هو غنى عن التعريف لن تجد شاب لم يقرأ له ولن تجد كاتب لم يتأثر بأسلوبه فى الكتابة، إنه الكاتب الكبير نبيل فاروق صاحب أشهر السلاسل الادبية التى تربى عليها عدة أجيال وهى رجل المستحيل وملف المستقبل ، كوكتيل 2000، زهور، فارس الأندلس، سيف العدالة، ع×2وغيرها.
وفى ذكرى أكتوبر كان لقائنا مع كاتب رجل المستحيل حول أعماله وأحوال مصر ومتى سنرى أدهم صبرى على الشاشة.
اليوم علاقة الشعب بحيشه أقرب لعلاقته معه بعد العبور، هناك حالة من الفخر ولكن الفن لا يشعر بها لماذا؟
ثورة ٣٠ يونيو تحتاج إلى وقت طويل لتقديم عمل عنها، أما حرب أكتوبر فقد تأخرنا جدا عن تقديم عمل يليق بها بعد أربعين عاما، عندنا مشكلة فى انتاج فيلم عن أكتوبر لأن الأمر يحتاج إلى وجود رغبة لدى القوات المسلحة لانتاج مثل هذه النوعية من الافلام المكلفة. فلا يوجد منتج قادر على هذه التكلفة من إيجار المعدات والأدوات، كما أن العائد لن يكون مجزىا لان الدول العربية ترفض شراء هذه النوعية لان لديهم نقمة على قوة مصر. العديد من الدول العربية لا تحب حقيقة ان مصر هى أمريكا العرب والقوة الأولى فى المنطقة ولذلك لن يشتروا فيلم يمجد قوتها وكأن نجاح مصر شأن داخلى ليس للعرب دخل به.
لانتاج فيلم محترم، يجب ألا تطلب القوات المسلحة باى أجر للمعدات بل يجب أن تدعم هذه السينما لانها ببساطة تخلق تاريخ الدولة. معظم جيل ثورة يناير لم يعيشوا حرب أكتوبر بل عرفوها من الكتب والسينما وهناك مشاكل كثيرة حدثت بسبب جهل الشباب بجيشهم.
كيف؟
لقد عاصرت موجة من الثورة كان هتافها يسقط حكم العسكر وكنت ضدهم تماما وأذكر أننى ولأول مرة فى حياتى أثور على شخص فى ندوة بعد ثلاثين عاما من الندوات كان سببها هتافه أن الجيش المصرى تحول الى مصنع حلل وغسالات فقلت له انت لا تعرف عن الجيش المصرى طيرانه ومشاته ودفاعه الجوى لا يعجبوك وهناك فرق بين المصانع الحربية والقوات المسلحة وهاجمته قائلا اشتمنى ولكن لا تسب الجيش. محمد على باشا صنع دولة مصر الحديثة بالجيش الذى احتل عشرات البلاد ولو سقط الجيش ستسقط مصر، ولكننى أخذت أفكر فى هذا الشاب الذى سب جيش بلده لانه ببساطة لا يعرف قيمته فهو يتخيل أنه وزارة أو هيئة ممكن التخلى عنها وهنا يأتى دور الفن. لو تخيلنا ثورة ١٩٥٢ بدون فن يلهب الاحساس سنجدها مجرد انقلاب عسكرى ولكن أغانى عبد الحليم الثائرة وأم كلثوم وعبد الوهاب وأفلام مثل رد قلبى ساندت الثورة وقربتها الى قلوب الناس قوة الفن هى احياء الفكرة التاريخية ولا يجب اهمالها.
تجربتك الشخصية مع رجل المستحيل الذى تربينا عليه كيف لم يحول إلى فيلم حتى الآن؟
رمضان ٢٠١٣ شهد تحويل سلسلة رجل المستحيل إلى مسلسل إذاعى على شبكة الشرق الاوسط، وكان التحدى تحويل الأحداث الى الشكل الاذاعى ورغم ذلك نجح نجاحا كبيرا وقام ببطولة العمل حسن الرداد فى دور أدهم صبرى ومعه لطفى لبيب وغيرهم وكانت الفكرة الاحساس بالاكشن فى الكلام.
ولكن الفيلم لماذا لم يظهر للنور؟
أنا لا دخل لى بالانتاج، أعمالى معروفة وفى السوق ومن يرغب فى انتاجها اهلا به وأضمن له الايرادت بالملايين لأن الجمهور سيأتى إلى العمل من باب الفضول قبل اى شيء، ولكن أين المنتج الذي يقتنع بهذا، للاسف مات رمسيس نجيب وأمثاله والمنتج الحالى لا يبحث عن العمل الجيد، المهم عمل سريع يجيب فلوس بغض النظر عن القيمة، طالما لا يوجد منتج يبحث عن عمل كبير ومربح أيضا لن تجدى فيلم عن أكتوبر أو أدهم صبرى أو غيره. المطلوب ان يتدخل الجيش والقوات المسلحة لمساندة الانتاج. للاسف هناك نظرة ضئيلة للفن بسبب التيارات الغريبة التى حاربت الفن المصرى، رغم أنه سفير لك فى العالم وفعل بقوة ناعمة ما لم تفعلها كل الجيوش. فالعرب يعشقون الفيلم المصر ويشاهدوه ولا يعتبروا انفسهم مشهورين الا عن طريق بوابة هوليوود الشرق مصر. لكى تتطور الدولة يجب أن يكون لدى من يحكمها نزعه فنية لان النزعة الفنية تعنى الابتكار والقدرة على التصوير، للاسف مصر خنقتها النمطية، الكل ماشى وراء الفكر القديم الذى لا يتغير مما خلق فرصة للتيارات المتطرفة لتشق الصف.
