عشرة أعوام مرت على اقتحام فكرة برامج تليفزيون الواقع إعلام الوطن العربي مع برنامج "ستار أكاديمي" Star Academy، والآن يعود البرنامج الأشهر في اكتشاف المواهب من جديد، بشكل وإدارة جديدين، فهل ينجح فيما فشل فيه السابقون؟
برنامج "ستار أكاديمي" حظى بأقصى اهتمامات المتابعين منذ بدءه في 2003، وجذب طبقة كبيرة من الشباب وبالأخص طبقة المراهقين ووجدوا فيه أملهم في الشهرة وتنمية الموهبة الموجودة سواء في الغناء أو التمثيل والرقص، ولكن ماذا قدم للموهبة أو للمتابعين.
طوال الثمانية مواسم خرجت علينا أكثر من 128 موهبة، ولكنهم لم يقدموا أي جديد للفن، بل ومنهم من اختفى تماما وانتهت نجوميته فور انتهاء موسم البرنامج رغم النجاح الذي أثبته طوال الأربعة أشهر هي مدة عرض البرنامج.
ففي الموسم الأول الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة وبرع في لفت الأنظار، فاز المصري محمد عطية وتنبأ له الكثيرون بالنجاح وخاصة في التمثيل، أساء الاختيار في فيلميه "درس خصوصي" و"علي الطرب بالتلاتة"، أما ألبومه الغنائي الوحيد "أنا الحبيب" فرغم احتوائه على العديد من الأغاني الجيدة، فشل في تحقيق مبيعات تُذكر.
قدم عطية برنامج ذو فكرة جديدة وهي استضافة المشاهير من نجوم الفن وكرة القدم وإجراء مسابقة في مباراة Play Station ويكتفي عطية بالتعليق على المباراة، ولاقى نجاحا مقبولا، ولكنه لم يستثمر النجاح سوى بالتواجد في شوارع القاهرة لتحية الجماهير والتقاط صور جماهيرية معهم.
أما الموسم الثاني الذي لم يحظ بنفس جماهيرية سابقه، وشهد توقفات بسبب مقتل رفيق الحريري، ولكن جاءت النتيجة على عكس التوقعات، فالفائز باللقب وهو السعودي هشام عبد الرحمن حقق نجاحات هائلة في نطاق منطقة الخليج، رغم ابتعاده عن الهدف الأساسي للمسابقة وهو الغناء.
هشام قام ببطولة فيلم "كيف الحال" في 2006 وهو أول فيلم من إنتاج سعودي على مدار التاريخ، وصاحبته حملة دعائية كبيرة لهذا السبب، ولكن الفيلم لم يلق نجاحا جماهيريا وقتها بسبب غرابة الفكرة في بلاده، وفي مصر بسبب صعوبة فهم اللهجة الخليجية.
لم يتوقف هشام عند هذا الحد، بل قدم العديد من البرامج وهي: "هشام على الهواء" عام 2005 و"كاش تاكسي" عام 2006 و "دلع سيارتك" 2007 و"مدى الحياة" 2008 و "المجازفة" 2009 و "النخلة" 2011 و "أنت وحظك" 2013.
أما اللبناني جوزيف عطية، فيعتبر الأكثر تركيزا على مستقبله المهني كمطرب، ولكني أيضا على المستوى المحلي، فجوزيف تركيزه كله منصب في بلاده، لم يجرب الغناء بلهجات كثيرة أو التعاون مع شعراء من دول أخرى.
زوزو -كما يلقبه متابعي البرنامج- أصدر أغنية منفردة بعنوان "لا تروحي" في ، ولاقت منجاحا كبيرا 2005، وأغنية "النحلة" في عام 2007 وأغنية "حبيت عيونك" عام 2008 وفي عام 2010 أطلق جوزيف ألبومه الأول "موهوم"، وفي 2012 أصدر الثاني "شو بتعمل في الناس"، كما شارك في مسلسل "جيران" الذي ضم عدد كبير من المشتركين بنفس موسمه وإنتاج LBC.
بدأ صخب البرنامج واهتمام الجمهور به يقل نظرا لتكرار القصص العاطفية نفسها، ولكن هذا العام الأعين متجهة للعراق والحرب الطائفية هناك، ومن بين المتواجدين في البرنامج فتاة من الدولة ذات صوت قوي، إذا فهي فائز هذا العام.
توجت شذى حسون كحاملة للقب الرابع من البرنامج، خامة صوتها تؤهلها لتصبح نجمة يتهافت الجميع على أغانيها، وحضورها يؤهلها للغناء بشكل جيد للحفلات، ولكن حتى اليوم لم تصدر سوى ألبوما!
