفعل هي مادة خصبة للسخرية سواء في كلامه أو في طريقة تواصله مع الشعب- ستضعه تحت طائلة الغضب الشعبي وخسارة الكثير من متابعيه الذين أيدوه ضد مرسي لمجرد سخريته من التيار الإسلام السياسي.
فباسم ليس ممنوع من الحديث عن السيسي والجيش بأمر عسكري أو بأمر من مالك القناة الموالية لـ30 يونيو، بل بأمر شعبي يرفض المساس بـ"الذات السيسية" البطل الجديد الذي وجد قطاع كبير من الشعب ضالته بهم.
وأمام الإعلامي الساخر فرصة ذهبية للتخلص من هجوم الحلقة الأولى عليه بالسخرية من أداء المنتخب المصري أمام نظيره الغاني مثلا! أو السخرية من أفلام العيد مثلا أو الحديث عن فترة ابتعاده عن الشاشة، ولكن سيفشل في باقي الحلقات في الخروج من المأزق.
لم يكن باسم يوما حياديا أو موضوعيا وهذا باعترافه في الرسالة الموجهة في بداية "البرنامج" فعليه اتخاذ موقف محدد ولا يمسك العصا من المنتصف ليرضي الفئتين، فهو دائما كان يعلنها برفضه لـ"أخونة" الدولة... والآن عليه أن يعلنها صريحة إما مع أم ضد... وفي الحالتين Good Luck يا باااااسم.
للتواصل معي ومناقشتي عبر Twitter: @MaiGouda