رغم تصاعد حملات ومظاهرات الغضب فى العالم الإسلامي والعربي إزاء الاساءة التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم ومطالبة العديد من النقابات المهنية بالرد على التصرفات الغربية الفجة التي وقعت تحت إسم الحرية ، فإن هذا التحقيق الذي قام به موقع filbalad.com أظهر أن فناني مصر انقسموا بين مؤيد ومعارض للمقاطعة.
الفنان الكبير محمد صبحي أكد انه مقاطع لجميع البضائع الغربية على الأخص الأمريكية والإسرائيلية منذ فترة طويلة ، مشيراً إلى انه لابد من عمل حصار على الدنمارك من خلال إغلاق ما فيها من سفارات عربية ، وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع العرب لتعيش الدولة المسيئة للرسول في عزلة فيشعرون بالحرقة ، حسب قوله.
وتابع صبحي : "إنهم لا يفعلوا ذلك إلا مع المسلمين فقط ، أما اليهود فهم لا يستطيعون أن يقتربون منهم أو حتى من الكنيست اليهودي ، فكيف لهم أن يمنعوا عرض (فارس بلا جواد) ، ثم يقوموا بسب الرسول كنوع من الحريه ، لماذا لا يساوون في الحرية"؟!
وأضاف صبحي : "إذا تم سب رئيس دولة مسلمة ستقوم الدنيا ولن تقعد ، فماذا عن الرسول؟! ، إلى جانب أنه من خلال الدراسات ثبت ان هناك 5% فقط هم الذين يصورن المسلمين في أسوأ صورهم ، وفي الأفلام تجد أن الشخصية الإرهابية أو العنيفة التي تضرب النساء لابد وأن تنسب للعربي"!
أما النجم عزت أبو عوف فأكد أنه بالفعل مؤيد للمقاطعة ، "لأنها الطريقة الوحيدة المتحضرة لنوضح للغرب أخطاءه ، لأن الحرية مسئولية وليست تبجحا ، وهؤلاء لغة التعامل معهم هي الفلوس ، فعندما تتم خسارة 23 مليار دولار سيعرفون إننا ضد أعمال العنف"!
أما الفنانة الكوميدية نشوى مصطفي قالت : "قاطعت حتى التفاح الأمريكاني وبدأت آكل السوري بدلا منه" ، مشيره إلى أن المقاطعة هي أقل شيء يمكن أن نفعله ، وتابعت قائلة : "فالصحابة الأوائل كانوا يضحون بأرواحهم في سبيل الله ، وهؤلاء ينظرون لنا على أننا طبقة ثالثة أو عالم ثالث ، لذلك لابد أن يعلموا أن العالم الثالث سيؤثر فيهم".
ومن ناحيه أخرى ، رفضت المخرجة ساندرا نشأت فكرة المقاطعة قائلة : "لا أشعر أن المقاطعة ستفيد في شيء ، فلابد على العرب تغيير أشياء بداخلهم أولاً ثم نلوم الآخرين على اتهاماتهم لنا"!
وأضافت قائلة : "فرنسا وتركيا نشروا الصور في صحفهم ، فهل نقاطعهم؟ كما أن جريدة الأخبار المصرية أيضاً نشرتها في عدد تمت مصادرته ، وليس من المفروض أن نحرق السفارات والكنائس ونحدث فتنة طائفية ، بل من الممكن أن نصنع بضائع مثلهم ثم نقاطعهم"!
والمؤلف بلال فضل أكد هو الآخر أنه لن يقاطع قائلاً : "لا يوجد عقاب جماعي في الإسلام ، والقرآن يقول (لا تزر وازرة وزر أخرى)" ، وأشار إلى أن الرسول كان يعامل الكفار بالحسنى حتى يعرفهم سماحة الدين الإسلامي ، بحسب قوله.
ومن ناحيتها ، رفضت الفنانة صفاء الطوخي أن تكون مؤيدة أو معارضة لفكرة المقاطعة قائلة : "الأمر مخطط صهيوني في منتهى الخبث ، يجر المسلمين لموقف كبير دون داع"!
وأضافت قائلة : "إن الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر بكثير من مجرد كاريكاتير يُرسم في مجلة ، إنما تصاعد القضية بهذا الشكل يهدف إلى إشغال الناس بهذه القضية للتعتيم على ما يحدث في العراق والغارات الإسرائيلية كل يوم على غزة".
وكان رأي الكاتب أسامة أنور عكاشة أن المقاطعة على حد قوله "شيء لا يؤدي إلى شيء" ، مشيراً إلى أنها غير مجدية ، وأنه تمت تجربتها من قبل ولم تفلح ، وبالأخص في هذه المرة لأن الدنمارك إحدى دول الاتحاد الأوروبي ، وستساندها كل الدول الأوروبية ، مما يعرض المنطقة لحصار اقتصادي ، حسب قوله!
ثم تابع قائلاً : "الأجدى من ذلك هو أن نقوم بتعريف الناس بمن هو محمد رسول الله ، فهم على جهل بذلك ، كما أن حريتهم تعطيهم فرصة نقد كل شيء .. فقد نقدوا أنبياءهم جميعا وأنبياء اليهودية أيضا ، فلا داعي للتمسح بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ونقول إنهم لا يتعرضون لليهودية"!
وأضاف أن الرسول صلى الله عله وسلم "أكبر من أن يتأثر بالرسومات الكاريكاتيرية ، وما هم فيه من جهل نحن السبب الرئيسي فيه ، لأننا لم نتحرك بعد أحداث 11 سبتمبر ووضحنا لهم أن أعمال القاعدة وبن لادن ليست من أعمال المسلمين"!