فجأة قرر أحدهم- من زملاء الكفاح- أن يوقظني قبيل الفجر ليقول لي رسالة مهمة لا تنتظر حتى سطوع شمس اليوم التالي.
الرسالة كانت: "افتح يا معلم بسرعة قناة تايم 2 بتاعة السبكي.. جايبة كل الأفلام الممنوعة وUncut كمان".
انتهت المكالمة في أقل من 20 ثانية، لأتجه بعدها إلى التليفزيون لأرى الصدمة فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم" الممنوع من العرض (أيوة هو بتاع لقطة عزت العلايلي وناهد شريف) الذي جاء دون اقتطاع أي جزء منه.
القناة- كما يحدث في الدول الغربية- اكتفت بالتنويه طوال اليوم أن أفلامها المعروضة بعد منتصف الليل ستكون للكبار فقط، ولكنه ليس تنويها بالمعنى المفهوم، ولكنها دعوة لمن هم دون سن الـ18 عاما للسهر ومتابعة الأعمال التي ربما سمعوا عنها فقط دون جرأة مشاهدتها بعبارات مثل "تاكسي السهرة مش هينيمك.. كل الأفلام المثيرة والممنوعة بعد منتصف الليل.. إحنا بتوع الليل وآخره"، وربما سيتطور الأمر إلى جمل كـ"إحنا بنات عائلات محترمات".
إذا كنت تؤمن بمبدأ أن الحرية تبيح عرض هذه الأعمال داخل المنزل، فعلى الأقل على إدارة قنوات "تايم" أن تتوقف عن إثارة غير البالغين للسن القانونية بمشاهدة هذه الأفلام أو على الأقل كتابة جملة +18 عند إذاعتها.
المأساة لم تكتمل فقط بما فعلته إدارة القنوات بعرض أفلام "نجومنا في لبنان"، ولكنها أعادتني لذكريات المراهقة، حينما كان العثور على أي فيلم لناهد يسري "كنز استراتيجي" أو مجرد وجود مقطع لفيلم "أعظم طفل في العالم" كفيل بأن يجعل "الشلة" كلها تجتمع عند صاحب المعجزة حاملها "الهارد ديسك" في يدها، الآن الأمر أصبح في متناول الجميع.
على الهامش: إلا من كانوا يخافون على الحرية في عصر الإخوان.. أستطيع الآن أن أبصم بالعشرة أن كل مراهق يصيح "ولا يوم من أيامك يا مرسي"!
تابعوا الكاتب على تويتر