إذا كنت تبحث عن فيلم لا تنقطع فيه ضحكاتك من البداية للنهاية، أنصحك لا تشاهد "سمير أبو النيل".
الفيلم الجديد لا يحتوي على خلطة "السبكي" الشهيرة - الإفيه الخارج والأغنية مع الرقصة-، ولا يحمل صبغة بطله "الحزلقومية" الساخرة بهدف خفيف يريد السيناريو إيصاله إن كان هناك هدف للفيلم من الأساس!
"سمير أبو النيل" يرسم خط واضح لظهور الكثير من الإعلاميين ورجال الأعمال بعد ثورة 25 يناير، ويفسر ظهور هولاء المتسلقين الذين لم نسمع عنهم قبلها وفجأة أنشأوا قنوات كبرى بميزانيات ضخمة.
سيناريو الفيلم الذي كتبه أيمن بهجت قمر جاء موفقا بشكل كبير إلا في اشتعال الأزمة فجأة وصحوة ضمير "أبو النيل" في الربع الأخير من الفيلم ليصحح أخطاؤه بعد معاتبة لم تكن عنيفة بينه وبين حبيبته "ميرفت" التي قدمتها منة شلبي.
كما لم يوفق في التحول الذي طرأ علي شخصية "الشيخ شكري" قبل نهاية الفيلم، حيث ظل الشيخ طوال الفيلم مثالاً لرجل الدين الملتزم القنوع رغم فقره، وفجأة تحول إلى جشع مستغل للظروف.
حركات كاميرا عمرو عرفة –كالمعتاد- جاءت ناعمة بشكل مريح للعين وكذلك المونتاج، ولكنه لم يُخرج أفضل ما في الممثلين، فلم يكن أداء الممثلين على مستوى عال، فمثلا أداء حسين الإمام كان مفتعل، ولم توفق دينا الشيربيني في كثير من المشاهد في إيصال انفعالاتها.
أما الأداء التمثيلي، فمكي تقمص الشخصية ورسم لها ملامح خاصة بشكل وصوت مختلف عما قدمه سابقاً، وهو ما يميزه طوال مشواره الفني، ولا يمنع هذا أن صوته هذه المرة كان عال في كثير من المشاهد دون مبرر.
منة شلبي ظهورها في مشهدين من الفيلم كان مميز، خاصة بعد غيابها عن الأضواء لفترة طويلة، ركزت على إطلالتها و"لدغتها" بشكل يليق بسيدة عائدة من أستراليا.
أما نيكول سابا فتحمسها للفيلم وانتظارها لعرضه والدعايا المستمرة له عبر حساباتها الالكترونية جعلتني أستشعر أنها بطلة الفيلم الأولى، وجاءت الحقيقة غير ذلك، فدورها لم يتخط العشر مشاهد! ولكن ربما تحمسها للفيلم لم يكن بسبب مساحة دورها بل كان للقضية التي يتناولها.
محمد لطفي لم تمكن له بصمة واضحة في الفيلم الذي احتل مشاهده أحمد مكي منفردا دون الاستعانة لسنيد بجانبه.
أغنية الفيلم هي أفضل مافيه، لخصت صراعات النفس البشرية ومعها أحداث الفيلم، وأداء مكي بها كان جيد جدا، وخذلتني نيكول سابا من جديد بسبب توقعاتي بأنها ستشاركه الغناء لكنها اكتفت أو ربما اكتفي مكي بجملتين فقط!
في النهاية الفيلم لم يكن بالسوء الذي وصفه الكثيرون، فهو يحمل قضية يعاني منها المجتمع المصري حاليا وهي امتهان كثيرين لمهنة الإعلام وهم غير مؤهلين لذلك، وما يترتب عليه من بث السموم والأكاذيب، ولأن الفن مرآة المجتمع، جاء تناول تلك القضية في عام 2013 بمثابة توثيق لهذه الفترة الزمنية.
طرح فيلم مكي في هذا التوقيت وسط كساد السوق الفني سينعشه، وعلى طريقة "أبو النيل".. مكي "عمل الجلاشة..راق فكرة وراق انتعاشة"!
لمناقشتي عبر Twitter بالضغط هنا.