كانت لك قصة ساخرة فى كوكتيل 2000 عن المنتج حمادة الجزار الذى اشترى رواية رجل المستحيل وانتجها بشكل مذرى هل هى قصة واقعية؟
هى تعبير منى عما يحدث فى الواقع، فمعظم الأعمال على الشاشة غير ما كتبت على الإطلاق، عندنا فشل فنى، الكل شايف نفسه عبقرى، الممثل عاوز يكتب ويخرج والمخرج عاوز يكتب سيناريو وحوار على مزاجه، على أساس أنه عبقرى ولن يفسح لغيره المجال وهى مصيبة سوداء.
هل انت غير راض عن أعمالك التى ظهرت فى السينما والتلفزيون؟
لا يوجد أديب سيرضى عن فيلم مأخوذ عن أعماله لان الأديب اعتاد الفردية لأنه يكتب العمل من لحظة ميلاده من العنوان وحتى الغلاف الاخير وحده بلا تدخل، لكن فجاة تدخليه فى منظومة السينما وسط عشرات الاشخاص وكل واحد له رؤية من ممثل يرغب فى مساحة دور بالازورة ومنتج يبحث عن المال ومخرج يجرى تعديلات على كيفه لذلك اعود لكلمة نجيب محفوظ أعمالى التى املكها هى الكتب أما الشاشة ليست ملكى، النقد لى وجهه للكتاب وليس للفيلم أو المسلسل.
هناك شباب لديه اعمال مختلفة او مستقلة سواء على اليوتيوب وغيره من مواقع الانترنت وهناك شباب يحضرون لموقعة "كبريت" منذ سنوات بفيلم مستقل ما رأيك فيهم؟
مهما صنعوا ستظل السينما هى الخلود، ليس الدراما او الإذاعة هذا الفن العبقرى الذى كنا فى المركز الثانى فيه على مستوى العالم والآن انحدرنا للمراكز الاخيرة. ستلاحظى أن معظم الافلام القديمة كانت مترجمة لأنها كانت تسافر لمهرجانات دولية عكس الآن.
فى رأيك من يصلح لدور رجل المستحيل هل هو حسن الرداد؟
أحمد عز هو الأصلح، ونفسه يعمله من زمان وأنا أعرفه قبل حتى أن يمثل، وأصل معرفتى به كان البحث عن شاب يصلح لهذا الدور، هو فنان موهوب وأتمنى أن يقدمه يوما ما.
ولكن قيل أن الرهينة كان مشابه لرجل المستحيل كما أن نور اللبنانية كانت تقترب من شخصية سونيا جراهام؟
للاسف أنا كتبت أول نسخة من الفيلم ثم أصبت بفشل كلوى ودخلت فى عملية زرع كلى، فلم اشارك فى مراحل تصويره ولكن ساندرا مخرجة رائعة وقدمت العمل فى شكل جيد.
من تصلح لدور سونيا جراهام عميلة المخابرات الاسرائيلية عدوة أدهم صبرى اللدودة التى تكرهه وتعشقه فى نفس الوقت؟
اقسم لك لا اعرف، فقناة روتانا أرادت انتاج الرواية، وعندما سألونى من أدهم قلت أحمد عز، أما قدرى صديقه الطيب فأفضل من يجسده ماجد الكدوانى، لكن سونيا لم أعرف كيف أرد، هناك الكثيرات ممن يصلحون ولكن بالنسبة لى هى لم تولد فهى جميلة رومانسية وشريرة وهو دور معقد.
أنت طبيب كيف تعرفت إلى عالم المخابرات؟
أثناء دراستى فى السنة الأولى بكلية طب عام 1975 كنت جزء من عملية استخبارتية خاصة بالتجسس مما جعلنى اتعرف على اشخاص بعينها فى المخابرات وأعجب بهم واحتك بشخصياتهم التى أبهرتنى وأصبح لدى غرفة بأكملها لا شئ فيها سوى كتب عن عالم المخابرات ومراجع أعود اليها من أجل الدقة.
وحتى الآن؟
ليست عمليات ولكن علاقات صداقة ومعرفة برجال المخابرات.
هل سهلت معرفتك برجال المخابرات عملية الحصول على الموافقات والتصاريح على أعمالك؟
بالتأكيد، ولكن هناك قانون رقم 100لسنة 1973 والمعدل برقم 1 لسنة 1980 الذى يحددان أى عمل مخابراتى حتى لو كان من محض الخيال يجب أن يمر على المخابرات ويحصل على موافقة.
متى تفرج المخابرات عن وثائق للنشر وللمؤلفين؟
لا توجد قواعد معينة، لو كان العمل المخابراتى أبطاله الحقيقيين أحياء لن ينشر، ولو بعد مئة سنة وهناك معلومات لا يوجد مبرر لنشرها لانها قد تكشف ستر عملاء للجهاز أو أصول تدريباته، كل دول العالم التى تملك قوانين حرية الوثائق لا تنطبق القوانين على وثائق الأمن القومى.
هل طلبت من المخابرات أو القوات المسلحة المساهمة فى انتاج افلامك؟
علاقتى بالمخابرات العامة وليس الحربية وهى لم تنتج طوال تاريخها ولا يجوز لها أن تنتج فيلما، فالفن له اصحابه.
حاليا ما الذى تحضر له؟
للاسف قدمى مكسورة ولكنى أكتب رواية حتى تلحق بمعرض الكتاب وهى رواية ضخمة لرجل المستحيل بعنوان الموت فى قطرة.
هل تركت المؤسسة العربية للطبع؟
أتعامل مع خمس دور نشر ولا تزال المؤسسة تطبع لى أعمال كثيرة.