فوضى الفضائيات وأصحابها الممولين من الخارج وأفكارهم الهدامة التى تتغلغل إلى عقول البسطاء فتخربها، استغلال حاجة الناس إلى الطعام والشراب فى الانتخابات واستغلال الدين فى الفضائيات لجلب الاعلانات ومسخ العقول.. هذه هى الافكار المفترض طرحها عبر فيلم سمير ابو النيل افكار رائعه تمس حاجات الانسان المصرى وتلمس على وتر مشاكله اليومية وتتزامن معها ولكن، وهناك عشرات السطور تحت كلمة لكن!
الفيلم لم يقدم الكوميديا والضحك كما لم يستطع أن يطرح قضيته بجدية فخذل مكى ومعه المؤلف ايمن بهجت قمر جمهوره الذى خرج من الفيلم بلا ضحك أو قضية.
الفيلم يدور حول الرجل البخيل سمير ابو النيل الذى لا يعمل فى مهنة محددة ولا أفهم كيف نتوقع من رجل لا يعمل اصلا ان يكون كريم لذلك بدا السيناريو من بدايته ضعيفا خاصة فى مبالغات البخل التى قدمت من قبل فى السينما عبر شخصية اليهودى وكانت أطرف وأخف ظلا.
بعدها يدخل الفيلم إلى فكرة قتلت من قبل وهى قيام شخص غنى "حسين الامام" وهو ابن عم سمير بترك ثروته له وكأننا أمام مسلسل "ضمير أبلة حكمت" و ولكن البطل هنا يفتتح قناة فضائية فيبدو وكأنه يسخر من عدة مذيعين على رأسهم توفيق عكاشة بالطبع نكتشف ان هذا القريب "حسين الامام"" ترك له المال ليقوم بغسله وهى فكرة ساذجة جدا لان غسيل الاموال لا يتم بهذه الطرق البلهاء.
المهم بعدما تاكدنا من سذاجة السيناريو الطويل إلى حد الاملال نذهب للشخصيات التى لا يظهر منها سوى أحمد مكى الذى يبدو وكأن لعنة النجومية اصابته بشدة فتخلى عن البطلة دنيا سمير غانم اولا وكانت احدى دعائم نجاحه وحتى الشخصيات النسائية فى الفيلم جاءت مبتورة ومشوهة وسطحية جدا فنيكول سابا ظهرت عدة مشاهد تردد جمل متكررة بين التهليل لابو النيل والسخرية منه ولومه وبدا واضحا ان دورها بتر -ولعل هذا سبب عدم تعليقها على الفيلم منذ عرضه ورفضها الحضور لحفل الافتتاح- أما شخصية الصحفية فجاءت بلا روح ومبالغ فيه جدا.
أخيرا دور منة شلبى جاء مقحم على الأحداث وغير منطقى اصلا ويبدو ان مكى من البداية أراد ان يكون النجم الأوحد ولكن ادائه المبالغ فيه وشخطه فيمن حوله بلا مناسبة جعل شخصيته غير مقبوله للمشاهد فهو لم يترك مشهد الا وظهر فيه عكس اعماله السابقة التى ضمنت ادوار محترمة لمن حوله مثل ماجد الكدوانى ودنيا غانم وحسن حسنى ولطفى لبيب وغيرهم . هنا لعب دور السنيد الفنان محمد لطفى الذى قدم دور متكرر بلا تجديد وشارك صوته الجاعورى مع صوت مكى فى خلق ازعاج لمن يشاهد الفيلم وكاننا نشاهد عراك وليس فيلم سينمائى.
وكان من الواضح ان الفيلم خائف من ان يتهمه احد بالسخرية من شخص معين رغم اننا فى زمن الحريات وباسم يوسف سخر من الجميع الا ان التعامل مع السبكى له منطقه.
المؤكد ان مكى بعد فيلمين بهذا المستوى اولهم "سيما على بابا" بدأ يخسر جمهوره وبشدة كما ان اتجاهه إلى العمل مع المنتج محمد السبكى المعروف بميله للافلام المسلوقة التى تترك النجم ليقدم "الشويتين بتوعه" ستترك أحمد مكى ممثل درجة ثانية كما تركت محمد سعد قبله اسير شخصية اللمبى التى قدمها حتى بهتت وفقدت روحها.
فى النهاية ابو النيل لم يسعد جمهور السبكى الذى توقع الضحك والرقص ولا جمهور مكى الذى توقع منه كوميديا راقية تلمس مشاكل الشباب.