فشذى اكتفت لمدة خمسة أعوام بالتواجد في المناسبات العامة وإصدار أغاني منفردة، ففور حصولها على اللقب انطلقت بسرعة الصاروخ لتصدر أغنيتين وهما: "ابن بلادي" و"روح"، وفي 2008 تلتهما بـ "عشاق" و"عليك اسأل"، وشهدت 2009، عدد أكثر من الأغاني المنفردة، ووصلوا لثلاثة، وهم "مزعلني" و"لو ألف مرة" و"وعد عرقوب"، ومثلهم في 2010، وهم "باع هوايا" و"الساعة" و"شو فيبينك وبينا".
وفي عام 2011 أطلقت أول ألبوم غنائي لها، حمل اسم "وجه تاني" وضم 12 أغمنية من إنتاج شركة "روتانا".
مهلا... في أربعة مواسم فاز مصري وسعودي (خليجي) ولبناني (شامي) وعراقية... تُرى ما القطاع المتبقي بعد لم يحصل على اللقب؟ بالفعل هو قطاع شمال أفريقيا (بلاد المغرب)،حسنا هذا دوره.
مبرووووك فاز نادر قيراط من تونس باللقب الخامس من البرنامج، فهو الشاب الوسيم المهذب الخلوق، يغني بالإنجليزية ويجيد الرقص وعلاقته بمشتركي الأكاديمية جيدة، ولديه قاعدة جماهيرية تؤهله للمكسب.
لم يكن نادر قيراط هو أقوى المنافسين في منطقته طوال الخمسة مواسم السابقة ليفوز باللقب خصوصا وهو يغني بالإنجليزية وليس بالعربية وهي المنطقة التي من أجلها جاء البرنامج لعالمنا، ولكن لا بأس فهو يحقق المعادلة.
نادر لم يصدر أي عمل فني سوى أغنية فرنسية بعنوان L'ange Perdu.
الآن من الممكن أن يفوز أي قطاع باللقب بعدما حصل الجميع عليه، ولكن المنطمين قرروا إعطائه للسعودية من جديد، وحصل عليه عبد العزيز عبد الرحمن، الشاب الذي لم يتوقع المشاهدين أن يصل للنهائيات.
عبد العزيز اكتفى بالشهرة المحلية في الخليج، فقدم "وافرض"، وأغنية دويتو مع الفنان عبادي الجوهر بعنوان "نحمد الله"، كما قدم أغنية عراقية بعنوان "اخذونه"، "ماعلموك" و"لاتحاسبني". وأخبرا قدم برنامج مهرجان الفيلم السعودي، عام 2012.
بدأت وتيرة الانتقادات تتعالى على القائمون على البرنامج، فالمواهب المختارة ليست على المستوى، والفائز هو الأقل موهبة، لذلك تطلب الأمر تعديلا بسيطا في الخطة التجارية، فالفوز هذا العام للمواهب الأفضل (مع مراعاة إرضاء جميع الأطراف لحفظ نسبة المشاهدة).
كان هذا شعار الموسم السابع من البرنامج، لذلك فاز السوري ناصيف زيتون ذو الصوت الجبلي الرائع، الذي أشاد به وديع الصافي عندما تشاركا الغناء، فصوت ناصيف عريض ورائع وبالفعل يستحق اللقب.
ناصيف قدم أعمالا فنية كثيرة بالنسبة للفترة الزمنية التي احترف بها الفن، ولكن شهرته أيضا اقتصرت على أهل الشام، فقدم مجموعة من الأغاني المنفردة منها "صوت ربابة" و"مش عم تضبط معي" و"يا طير الغروب"، كما طرح ألبوم غنائي بعنوان "يا صمت" في عام 2013 وصور منه فيديو كليب لأغنية "لرميك ببلاش".
والآن في 2011، مصر تشتاق للقب، الثورة المصرية على أشدها والروح الوطنية عالية، مناسبة ضارية بين نسمة محجوب وأحمد عزت ،ولكن موهبة نسمة أكبر، فهي تستطيع الغناء بأكثر من لغة، دارسة للفن ومجتهدة في الدروس، حسنا فهي نجمة الموسم الثامن.
نسمة تمكنت من شق طريقها للفن بشكل سريع، واستغلت بزوخ نجمها ولم تتأخر في طرح ألبومها الأول "هتقوللي ايه" في 2012، ولكنها لم تتغيب في 2011 نهائيا عن جمهورها، حرصت على الظهور الإعلامي المكثف والتواجد في الحفلات.
في 2013، نسمة لم تتغيب بإرادتها، فهي تعاقدت على غناء تتر مسلسل "آسيا" لمنى زكي في رمضان، ولكنها فوجئت بتعاقد آخر من الشركة مع المطربة حنان ماضي.
تُرى هل ستتغير سياسة البرنامج هذا العام بعد تغيير رئيسة الأكاديمية واشتراك قناة cbc في الإنتاج، أم سيظل الحال كما هو عليه؟ هذا ما سيتبين في الشهور القادمة.
لمناقشتي عبر Twitter @maigouda