عقارب الساعة تقترب من الحادية عشر، يقول الأب لزوجته بلهجة متسرعة "هاتي سي بي سي"، قبل أن ينظر لأطفاله قائلا بلهجة حادة هذه المرة "يالا ادخلوا ناموا"!
الأبناء يريدون مشاهدة باسم يوسف كما تعودوا مساء كل جمعة، ولكنهم ربما لا يعلمون أن طلب والدهم جاء بناءا على طلب آخر من "نجم الإعلام" الأشهر خلال الفترة الماضية.
قرار باسم يوسف جاء بعد رفض الكثير من متابعي البرنامج للالفاظ والايحاءات التي تُذكر في أغلب الحلقات، ولكن هل هذا هو الحل؟
باسم يوسف بالتأكيد نجح بشكل لافت للنظر منذ صعوده وبعد عودته مؤخرا، وأصبح برنامجه مساء كل جمعة كمباريات الكرة الحاسمة التي ينتظرها الجمهور.
نجح باسم يوسف بالحلقات التي بثها على Youtube، وضاعف النجاح مرات عديدة خلال ظهوره عبر قناة ON TV، وفي كل هذه الحلقات لم يتسخدم ايحاءات أو ألفاظ خارجة "ربما مرات نادرة".
إذن لماذا يصر حاليا على أن يسلك هذا المسار، ما الداعي لاستخدام ايحاءات وألفاظ نخجل حين نستمع إليها، هل هو في حاجة إليها؟
عودة باسم يوسف تحمل أكثر من مشكلة أيضا، وإذا وضع حلا لمشكلة الألفاظ والايحاءات "من وجهة نظره"، فكيف سيتعامل مع بقية المشكلات؟
حلقات البرنامج الأخيرة تتضمن الاستعانة بفيديوهات وتركيبها بشكل متتابع لإثبات حقيقة، مثلما حدث في حلقة خالد عبد الله.
الغالبية العظمى من متابعي البرنامج يعلمون أن خالد عبد الله شخصا مراوغا، وأنه يساند السلطة سواء كانت مجلسا عسكريا أو حُكما دينيا، ودائما ما ينتقد المعارضة ولا مانع لديه في أن يخوض في أعراضهم أيضا، إذن لماذا استخدام بعض اللقطات له وتركيبها لخدمة السياق لإثبات ذلك؟
مشكلة أخرى ظهرت في هذا الموسم، وهي "التجريح والإهانة" لبعض الأشخاص، وهنا لا اتحدث عن الانتقاد لأنه برنامج ساخر، وليست لدي أية مشكلات فيما يتضمنه البرنامج من انتقادات لرئيس الجمهورية، وأرفض أن يتم التحقيق مع باسم يوسف لهذا الأمر، وهو الحال ذاته فيما يخص انتقاد عماد الدين أديب وخيري رمضان ولميس الحديدي، طالما أن الانتقاد لم يصل إلى التجاوز.
ولكن لايصح استخدام ايحاءات جنسية مباشرة خلال عرض فيديو لأحد الأشخاص، وهنا أقصد فيديو "نفسي في رئيس ياخدنا في الحتة اللي مش عايز اروحها".
أعلم أن باسم اعتذر عن هذا الموقف، ولكنه الموقف سيتكرر طالما أن النهج هو هو لم يتغير.
مافعله باسم يوسف بوضع عبارة "للكبار فقط" لا يختلف عن تلك القنوات "المشبوهة" التي تعرض أفلاما تتضمن مشاهد جنسية بعد الثانية صباحا، وتكتب تحذير يحمل العبارة ذاتها.
النجاح الساحق لباسم يوسف جاء بسبب بحث الجمهور عن الابتسامة التي لا يجدوها في تفاصيل حياتهم حاليا، وعلى الإعلامي المميز أن يركز على تلك الجزئية بدلا من الاهتمام بأشياء لا تفيد.
سيظل الجميع متذكرا أن باسم يوسف هو من نقل إلينا هذا النوع من الفن، ولكنهم سيبحثون عن غيره قريبا إذا لم يجدوا ما يريدونه.