لا أدرى لماذا تذكرت الآن اسم أقل الأفلام إيراداً هذا الموسم ، وهو فيلم "ملك وكتابة" ، ربما لأن بطلته هند صبري هي الرمز الحقيقي بين بطلات جيلها لـ"الملك" وليست رمزا لـ"الكتابة" التي يعاني منها كثيرات ممن لا يعرفون ما يريدونه تحديداً.
وعلى الرغم من ذلك ، تجد أنه كلما سألت أحد عن أفضل ممثلة في الوقت الحالي ينحصر تفكيره في اثنتين ، أما حنان ترك أو منى زكي ، ومع تقديري التام لفنهما خاصة حنان ترك في الآونة الأخيرة ، فإنه من الظلم أن توضع هند صبري ومنة شلبي في مرتبة أقل منهما.
بالفعل ، حدثت غربلة لنجمات الصف الأول أكثر من أي وقت آخر ، وأنا لا أقول ذلك من قبيل الارتياح النفسي لفنانة عن أخرى ، أو من قبيل الإعجاب مثلا ، ولكن لما أظهره كل منهن في عام 2005 من نشاط مكثف وأفلام جيدة جادة أصبحت منة وهند علامة بارزة فيها ، وإذا نظرنا للموقف بشيء من العقل ، سنجد أنهما مع حنان ترك الأفضل حالياً.
هند صبري قدمت عام 2005 عاماً هو الأفضل في تاريخها الفني ، فقامت ببطولة أفلام "بنات وسط البلد" ، "ويجا" ، "ملك وكتابة" ، "عمارة يعقوبيان" ، وفي كل هذه الأدوار كانت هند علامة كبيرة في الفيلم وشخصية فاصلة في أحداثه وجريئة وحادة في تناول الموضوع ، وسبقت ذلك في الأعوام الماضية برائعة داوود عبد السيد "مواطن ومخبر وحرامي" ، و"أحلى الأوقات" مع هالة خليل.
أما منة شلبي ، فحدث ولا حرج ، نشاط منقطع النظير ، تغيير مسار ، أشياء كثيرة يمكن ملاحظتها ، فقدمت "بنات وسط البلد ، "ويجا" ، "إنت عمري" ، "الحياة منتهى اللذة" ، وصححت ما علق بالذاكرة من فيلم "كلم ماما" وأفلام أخرى ، وتأكدت أن الشقاوة والمرح يمكن أن يتواجدا دون إسفاف.
أما حنان ترك ، فمن الطبيعي أن تتصدر معظم الآراء لما تبديه دائماً من ثبات على مبادئها وأفكارها ، بل ومحاولتها المستمرة في التغيير من خلال تبني فكرة ، وهو شيء لا يتوفر في معظم فناني هذا الجيل ، رجالاً وسيدات ، فقدمت حنان أفلاماً مؤثرة ومثيرة للجدل والتفكير معاً ، كان آخرها "الحياة منتهى اللذة" ، و"دنيا" ، وفيلماً آخر مع عملاق الشاشة السورية دريد لحام ، بينما حققت منى زكي أكبر هبوط ، ورغم ذلك ، فالجميع يضعها في الترشيحات دائماً ، فهي لم تقدم في 2005 إلا "أبو علي وأحلام عمرنا" ، وهما ليسا بالفيلمين الكبيرين أو الأدوار المركبة ، إنما هما فيلمان خفيفان لا يجعلان بطلتهما تنافس بقوة كأفضل ممثلة.
ومن رؤية تحليلية إلى حد ما أرى أن المعيار الأول للتقييم الفني الآن يقوم على الحب الشخصي والارتياح لفنانة عن أخرى ، أضف إلى هذا أدوار الطيبة والبراءة والأدوار التي يقولون عنها نظيفة .. وأيضاً الجمال الشكلي.
وبما أن منة وهند لا يروجوا لمصطلح السينما النظيفة التي أحبطت السينما كثيراً بأفلام هايفة بلا معنى ولا تحتوي على أهداف واضحة أو رمزية فإنهما خارج إطار التقييم.